أثار المسلسل الكوميدي «سينمائيات 2020» جدلاً واسعاً في وسائل التواصل، مسجلاً «ترند» في الموقع الجماهيري «تويتر» أكثر من مرة.
تنوعت ردود أفعال المشاهدين حول الحلقات الأولى من برنامج “سينمائيات 2020” ما بين مؤيد ومعارض، إلا أن تلك التغريدات التي كسرت حواجز كبيرة تؤكد أن البرنامج كان مشاهدا ومتابعا بكل تفاصيل حلقاته المتتالية، التي أسعدت نجومه والجهة المنتجة، حيث حافظت على تقديم رسالة فنية بحرفية، وتخلت تماما عن “الهرج والمرج” والاستخفاف بعقول المشاهدين، معتمدة على كوميديا الموقف والابتعاد عن الابتذال، ومستعيدة النجاح الذي حققته قبل نحو 20 عاما، وتحديدا في عام 1998، عندما عرض الجزء الأول من “سينمائيات” عبر شاشة تلفزيون دولة الكويت، ولعل اللافت في هذا الجزء هو مشاركة عددد من المؤلفين في ورشة كتابة العمل، بينهم محمد الكندري، وأيمن الحبيل، وحمد الداود، وصلاح الجريري، ومحمد النشمي، ومحمد الكندري، ويوسف المانع، كما شارك مخرج سينمائيات نواف سالم الشمري بأفكاره.
وحول هذه التجربة، تحدثّ المخرج نواف الشمري قائلا: “هذه التجربة أراها إعادة روح فنية لا تزال راسخة في أذهان الجمهور، وفي جيل ثان يختلف عن الجيل السابق الذي عاصر التجربة الماضية، والذي عايشها مجددا لكن بصورة مغايرة، فنحن خاطبنا جيل شاب مختلفا ذا شريحة كبيرة، وأيضا جمهور الـ “سوشيال ميديا”، فحرصنا في أغلب الحلقات على تقديم رسائل هادفة للمتلقي، وهو الأسلوب الذي اعتاد تقديمه الفنان عبدالعزيز المسلم بكلّ تجاربه التلفزيونية والمسرحية.
عمل عائلي
وتناول الشمري فحوى الحلقات، فقال إنها تتحدث عن قضايا وطنية وإنسانية واجتماعية، وتحمل رسائل كثيرة من بينها التطرق إلى الفساد وخطر الـ “سوشيال ميديا” والأجهزة الذكية الحديثة على الأطفال، ومعاملة المعاقين وسوء النظرة السلبية لهم، وكل حلقة تناولت فيلما سينمائيا، وجرى من خلاله تقديم رسالة، فهو عمل كوميدي خفيف هادف، بعيدا عن الإفيهات والضحك وأجواء المسرح الجماهيري، ولقد حرصت مع الفنان المسلم على تناول أهم النقاط، وهي طرح عمل عائلي بحت لا يخدش الحياء، وكانت هناك دقّة تامة حتى الإيحاء على أي إسقاط، فكان ذلك شكلا ممنوعا ومرفوضا.
بطولة جماعية
وعن الذي اختلف عن تجربة “سينمائيات” السابقة، يقول الشمري: مسلسل “سينمائيات” في حقبة التسعينيات ذو روح ونكهة مختلفة عن التجربة الجديدة من ناحية استخدام التكنولوجيا والجرافيك والخدع وطريقة التصوير التي تطورت من حيث الطابع الإخراجي، كما أننا استقطبنا ضيوف شرف كثيرين من الممثلين، والذين تصدّروا بطولة أكثر من حلقة، فالفنان عبدالعزيز المسلم لم يكن البطل الأوحد، بل كل المشاركين في العمل، وهناك حلقتان قادمتان متتاليتان ستتطرق كلاهما إلى السيارات و”التقحيص” والتشويق والإثارة، وستكون البطولة للفنانين أحمد العونان وخالد العجيرب وفهد البناي وعبدالله الخضر، وسيكون الفنان المسلم ضيف شرف الحلقتين، وهناك حلقة عن فيلم “أفاتار”، سنتحدث خلالها إلى عملية الاعتماد على النفس.
وتطرق الشمري لأصداء هذه التجربة جماهيريا، فقال إنه لا يلتفت إلى الحروب الموجهة، ومثلما حصل في “تويتر”، سواء مع أو ضد، فنحن لا يخصنا كمخرج وكفنانين، والتغربدات والتعليقات التي تداولت لم تركز على الجوانب الفنية، بل على المسائل المادية والمناقصات و”الفلوس”، وربما هناك أناس لهم خلافات مع التلفزيون أو برامج لم تدرج في الدورة الرمضانية، بالتالي أنا لا أتهم ولا أهتم، ولا أحب الخوض بها، لكن عندما أذهب إلى حساباتي في “يوتيوب” و”إنستغرام”، فالأمر مختلف تماما، فالجمهور يتفاعل ويتابع بكثافة وأصداء كبيرة، لافتا إلى أن هناك صعوبات واجهت العمل جراء ظروف فيروس كورونا وعملية الحظر الجزئي، لكننا تعاملنا مع كل الصعاب، واستطعنا التغلب عليها بكل احترافية.
الماضي الجميل
وحول كلمته الأخيرة التي يوجهها للجمهور قال الشمري: “همّي الأول والأخير من هذا العمل كان تقديم برنامج خفيف للجمهور المحجورة في البيوت، وهو عمل عائلي بحت، وهدفي عدم تعكير صفو وخاطر الناس، فكان وجبة كوميدية متنوعة، سواء لفئة الجمهور الشبابي الذي يعشق حضور أفلام السينما أو فئة الناس الذين أحببنا أن نعيدهم إلى الماضي الجميل لكن بأسلوب حديث.
يشار إلى أن “سينمائيات 2020” استقطب نجوما بارزين لهم حضورهم الجماهيري مثل انتصار الشراح، وهيا الشعبي، ومحمد العجيمي، ومشاري البلام، وأحمد العونان، وخالد العجيرب، وشهاب حاجيه، ومحمد الحملي، وشوق، وعبدالله الخضر، وفهد البناي، وحسن الإبراهيم، ومنى حسين، وعبدالله المسلم، وفيّ الشرقاوي، وثامر السبيعي، وأحمد عبدالله، وطلال فرج، وسعاد سليمان، وهو من إنتاج مجموعة السلام الإعلامية.