فيما لا تزال السلطات اليابانية تبحث عن حل للغز الفرار المحير لرجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن الملاحق بتهم فساد، نشرت وكالة ”بلومبيرغ“ الأمريكية تفاصيل جديدة بشأن المتهمين بمساعدته على الهروب.
وبحسب الصحيفة، ساعد غصن -وهو الرئيس السابق لمجموعة رينو – نيسان، كارلوس- بعملية هروبه من اليابان إلى لبنان عبر تركيا، شخصان أمريكيان لهما تاريخ بمهمات الحماية الخاصة، هما: مايكل تايلور، وجورج أنطوان زايك.
ونقلت الوكالة عمن وصفتهم بـ“أشخاص ذوي صلة“ أن قائمة المانيفست للرحلة التي غادرت مطار أوساكا الياباني إلى أسطنبول لا تتضمن اسم كارلوس غصن، وإنما أسماء الأمريكيين تايلور وزايك.
وأكدت وكالة نيكاي اليابانية، مساء السبت، أن تهريب غصن جرى فعلًا في صندوق للموسيقى من ضمن متاع مسجّل باسم جورج أنطوان زايك. وأضافت أن هذا الصندوق نقل مباشرة في مطار إسطنبول من الطائرة القادمة من اليابان إلى الطائرة المغادرة لبيروت.
البيان التركي
من طرفه أشار وزير العدل التركي عبد الحميد غول إلى وجود اثنين من المتهمين بعملية تهريب غصن دون أن يورد اسميهما.
وكشف الوزير التركي في حديث مع قناة ”سي أن أن ترك“، أن استجواب 7 أشخاص في قضية عبور كارلوس غصن إلى مطار أتاتورك، انتهى إلى وضع 5 أشخاص منهم قيد الاحتجاز الاحتياطي، دون الإشارة الى مصير الشخصين الآخرين اللذين قال إنهما أجنبيان، ويُرجح أنهما مايكل تايلور، وجورج زايك.
وسطاء لبنانيون
ولم يُعرف كيف استطاع غصن، أثناء إقامته الجبرية في اليابان لمتابعة محاكمته، الاتصال مع هذين الأمريكيين اللذين ساعداه في رحلته من اليابان 29 ديسمبر إلى لبنان، لكن صحيفة ”نيويورك تايمز“ نشرت أن وسطاء لبنانيين قدموا تايلور إلى غصن قبل عدة أشهر.
وقالت ”بلومبيرغ“ إن جورج زايك الذي يعمل مع تايلور، ”سجله غير معروف بشكل لافت، فيما عدا كونه من أصل لبناني وينتمي لعائلة مارونية“.
تاريخ أسطوري لتايلور
يشار إلى أن لتايلور (59 سنة)، تاريخًا ملتبسًا، بعضه كان مع شركة ”القبعات الخضر“ المتخصصة بعمليات الحماية الأمنية، في أعقاب خدمته مع قوات المظليين العسكرية الخاصة الأمريكية، ثم عمله مع شركة خاصة تتولى المهمات الأمنية المدفوعة حول العالم.
والتاريخ ”الأسطوري ”الملتبس لتايلور كانت وثقته المحاكم، مع كتب وتقارير صحفية، فضلًا عن الموقع الإخباري لشركته (مؤسسة الأمن الأمريكية الدولية) التي تتخذ مقرًا لها في بوسطن. وهو في إحدى المناسبات كان المحامي الذي تعاقدت معه صحيفة ”نيويورك تايمز“ في قضية ارتهان مراسلها في أفغانستان، ديفيد رود، العام 2008.
وطفولة تايلور أمضاها لدى والد بالتبني، وبعد الدراسة الثانوية التحق بالقوات الخاصة العسكرية للجيش الأمريكي بوحدة المظلات التي سجّل فيها قدرة على القفز من علو 40 ألف قدم، كما تقول بلومبيرغ.
دورة في لبنان
الرحلة الأولى لتايلور إلى بيروت كانت بعد اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل والغزو الإسرائيلي، حيث قام بتدريب قوات لبنانية خاصة، وعقد صداقات عميقة مع شخصيات مسيحية. وفي لبنان تعلّم العربية، وتعرف على زوجته ”لميا“ وعقد قرانهما العام 1985 قبل أن يعود إلى بوسطن وينجبا 3 أبناء.
قضية حشيش لبناني دولية
ويشير ملف تايلور إلى دور لعبه في حرب الخليج 1991، كما كان له دور في قضية حشيش دولية مسرحها سهل البقاع اللبناني، انتهت العام 1991 باحتجاز 3 أطنان من هذه المخدرات.
وتكررت عودة تايلور الى لبنان، في مهمات كانت إحداها لتدريب قوات مسيحية، وفي العام 1992 ساعد الولايات المتحدة بالتحقيق بقضية تزوير أوراق نقدية قيمتها 100 مليون دولار، قيل إنها تتصل بشبكة إيرانية كانت لها في السابق علاقات مع شاه ايران محمد رضا بهلوي.
ويوم الجمعة الماضي سئلت لميا، زوجة تايلور، عن موضوع تهريب كارلوس غصن، فنفت علمها بأن لزوجها صلة بذلك. ونقلت بلومبيرغ قولها:“ليس لدي علم بذلك“، وسئلت عن زوجها ليعقب على الموضوع فقالت إنه خارج الولايات المتحدة.