يرتبط مرض ألزهايمر بضعف الوظائف الإدراكية، وتلف كبير وتدريجي في الذاكرة، إلى الدرجة التي لا يتمكن فيها المريض من أداء أبسط مهامه الروتينية.
لكن، ثبت أن هناك ذكرى لا يمكن لهذا المرض الخطير أن يحذفها لدى السواد الأعظم من المرضى، بحسب موقع “واللا”.
وأخيرا، شعر المشاهدون في جميع أنحاء العالم بسعادة غامرة لرؤية الأداء المشترك للمطربين الأمريكيين توني بينيت البالغ من العمر 95 عاما وليدي غاغا.
كان توني بينيت يعاني من الخرف في السنوات الأخيرة، وكان من المثير أن نرى كيف تمكن مرة أخرى على خشبة المسرح من التعرف على ليدي غاغا أثناء أدائهما والاتصال بها باسمها.
كان الأمر أكثر إثارة عندما بدأ اللحن في العزف، حيث عادت له الكلمات وتحرك على أصوات الموسيقى وعاد إلى كونه المطرب الذي كان عليه في الماضي. في اليوم التالي لم يتذكر العرض على الإطلاق.
هذا يفاجئ الكثيرين، لكنه في الحقيقة ظاهرة مألوفة جدا في مجال الموسيقى وأبحاث الخرف.
على الرغم من أن المرض منتشر وينتج عنه ضعف عصبي واسع النطاق، إلا أن القدرة على تذكر الموسيقى والغناء والعزف يتم الحفاظ عليها حتى في المراحل المتقدمة من المرض، ومع الموسيقى تظهر أيضا بقية الذكريات.
والخرف هو اسم جماعي لمتلازمة الدماغ التنكسية، ومرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعا.
إنها عملية طويلة ومستمرة لفقدان الذاكرة وتقليل القدرة على الحكم على الأشياء، وضعف الأداء اليومي. حتى الأنشطة الروتينية مثل الأكل أو مغادرة المنزل أو الاستحمام يمكن أن تثير المقاومة لدى مرضى ألزهايمر وتتحدى مقدم الرعاية بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إحدى الوظائف الرئيسية التي يضعفها المرض هي الوظيفة اللفظية، حيث يُترك المرضى عاجزين عن الكلام وغير قادرين على التواصل، وهنا تدخل الموسيقى إلى الصورة.
في العلاج بالموسيقى، يستخدم المعالج قوة الموسيقى لتمكين الاتصال والتأثير على مجموعة متنوعة من الوظائف المعرفية والعاطفية والاجتماعية.
وتؤثر الموسيقى على الأشخاص المصابين بالخرف في قناتين متناقضتين على ما يبدو: فمن ناحية، يمكن أن تهدئ وتساعد في حالات القلق وتقلل من مقاومة العلاج.
من ناحية أخرى، يمكن أن تثير استجابة حركية وذكريات واتصال. يمكن أن يساعد الاستخدام السليم للموسيقى ودمجها في روتين الرعاية اليومية في تخفيف العبء الملقى على عاتق مقدمي الرعاية الأساسيين.