يسود الاعتقاد بين الناس أن المرء الذي يتمتع بشخصية اجتماعية يكون أكثر نجاحا في عمله كونه يستطيع إيصال أفكاره الخاصة بالعمل بسهولة، وغالبا ما يتميز بكونه متحدثا لبقا، وهذا يجعل شخصيته تفرض حضورها بدون أن يبذل أي جهد.
جميع ما سبق حقيقي بالفعل، لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نغفل عن حقيقة أن أصحاب الشخصية الانطوائية لديهم أيضا ميزاتهم الخاصة في بيئة العمل:
- القدرة على الاستغراق بالتفكير العميق: لعل أبرز ما يميز أصحاب الشخصية الانطوائية أنهم يحترفون التفكير بعمق. لذا، لو أحسن صاحب الشخصية الانطوائية استغلال هذه الميزة بالشكل الصحيح فسيكون أكثر شخص في العمل يتمكن من إيجاد الحلول للمشاكل التي قد تظهر بين الحين والآخر في العمل. وهذه القدرة على حل المشاكل تبرز من خلال قدرة الانطوائي على التفكير بسيناريوهات عدة محتملة والمفاضلة بينها بشكل أسرع وأدق من غيره.
- القدرة على العمل من أي مكان: لو سئل صاحب الشخصية الانطوائي عن الوقت الأنسب للعمل بالنسبة له، فسيقول على الأغلب إن هذا الوقت يكون عندما يختلي بنفسه. فالتركيز والتفكير السليم للشخص الانطوائي يبرزان عندما يكون وحده، وهذا بالتالي يمنحه أفضلية القدرة على التعامل في ظروف العمل من المنزل كونه لا يحتاج غالبا إلى سماع إطراءات من مديره أو زملائه في العمل، فهو يهدف لشيء واحد فقط، ألا وهو بذل الجهد الكامل لإنجاز المطلوب في أفضل صورة ممكنة.
- القدرة على تجنب مشاكل العمل: من المعروف أنه يتم بين الحين والآخر حدوث بعض الخلافات والمشاحنات بين الزملاء في بيئة العمل، كأي بيئة أخرى يجتمع فيها أشخاص بعقول مختلفة وبشكل متكرر.هذه المشاحنات يمكن للانطوائي أن يتجنبها كليا كونه لا يشعر بالرغبة لخوض أحاديث خارجة عن العمل، والتي غالبا ما تكون سببا في المشاحنات. أيضا، فإن الانطوائي يدرك طبيعة مسؤوليات كل من زملائه، لذا فإنه لو احتاج لنوع من المساعدة، فإنه يلجأ للشخص الذي يمكنه مساعدته ولا يشرك باقي الزملاء إلا لو كانت هناك حاجة لإشراكهم.
- التمتع بالهدوء الداخلي: نظرا لكون الشخص الانطوائي قليل الكلام، فإنه قليل الجدالات أيضا، وهذا من شأنه توفير راحة داخلية لديه وهدوء يجعله أكثر قدرة على التركيز في عمله وتقديمه كأفضل ما يكون.