هل هناك نوايا خفية لإسقاط هيمنة باريس سان جيرمان في فرنسا؟

منذ الاستحواذ على باريس سان جيرمان من جانب مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية قبل أكثر من عقد بقليل، بات النادي رمزاً للطموح الرياضي العالمي وألقى ذلك الضوء على عدم وجود نادٍ آخر بالمدينة ينتمي للنخبة، وهو ما يمثل حالة غريبة في كرة القدم الأوروبية.

وتم الإعلان عن استثمار محتمل من جانب عائلة أرنو وشركة “ريد بول”، اليوم الخميس، سيكون من شأنه أن يمنح العاصمة الفرنسية نادياً ثانياً من النخبة ويضعها على المسار المأمول والمألوف في أوروبا.

ويشهد الدوري الإنجليزي الممتاز مشاركة 7 أندية من العاصمة البريطانية لندن، كما تشهد مدن مثل برشلونة ومدريد وتورينو وميونخ ومانشستر وليفربول ولشبونة، وجود فريقين تاريخيين من كل منها.

وقد يصبح باريس إف.سي ثاني نادٍ فرنسي يتم الاستحواذ عليه من جانب ملياردير، وذلك بعد أن استحوذ فرانسوا بينو رئيس مجموعة كرينغ على ستاد رين في عام 1998.

ومن المتوقع أن تجلب عائلة أرنو 100 مليون يورو (108.22 مليون دولار) على الأقل للمشروع، مع إمكانية رفع الميزانية إلى 200 مليون في حال صعود الفريق لدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل، وهو ما سيضع باريس إف.سي ضمن المراكز العشرة الأولى وربما المراكز الخمسة الأولى من حيث الميزانية بين أندية الدوري الفرنسي.

وسيتم تعزيز القوة المالية للنادي من خلال الخبرة الواسعة لشركة “ريد بول” في الإدارة الرياضية وتنمية المواهب، وذلك في ضوء دورها في بناء أندية ناجحة في مختلف أنحاء العالم عبر نموذج فريد لرعاية المواهب وتنسيق شبكة عالمية.

وقال الخبير الرياضي سيمون تشادويك لوكالة رويترز، إن الأمر يبدو، من الناحية النظرية على الأقل، رائعاً لأنه يخدم جميع الأطراف المعنية.

وأضاف “شركة “ريد بول” ستجلب خبرة تتراوح ما بين 20 و30 عاماً، هي تعرف كيف تطور الأصول الرياضية، وليس فقط بيع مشروبات الطاقة، نموذجها أثبت نجاحاً في سالزبورغ ولايبزيغ، وقد يشكل نادي باريس إف.سي مشروعها الكبير التالي”.

وعن الجماهير، قال تشادويك “أصبح الجمهور الشاب، أكثر انفتاحاً تجاه نماذج جديدة لكرة القدم، بما في ذلك شبكات تشبه نظام الامتياز مثل شبكة ريد بول”.

وواجه باريس إف.سي صعوبة في استقطاب قاعدة جماهيرية، وسجل الفريق الذي يتصدر دوري الدرجة الثانية بفارق نقطتين أمام لوريان بعد 8 جولات من المسابقة، متوسط حضور جماهيري يقل عن 5500 متفرج في المباراة الواحدة للفريق في دوري الدرجة الثانية خلال الموسم الماضي وذلك في إستاد شارلوتي الذي يسع 19 ألف متفرج، ورغم أن التذاكر تتاح بالمجان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وفي ظل عدم وجود مقصورات كبار الشخصيات في شارلوتي، قد ينتقل الفريق إلى إستاد جون بوا، القريب للغاية من ملعب بارك دي برينس معقل باريس سان جيرمان.

لكن يتوقع أن يكون الوقت المناسب للوصول إلى حل دائم، قريباً.

وقال تشادويك “إن باريس مدينة صعبة فيما يتعلق بمشروعات البنية التحتية.

“ولكن مع إمكانات عائلة أرنو ودعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هناك احتمالية واقعية للغاية لأن يتمكنوا من تجاوز العقبات السياسية والعثور على مقر للفريق داخل المدينة.

“إضافة إلى ذلك، يمكن أن يولد هذا المشروع الكثير من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للمدينة”.

وبناء على الميزانية، ربما يتمكن باريس إف.سي أيضاً من تحدي هيمنة أولمبيك ليون وباريس سان جيرمان على الدوري الفرنسي للسيدات.

Exit mobile version