تحظى برلين بمشهد ثقافي حافل تغبطها عليه مدن أخرى، حيث بها 15 مسرحاً و7 فرق أوركسترا موسيقية كبيرة، و3 دور أوبرا، إلى جانب 170 متحفاً.
ولكن تفشي وباء كورونا المستجد ألقى بظلاله على الحياة الثقافية في العاصمة الألمانية، ووضعها أمام مستقبل غامض، في وقت يبحث فيه المسؤولون المخاطر التي قد تترتب على إعادة تنظيم فعاليات ثقافية كبرى.
وأطلق روبن تيشياتي، مدير الأوركسترا السيمفونية الألمانية في برلين، برنامج الفرقة الشهر الماضي «بروح أمل واقعي»، وقال: «لا نعرف متى سنعزف ثانية؟».
وأعلنت «أوركسترا برلين الفيلهارمونية» الشهيرة، أنها لا تعرف متى يمكن أن تعود الحفلات الحية من جديد.
وفي الوقت الذي بدأت فيه السلطات الألمانية تخفيف العديد من القيود التي فرضتها منذ منتصف مارس الماضي لكبح جماح تفشي وباء كورونا، لا يزال من المرجح عدم إعادة فتح دور الأوبرا أو قاعات الموسيقى والمسارح قبل أشهر، في ظل الحظر المفروض على الفعاليات العامة في أنحاء ألمانيا حتى 31 أغسطس المقبل.
وفي الوقت نفسه، بدأت بوتيرة بطيئة عمليات إعادة فتح محال الحلاقة ومصففي الشعر ورسم الوشم «تاتو»، والمطاعم، والفنادق، وأحواض السباحة الخارجية، والمدارس والمتاحف.
ولا يزال الغموض يكتنف الموعد الذي يمكن فيه لما يصفه تيشياتي بأنه «المشهد الثقافي المثير لبرلين» أن يعود فعلياً إلى الحياة على خشبة المسرح، والظروف التي يمكن أن يحدث ذلك في ظلها.
وسعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تبديد مخاوف المؤسسات الثقافية، عندما أكدت في آخر رسالة فيديو أسبوعية لها، دعم الحكومة للفنون.
وقالت المستشارة: «أدرك ما نفتقده جميعاً، وأدرك كيف ينتظر كثير من المواطنين أن يستطيعوا أخيراً مشاهدة العروض الثقافية الحية مجدداً».
وأضافت: «حتى ذلك الحين، سنسعى إلى أن ندعمكم بأقصى ما في وسعنا من خلال برامج المساعدة الخاصة بنا».
ويستطيع العاملون في مجال الفنون التقدم للحصول على دعم من مجموعة من البرامج العامة، وبينها برنامج المساعدة الحكومي الذي يبلغ رأس ماله 50 مليار يورو والمخصص لأصحاب الأعمال الصغيرة، أو من يعملون لحسابهم الخاص.