لاتزال جائحة كورونا تشغل العلماء. ومع ظهور المزيد من الدراسات، ثبت أن فيروس كورونا قد يصيب الشباب أيضاً بأعراض مرضية شديدة، بل أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن فيروس كورونا قد يجعل الجسم يشيخ مبكراً؛ حتى بعد الشفاء من المرض.
وبحسب شبكة “إن تي فاو” (ntv) الألمانية، ظهرت الكثير من الدراسات في الفترة الأخيرة عن التبعات طويلة المدى لفيروس كورونا على صحة المتعافين، ومنها دراسة بدأتها جامعة شليسفيغ هولشتاين بمدينة كيل الألمانية حول تأثيرات كورونا على أعضاء الجسم، وبشكل خاص القلب والكلى والكبد بالإضافة إلى الجهاز العصبي.
تبعات طويلة المدى
ونقلت “إن تي فاو” عن مدير فريق إعداد الدراسة شتيفان شرايبر قوله إن فريق العلماء سيقوم بمتابعة حالة المتعافين على مدار سنتين، حيث يعتقد شرايبر أن المرض لا يضعف الصحة بشكل مؤقت فقط، بل يصيب أيضا الأعضاء الداخلية للمتعافين بالتهابات تجعلها تشيخ بشكل أسرع من أعضاء الذين لم يصابوا بكورونا. وفي هذه الحالة سيكون لدى شخص في العقد الرابع من العمر خلال عشر سنوات صحة رجل في الستين، بحسب قوله.
وسيقوم شرايبر وفريقه بشكل خاص بمتابعة عمل البطانة الغشائية، وهي طبقة من الخلايا تغطي الأوعية الدموية في الجسم، قد يصيبها فيروس كورونا ويقضي عليها. وبحسب قوله فإن البطانة الغشائية لا تتعافى بشكل كاف على المدى الطويل، وهو ما يؤثر على عمل الأعضاء، على حد تعبيره.
وبحسب موقع “ساينس ماغازين”، فإن فيروس كورونا يتسبب في أضرار كبيرة حتى في الحالات التي تكون فيها أعراض المرض خفيفة. فالفيروس، بحسب الموقع، قد يدمر خلايا القلب ويؤثر على عمله. ووجدت دراسة أن 78 من أصل 100 شخص متعافٍ من كورونا ظهر لديهم التهاب في عضلة القلب بعد عشرة أسابيع من شفائهم، وذلك بالرغم من أن أغلبهم كانوا في صحة جيدة قبل الإصابة بكورونا ولم يعانوا من أمراض سابقة.
ونقل موقع صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن مستشفى في مدينة سيدني الأسترالية أن أكثر من ثلث المتعافين مازالوا يعانون من أعراض كورونا الصحية بعد حوالي ثلاثة أشهر من شفائهم.
وقال تيموثي سبكتر، وهو طبيب متخصص بمرض الروماتيزم بجامعة “كينغز كوليدج لندن”، إن تأثير كورونا على الرئتين والقلب والجهاز العصبي أكثر ما يقلق الاطباء، مشيراً إلى أن كورونا يتسبب في بعض الأحيان باضطراب في عمل القلب، ومضيفاً أن آخرين أصيبوا بمرض السكري بعد الإصابة بكورونا. وظهرت لدى بعض المتعافين من كورونا أعراض الشيخوخة وفقدان الذاكرة، ومنهم الشباب، بحسب ما نقل موقع “شبيغل أونلاين” عن سبكتر.
أهمية الكشف المبكر
ويقول شرايبر إن الأعضاء التي تشيخ قبل آوانها لا يمكن إعادة الشباب إليها مرة أخرى، لكن من الممكن علاجها، على حد وصفه، مضيفاً أن الأمر سيكون كمعالجة أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم عن طريق الأدوية. لكن الأمر الفاصل هنا، بحسب رأيه، هو الكشف عن الأعضاء التي تأثرت بكورونا في مرحلة مبكرة، حتى يمكن علاج التبعات بشكل يمنع وفاة المتعافين من كورونا بشكل أسرع من الأشخاص الذين لم يصابوا به.
المصدر: DW