مع تقدّم السن قد نلاحظ تغيراً ملحوظاً في أشكالنا قد يصعب علينا وصف ما نراه بكلمات تعبر عنه، فيرى البعض أنّ أنفه يكبر و ينمو كلما تقدّم في السن، الخبر الجيد هو أنّ هذا ليس صحيحاً والأنف تحديداً لا يكبر مهما تقدمنا في العمر، ولكن الخبر السيء أنّ أنوفنا تتدلى مع مرور الوقت.
– إن كان هُناك ما يُمكن لومه على تدلي الأنف مع مرور الوقت والعمر ليظهر أكبر حجماً أو وكأنه ينمو فهو الجاذبية الأرضية، ولكن كيف؟
– يبدأ الكولاجين والإيلاستين المسؤولان عن الليونة والمرونة بالتكسّر مع مرور الوقت وتفقد بشرتنا قوتها وتماسكها وليونتها بسبب ذلك، ثم يأتي دور الجاذبية الأرضية في عملية التدلي وتؤثر على كل من مقدمة الأنف والجفون والفك والثدي الذي يظهر مترهلاً.
– إنّ دور الجاذبية الأرضية في تراجع جمالنا لا يقتصر فقط على تدلي الأنف والفك والصدر وإنما تشمل عروق الدوالي الأورجوانية في سيقاننا، فالأوردة العادية تعمل ضد قوة الجاذبية الأرضة ولكن مع مرور الوقت تضعف جدران الوريد فيعمل ضغط الجاذبية الأرضية (خصوصا في الساقين) على انتفاخ الأوردة وبروزها.
– هل من الأفضل إذن أن نعيش بدون جاذبية محتملين فكرة الطيران طول الوقت؟
إنّ فكرة الطيران بسيطة عندما نتحدث عن انعدام الجاذبية وعدم وجودها، لكن الأهم هو أنّ أجسامنا تمّ تطويرها بما يتناسب مع هذه البيئة التي وُجدنا فيها، فالمستقبلات الميكانيكية في العضلات والأوتار والمفاصل والجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية تم تصميمه حتى نتمكن من الحفاظ على توجهنا وإتزاننا وقوتنا على الأرض. وبالمثل، الضغط الهيدروليكي في الجسم يعمل لإبقاء السوائل و بلازما الدم موزعة بالتساوي بما يتناسب مع جاذبية الأرض.
– إختلال الجاذبية بأي طريقة يؤدي إلى استجابة أعضاء الحس في الأذن الداخلية لدينا بشكل مختلف عند الحركة مما يؤدي إلى الارتباك والغثيان، السوائل ستهاجر إلى الصدر والرأس مسببة احتقان الجيوب الأنفية واحتقان الأنف، وانتفاخ الوجه وانتفاخ الأوردة في الرقبة. وفقدان بلازما الدم سيسبب فقر الدم، معدل الترشيح في الكلى سيزداد مسبباً العديد من حصى الكلى، إنها فوضى حقيقية تعم أجسامنا لمجرد فقدان الجاذبية الأرضية.
– علاقتنا كأرضيين بالجاذبية الأرضية معقدة نوعاً ما، ولكن كما تهبنا العديد من الفوائد لإتزان أجسامنا علينا أن ندفع القليل من الثمن بمهاجرة أعضائنا كالأنف وجفن العين والصدر وغيرها -تحت تأثيرها- إلى الأسفل عند تقدمنا في السن.