عشية عيد الحب، طرح الفنان اللبناني وائل جسار أغنية جديدة، كما أنه في صدد التحضير لأكثر من مشروع بانتظار جلاء الصورة في لبنان التي لا يُخْفي أنها تُقْلِقُه يوماً بعد يوم.
جسار أشار عبر «الراي» إلى أنه لن يظلّ «الحَمَل الوديع» بعدما لمس مجموعة من الإساءات في حقه، لافتاً إلى أنه لن يعتمد مبدأ المسامح كريم بعد اليوم، بل هو سيُظْهِر حقّه ومن بعدها يمكن أن يسامح.
* طرحتَ أغنية جديدة بعنوان «ولا في الأحلام»، فهل لأننا على أبواب الانتهاء من فيروس كورونا، وبدأتم بالتحضير لموسم فني غنائي جديد؟
– نحن مجبرون على الاستمرار، والحياة لم تنتهِ ويجب أن نتمسك بالأمل بالغد.
إنها طبيعة الحياة ولا يمكننا الاستسلام للقدَر، وفي الوقت ذاته، لا بد أن يكون لدينا حرص.
* هل الفترة المقبلة ستشكّل مرحلة تحدٍّ للفنانين بعد فترة انقطاع قسري لنحو سنة فرضتْها ظروف «كورونا»؟
– تحدٍّ، من أي ناحية!
* للتعويض عن الفترة السابقة والانطلاق مجدداً؟
– مَنْ يقدّم فناً نظيفاً لا يمكن أن يُنسى بسهولة. فنياً، أسست بشكل صحيح، وبمجرد انتهاء هذه الغيمة السوداء أو الفيروس سيعود الناس إلى حياتهم المعتادة، ويُقْبِلون على السهر والفرح.
ما حصل خلال الفترة الماضية كان خارجاً عن إرادتنا، والأهم يبقى صحتنا وصحة الناس، قبل عملنا وقبل أي شيء آخر.
نحن لا نفكر بالعمل بقدر تفكيرنا بصحتنا وصحة أولادنا وأهلنا وصحة الناس، لأن هناك المهم وهناك الأهمّ.
ولو خُيِّرنا بين الصحة وبين العمل، فلا شك أننا سنختار الصحة.
* مع بداية أزمة «كورونا»، الكثيرون شددوا على ضرورة أخذ العِبر من هذا الوباء، فهل شعرت بأن الناس أخذوا عبرة أم أن شيئاً لم يتغيّر عندهم؟
– لا أعرف ماذا يوجد في قلوب الناس، ولكن البعض أخذوا العِبرة وأدركوا أن لا شيء مهماً في هذه الحياة سوى التسامح والمحبة ومساعدة الغير في أوقات الشدة.
هناك وعي وكأن البعض استيقظ من الغيبوبة بعد أن «أكل كف».
* أي درس تعلّمتَه من «كورونا»؟
– نتعلم كل يوم درساً جديداً من الحياة، ولكن في زمن «كورونا» تعلمتُ أنه رغم كل ركضنا وتعبنا، يمكن في لحظة لشيء صغير أن يُنهي وجودَنا من هذه الحياة، ولذا يجب أن نواظب على القيام بالأمور الصالحة كي يترحّم علينا الناس.
* فنياً، هل يمكن القول إنك أصبحت أكثر شراسة بعدما كنت تغض الطرف سابقاً عن أمور كثيرة؟
– لم أصبح أكثر شراسة، ولكنني لن أظل الحمل الوديع الذي يؤكل حقه.
لا أتكلم من فراغ، بل من أمور ألمسها، ولا يمكنني أن أقول دائماً «ماشي الحال» أو المسامح كريم، بل أُظْهِر حقي ثم أصفح عن الإساءة.
* وأين شعرتَ بالأذى تحديداً؟
– في أشياء كثيرة.
* هل تحضّر لأعمال جديدة؟
– نعم، كل فترة سأطرح أغنية.
* وهل ستشارك في غناء إحدى شارات المسلسلات؟
– أنا في مرحلة تفاوض على أكثر من مشروع، بانتظار أن تُحسم الأمور.
وعندما تهدأ الأوضاع يمكن أن أعلن عنها.
* يبدو أنك لا تزال قلقاً؟
– طبعاً.
وهو قلق يزيد يوماً بعد آخَر.
نحن نقرأ ونتابع ويبدو أننا مقبلون على مرحلة أسوأ من تلك التي مرت على لبنان، من ناحية الفيروس كما من الناحية الاقتصادية.
* كنت تفكر بالسفر، فهل تراجعتَ عن قرارك؟
– كيف يمكن أن أسافر وأترك أهلي وأصدقائي.
أسست كل شيء في لبنان، ومن الصعب جداً أن أتركه.
* في الفترة الأخيرة، زاد ظهور أولادك عبر «السوشيال ميديا»، وبدا ابنك جونيور وكأنه يحب الغناء؟
– بل هو يحب التمثيل.
أترك لأولادي حرية القيام بما يحبونه، ولكن الأولوية لدروسهم، وفي وقت الفراغ يمكنهم أن يفعلوا ما يحبونه.
* بعض الفنانين يستغلون أولادهم في «السوشيال ميديا»، وينشرون صوراً وفيديوهات لهم بشكل يومي، فهل تحوّل أولاد الفنانين إحدى الوسائل التي تسوّق لأهلهم؟
– لستُ أنا مَنْ يفعل ذلك! وبشكل عام كل شخص حر وربما يعود الأمر إلى نقص معيّن يُعاني منه الفنان في مكان ما، فيلجأ إلى أولاده للتعويض.
ولكنني لا أعتقد أن ظهور أولاد أي فنان يمكن أن ينعكس إيجاباً على حياته الفنية.
أعمال الفنان هي التي تثبت وجوده أو لا.
لنفترض أنني طرحتُ أغنية غير جيدة، ومن ثم قمت بإظهار أولادي عبر «السوشيال ميديا» كي يتحدثوا عنها.
فما دخل أولادي بالأغنية؟ لا يوجد أي رابط بينهما.
* ربما يكون الهدف زيادة المتابعين عبر «السوشيال ميديا»؟
– بالنسبة لي، لا أبحث عن الشهرة أو عن الإضاءة على اسمي على ظهر أولادي وخصوصياتهم عبر «السوشيال ميديا».
في النهاية، استخدام «السوشيال ميديا» مسألة طبيعية عند كل الناس، ولم يعُد بالإمكان منْع الأولاد عنها، وعندما نحاول منْعهم عن شيء معين، يجيبون «كل الأولاد يفعلون ذلك».
فماذا يمكن أن نقول لهم؟ ويبقى الأمر الأهم أن يتم الأمر ضمن الاحترام والضوابط.
المصدر: الراي