فرض تفشي وباء كورونا تحديات كبرى على شركات الانتاج السينمائي في هوليود، عمقت من حجم الأزمات التي تعانيها الصناعة السينمائية خلال السنوات الأخيرة، في ظل تسارع التحول الرقمي وازدهار منصات البث عبر الإنترنت.
وفي ظل إغلاق دور السينما في بعض الدول أو افتتاحها مع سعة محدودة في دول أخرى، أجبرت شركات الإنتاج إما على تأجيل عروضها حتى العام المقبل، أو عرض أفلامها عبر منصات البث.
ومن هذه الشركات هناك “وارنر بروس” – أحد أعرق شركات الإنتاج في هوليود – والتي تحاول جاهدةً التكيف مع الظروف المستجدة والصعبة التي فرضها وباء كورونا على صناعة السينما.
ووفقاً لوكالة بلومبيرغ، فإن أحد مشاريع الشركة المتضررة بسبب كورونا، هو فيلم “ووندر وومن 1984″، والذي تبني عليه الشركة آمال واسعة، خاصة في ظل توقعات لخبراء شباك التذاكر، أشارت إلى أنه سيكون أحد أكثر الأفلام نجاحاً في 2020.
وكان من المقرر أن يعرض الفيلم في أغسطس، إلا أن الشركة أجلته في البداية إلى أغسطس، ثم أكتوبر، قبل أن تؤجله مؤخراً حتى عطلة عيد الميلاد، لكن مع استمرار تفشي كورونا فإن الشركة تدرس ثلاث خيارات فيما يخص الفيلم.
1- إطلاق الفيلم في تاريخه المحدد لقد أنفقت الشركة بالفعل ملايين الدولارات على الإعلان عن تواريخ إصداره السابقة، وسيحظى بفترة عيد الميلاد فقط، ويعرض في دور السينما داخل الصين واليابان، وهما أكبر سوقين بعد الولايات المتحدة.
لكن الشركة سبق أن جربت ذلك مع فيلم “تينت” الذي أخرجه كريستوفر نولان، وحقق إيرادات كبيرة في خارج أميركا وصلت إلى نحو 300 مليون دولار، إلا أن إيراداته داخل أميركا لم تتجاوز 55 مليون دولار.
بالتالي كلف الفيلم 200 مليون دولار لإنتاجه، وحقق 350 مليون دولار كإيرادات فقط، ويمكن اعتباره خاسراً، عند احتساب حصة دور العرض في مبيعات التذاكر وتكلفة التسويق.
أما فيلم “ووندر وومن 1984” فقد كلف أيضًا 200 مليون دولار لإنتاجه، وسيحتاج إلى إيرادات بنحو ثلاثة أضعاف، حتى يحقق ربحاً، وهو رقم لم يحققه أي فيلم هذا العام.
2- التأجيل إلى العام المقبل ربما يعتبر الخيار الأكثر أمانًا بالنسبة للشركة، خاصة أنه قد سبق لها التأجيل مرتين، لذلك لا ضرر من القيام بهذا مرة أخرى، علماً أن أغلب شركات الإنتاج أجلت عرض أفلامها، وهو ما جعل الصيف القادم مزدحماً بالأفلام الكبرى.
ومع ذلك، ليس هناك ما يضمن فتح دور السينما بكامل طاقتها بحلول الصيف المقبل، فهناك توقعات باستمرار إغلاق دور السينما حتى العام المقبل، ما يعني أن الكثير من دور العرض قد تغلق نهائياً.
3- عرض الفيلم عبر منصات البث يمكن ان يؤدي إطلاق الفيلم عبر منصات البث في فترة الأعياد إلى جذب ملايين الأشخاص للمشاهدة، لكن عرض الفيلم عبر دور السينما يحقق أرباحاً أعلى بكثير من منصات البث، وتحقيق الأرباح عبر هذه المنصات، يتطلب المحافظة على نسب مشاهدة عالية لعدة اشهر.
المصدر: bitajarod