نشرت ورقة بحثية مشتركة بين مركز العلوم البحرية التابع للحكومة البريطانية والهيئة العامة للبيئة في الكويت في مجال البيئة البحرية اليوم، وذلك تعزيزا للعلاقات الوثيقة بين المركز والهيئة في احدى المجلات العالمية المتخصصة في العلوم البحرية.
وذكر بيان صادر عن السفارة البريطانية إنه تم التركيز في تلك الورقة على التنوع البيئي في البيئة البحرية المحيطة بالكويت حيث سلطت الورقة الضوء على أهمية المحافظة على سلامة وإنتاجية البحار والتي تعد حيوية للأمن الغذائي والمائي مع توفير بيئة ساحلية فريدة تساعد في الحد من آثار التغير المناخي.
وأوضح السفير البريطاني مايكل دافنبورت أن حماية البيئة البحرية هي تحد عالمي يتطلب عملا منسقا على المستوى الدولي، معربا عن سعادته بتعاون الهيئة العامة للبيئة في الكويت ووكالة العلوم البحرية التابعة للحكومة البريطانية معا للتعامل مع هذه القضية المهمة في الكويت.
وأضاف دافنبورت في تصريح صحفي إن سلامة المناطق الساحلية سوف تدعم الأنظمة البيئية والتي تعد ضرورية لتكاثر العديد من أنواع الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية وأن دعم البيئة الساحلية وإعادة تأهيلها والمحافظة عليها سيكون من الأدوات المهمة ضمن الجهود المبذولة للتصدي لتأثيرات التغير المناخي.
وأشار الى ان السفارة استضافت مؤخرا ندوة افتراضية للاستماع الى تفاصيل عن الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للبيئة لإعادة تأهيل البيئة البحرية حيث حضر تلك الفعالية ممثلين عن السفارات الفرنسية والإيطالية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لافتا إلى أن مثل تلك الحلول القائمة على أساس الطبيعة سوف تكون على قمة أولويات مؤتمر تغير المناخ التابع للأمم المتحدة السادس والعشرين والذي سوف تستضيفه مدينة غلاسكو البريطانية في 2021.
بدوره، أشار العالم البحري في مركز العلوم البحرية البريطانية الدكتور بريت ليونز الى أن الخط الساحلي والمياه المحيطة بالكويت تتمتع بأهمية كبيرة كمورد اقتصادي وذلك من خلال صناعات مثل صيد الأسماك والسياحة والنشاطات الترفيهية.
وأضاف ان البحر حول الكويت يضم مزيجا فريدا من الأنظمة البيئية والنباتات والحيوانات مثل الرف القاري والسلاحف وبعض الأنواع المعرضة للانقراض من أسماك القرش، موضحا ان الخليج يواجه حاليا أزمة مزدوجة تتعلق بالمناخ والتنوع البيئي مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر بشكل أكبر من المعدل العالمي.
وذكر إن البيانات التي تم جمعها من خلال هذا العمل المشترك سوف تساهم في تقارير الكويت المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وبإن نشر هذه الورقة في مجلة عالمية متخصصة يظهر ان الكويت تعمل على تطوير برنامج للمراقبة البحرية يلبي المتطلبات العالمية.
من جهته قال نائب مدير الهيئة العامة للبيئة عبدالله الزيدان إن البيئة البحرية الكويتية تعد حيوية جدا للاقتصاد والثقافة والازدهار، مضيفا ان الكويت تواجه حاليا العديد من التحديات البيئية والتي تستوجب مراقبة وإدارة أفضل للبيئة البحرية.
وأشار الى ان الهيئة العامة للبيئة تعمل مع مركز العلوم البحرية البريطاني لتطوير خطط إدارة البيئة البحرية، وأن الهيئة تعمل كذلك على تطوير برنامج لمشاريع إعادة التأهيل بما في ذلك زراعة أشجار المانغروف للمساعدة في تحسين البيئة الساحلية وان هذه المشاريع سوف تساعد على دعم التنوع البيئي وحماية الساحل من ارتفاع مستوى سطح البحر المرتبط بالتغير المناخي.