أكد وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور سعود الحربي أن الوزارة في مرحلة صنع القرار وأي مقترح يتعلق بالسياسة التعليمية لا يمكن أن يصدر منفرداً عنها بل يجب أن يصدر من أسس ومعطيات لا سيما أنه قرار تاريخي «وأقولها على الملأ أسهل قرار عندي كوزير للتربية أن أنهي العام الدراسي ولكنه هروب من المسؤولية ومن مواجهة الظروف».
وقال الحربي، في مداخلة هاتفية خلال برنامج «عشر إلا عشر»، مساء أول من أمس، «هناك خلط بين تعليق الدراسة وإنهائها، ومعظم دول العالم لم تقل بإنهاء ولكن تعليق أو تعطيل… والإنهاء يترتب عليه كثير من الأمور وما تفضل به (وزير الاعلام السابق أنس) الرشيد معقول ومنطقي»، مضيفاً ان «كل الخيارات مفتوحة في شأن العام الدراسي ولكن نتدرج من مرحلة إلى أخرى… علقنا الدراسة أسبوعين ثم مددت بأسبوعين، وستكون الصورة خلال الفترة المقبلة أوضح وأدق، أما إنهاء العام الدراسي فهي قضية ذات إشكالية يترتب عليها غياب العدالة المدرسية وإغلاق الطريق أمام الطالب الذي يسعى لزيادة معدله وقد لا يعترف بشهادته الدراسية التي حصل عليها في سنتين ونصف السنة، والبعض يقارن بعام الدمج ولكن هذا يختلف».
وأوضح أن «الحلول كثيرة ومتاحة، ولكن الشيء الوحيد المتفقين عليه ولن نتزحزح عنه أننا لن نغامر بصحة واحد من أبنائنا… نحن منذ 30 عاماً نبحث عن رفات أبنائنا الشهداء فكيف بالأحياء؟».
وأضاف: «قد نعلق الدراسة شهراً أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة وهناك بدائل، لكن يجب المحافظة على العدالة وتكافؤ الفرص والوزن النسبي للمناهج، إلا أن الإنهاء في هذه الفترة يحتاج إلى إعادة نظر حيث من الممكن أن يفرض حظر التجول وينتشر الوباء لا قدر الله وهذا له حسابات أخرى».
وقال الحربي: «لسنا متذبذبين أو في مرحلة التوهان، نحن في صنع القرار التعليمي ويجب أن يكون عقلانياً يدرس بتأنٍ، خصوصاً أنني مكلف من قبل مجلس الوزراء بأن أستسقي المعطيات من الواقع، ومن ثم أطرح الفكرة على مجلس الوزراء ويتم النقاش وتكون الصورة واضحة لدينا، وقد نختلف في وجهات النظر ولكن هذا ما نقوم به الآن».
وأشار الوزير إلى ان لديه اجتماعات مع جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي وأمين عام الجامعات الخاصة، وأيضاً مع أصحاب المدارس الخاصة «حتى تكون رؤية واحدة ليست منفصلة، وأطمئن الجميع أننا نعمل بجد وسنصدر القرار الملائم الذي لن يتضرر منه أحد إن شاء الله».
وعما يتردد عن وجود خلافات بين قيادات تربوية في شأن القرار الواجب اتخاذه، قال الحربي: «أؤكد أنها وجهات نظر واختلاف في الرؤى، أنا قد أختلف معك في الرأي ولكن ليس على خلاف معك، ومعظم التربويين يرون بعدم إنهاء العام الدراسي خلال هذه الفترة والاختلاف في الرؤى يمحص الأفكار الأساسية وليس بالضرورة الاتفاق في الرأي ولكن نتفق في مصلحة الكويت»، مضيفاً «كان نقاشاً حضارياً من باب المسؤولية ومستمرون بتحمل المسؤولية وقد شرفنا الله بخدمة الكويت».
وتطرق إلى موضوع توليه مسؤولية الوزارة بالقول: إنه «قيل بأن الحكومة قصيرة طويلة وأقولها ليست مجاملة ويشهد الله على ما أقول: (قلت أنا أخدم الكويت لو ساعة والأثر ليس بعدد السنوات ولكن ما تتركه من أثر والكويت تستحق وهذا ليس فيه منة)».
وعن تفعيل المنصات الإلكترونية التعليمية من داخل وخارج الوزارة، قال الحربي: «نعمل منذ 3 أسابيع على إعادة تشغيل القناة التعليمية بدروسها التي ستبث على اليوتيوب، ولدينا برنامج سراج، وبدأنا بتسجيل دورس جديدة في التعليم الإلكتروني الذي أصبح واقعاً، وسنقدم ملفاً متكاملاً، وكان لديّ اجتماع مع الموجهين العموم وطلبت منهم إعادة النظر في المناهج مع التركيز على الموضوعات الأساسية والاستغناء عن الجوانب الأخرى لنكون جاهزين للانطلاق في أي مرحلة، إضافة إلى انه سيكون لنا انفتاح على القطاع الخاص لأن التعليم قضية مجتمعية نرحب بها وأيدينا ممدودة للجميع وقلوبنا مفتوحة تتحمل كل شيء».
ورداً على سؤال عن أبنائنا في الخارج ما هو وضعهم في ظل إغلاق المطارات، قال الوزير: «هم في قلوبنا وأعيننا وهذا أمر نتحمل مسؤوليته ونتابعه على مدار الساعة، وخصصنا خطوطاً ساخنة داخل وخارج الكويت للتواصل معهم، وطلبنا من كل طالب توقفت الدراسة في جامعته الالتزام بالمكوث في المنزل والبعض منهم كان قلقاً خشية انقطاع بعثته فقمنا بطمأنتهم بأن البعثة لن تنقطع مهما كانت الأسباب وسمحنا بالدراسة أون لاين، وسيكون هناك اجتماع مع وزير الخارجية ووزارة الصحة لوضع خطة الإجلاء حسب الجهات المختصة، وأي مشكلة تواجههم يتصلون عليّ شخصياً وهذه ليست منة هم أولادي ويهمنا جميعاً مصلحتهم».