أكد وزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بنتن، أن اختيار حجاج هذا العام جرى إلكترونيا، من دون وجود أي تدخل بشري في ظل جائحة كورونا المستجد، تزامنا مع بدء تسكين الحجاج في مقر إقامتهم بمكة المكرمة.
وقال بنتن في تصريح لقناة «العربية» الإخبارية إن «المملكة اختارت حوالي 70% من المتقدمين لإقامة شعائر الحج لهذا العام من المسلمين المقيمين داخل السعودية من جميع الجنسيات ولمن تنطبق عليهم الشروط الصحية وذلك عبر موقع على الانترنت».
وأضاف أن المملكة العربية السعودية قررت إقامة موسم الحج هذا العام 1441 هجرية، بإجراءات محددة وبعدد محدد لأنها وضعت أولوية لحماية وحفظ النفس البشرية والمساهمة في عدم انتقال العدوى بين الحجاج في ظل انتشار فيروس (كوفيد-19)، مشيرا إلى استقبال المملكة لأكثر من 150 مليون حاج ومعتمر خلال 10 سنوات الماضية.
ويأتي ذلك بعدما أتمت الجهات المعنية كل التجهيزات المعدة لخدمة حجاج هذا العام، والتي تطبق بها جميع الإجراءات الصحية من خلال خطة تنفيذية شاملة من جميع الجهات الأمنية والصحية والخدمية، المنبثقة عن حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير كل ما من شأنه تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام.
كما أكد وزير الحج في تصريحات أخرى نقلتها وكالة الانباء السعودية «واس» أن «المحددات الصحية هي الأساس في عملية اختيار الحجاج المقيمين داخل السعودية» مؤكدا انه لا استثناءات لأحد في موسم حج هذا العام.
وقال إن عملية اختيار حجاج بيت الله الحرام هذا العام جرت بشفافية تامة مع مراعاة دقيقة للمحددات الصحية وأهمها حصول الحاج على شهادة (بي سي آر) صحية معتمدة تثبت خلوه من فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وكشف الوزير السعودي عن انه «لن يؤدي فريضة الحج هذا العام أي مسؤول حكومي أو مشارك في خدمة الحجاج» مشيرا إلى أن الأهم في هذا الموسم هو ضمان سلامة ضيوف الرحمن والكوادر العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، موضحا ان تنظيم الحج يسير وفق خطة استراتيجية تنفيذية وبروتوكولات صحية مشددة.
ولفت إلى ان الحكومة السعودية اتخذت قرارها بشأن تنظيم حج هذا العام 1441-2020 والقاضي بتقنين العدد إلى 10 آلاف حاج من كل الجنسيات الإسلامية في الداخل السعودي تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس، مؤكدا أن القرار حظي بتأييد عربي وإسلامي ودولي واسع على الإجراءات التي اتخذتها السعودية حيال موسم «الحج الاستثنائي».
وفي سياق متصل، أفاد وزير الحج والعمرة السعودي بأن بلاده أبلغت منذ بدء جائحة فيروس كورونا في مارس الماضي جميع الدول المعنية بالتريث في ترتيب أعمالها المرتبطة بحج بيت الله الحرام، وبناء عليه درست الآلية المناسبة لتأدية الفريضة لضمان سلامة ضيوف الرحمن والعاملين في خدمة الحجاج من الإصابة بالفيروس.
وعبرت الحاجة التونسية د. هيفاء يوسف حمدون في مقطع فيديو نشره حساب وزارة الحج والعمرة السعودية على «تويتر»، عن فرحتها التي لا توصف لاختيارها لأداء فريضة الحج.
وقالت «تقدمت على موقع وزارة الحج والعمرة لأداء مناسك الحج هذا العام، ولم أكن أتوقع أن يتم قبولي نظرا للعدد القليل الذي يتم قبولهم، وعندما صدرت نتيجة قبولي للحج، كانت فرحة لا توصف ولا تصدق».
بدورها، قالت الحاجة البلغارية خديجة: بكيت من شدة الفرح عندما تلقيت نبأ اختياري لأداء فريضة الحج، ولم أكن أتوقع قبولي.. وعلى يقين بأن حج هذا العام سيكون متميزا من كل النواحي بإذن الله.
ووصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد بجدة أمس ضيوف الرحمن القادمين من خمس مدن مختلفة ممن وقع عليهم الاختيار، وسط تطبيق دقيق للإجراءات الاحترازية والوقائية من أجل ضمان سلامتهم وسلامة الكوادر المشاركة في خدمة الحجيج.
والمدن هي: المدينة المنورة، والرياض، وأبها، وتبوك، وجازان. ولضمان سلامتهم وفر مسار خاص لهم عند وصولهم لإنهاء إجراءاتهم، وتسريع نقلهم إلى مقر سكنهم في مكة المكرمة، حيث خضعوا بدءا من أمس وحتى الثامن من شهر ذي الحجة «للعزل المؤسسي» قبل توجههم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية.
وأكدت الوزارة أن إجراءات استقبال ضيوف الرحمن تمت بسلاسة واتسمت بالسرعة، حيث بمجرد وصولهم يتم توجيههم من مشرفي وزارة الحج والعمرة إلى الحافلات المخصصة لهم، مع تطبيق البروتوكولات الوقائية الصحية المعتمدة في عملية «النقل».
وأشارت إلى أن هناك مرحلة أخرى من الاستقبال ستكون في السابع من ذي الحجة مخصص للحجيج المتعافين من مرض فيروس كورونا من القطاعين الصحي والأمني.