وزير الخارجية الكويتي يشارك بجلسة «الأمن والسلم في افريقيا» في نيويورك

ترأس الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وفد دولة الكويت المشارك في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي عقدت امس الخميس في إطار بند (الأمن والسلم في أفريقيا) تحت عنوان (الشراكة لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي).

وألقى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح خلالها بيانا جاء نصه على النحو التالي: “شكرا السيد الرئيس…

أود في البداية ان ارحب بالسيدة ماريا لويزا فيتو مديرة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة وسعادة موسى فقي محمد مفوض الاتحاد الافريقي على مشاركتهما في الجلسة والاحاطة القيمة التي تقدما بها.

تأتي جلستنا اليوم استكمالا لجلسة مجلس الامن صباح أمس وتتشارك وتتشاطر معها في العديد من العناصر لاسيما تعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في صون السلم والأمن الدوليين وتعزيز الشراكة والجهود في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

السيد الرئيس… لقد شهد التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي عملا بالفصل الثامن من الميثاق تطورا ملحوظا جديرا بالإشادة والاعجاب حيث تم التوقيع هذا العام على أطر مشتركة للسلام والتنمية المستدامة فضلا عن إضفاء الطابع المؤسسي على المؤتمرات السنوية المشتركة بين الجانبين على مستوى القمة والاعلان المشترك بشأن التعاون لدعم عمليات السلام والتعاون القائم بين المجلسين (مجلس الأمن – مجلس السلم والامن الافريقي) حيث تعقد الاجتماعات السنوية الدورية والتي نتطلع بأن تعقد اعمال الدورة ال 13 لهذا العام في اديس ابابا خلال شهر أكتوبر المقبل.
وبناء على ذلك فاننا ندعو إلى أهمية الحفاظ على الجهود المبذولة التي حققت عدة مكاسب والبناء عليها وعلى وجه الخصوص مبادرة العمل من أجل حفظ السلام بغية تمكين بعثات حفظ السلام من أن تكون أكثر كفاءة وأفضل تجهيزا وأكثر أمنا وقوة مما يستدعي ولايات قوية من مجلس الأمن وتمويل مستدام يمكن التنبؤ به مشيدين في هذا الصدد بالتزام الاتحاد الافريقي المستمر بتغطية 25 في المئة من تكاليف عمليات دعم السلام.

ان تضافر الجهود للاستجابة إلى التحديات التي تهدد السلم والأمن من خلال الدبلوماسية الوقائية والوساطة يجب أن تكون خط الدفاع الأول لمنع نشوب النزاعات والأمثلة على ذلك عديدة.. وفي هذا السياق فان أفضل طريقة لإسكات البنادق على نحو مستدام هي من خلال بناء سلام دائم ومنع وقوع النزاعات من خلال العمل الدائم لإرساء قواعد السلام وهذا يأتي فقط من خلال بناء مجتمعات يتمكن فيها جميع المواطنين من المشاركة الفعالة من أجل إرساء هذه القواعد. ومن أجل تحقيق السلام الدائم وأهداف التنمية المستدامة للعام 2030 يجب معالجة الأسباب الجذرية للعنف والنزاعات قبل نشوبها.

وقد نصت أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 على عدة عوامل لتحقيق منع نشوب النزاعات وحلها بدايتها تكمن في ترسيخ ثقافة السلام والتسامح من خلال تعليم السلام للأطفال والشباب بالإضافة إلى ترسيخ مفاهيم الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون والعدالة ومعالجة جذور الخلافات التي نعلم جميعا أنها متعددة ومتشابكة.

السيد الرئيس…
ولما كانت التنمية احدى الركائز الأساسية للأمم المتحدة لإضفاء السلام المستدام بالإضافة إلى الأمن والسلم وحقوق الانسان فقد أولت دولة الكويت اهتماما بالغا لهذه الركيزة وترجمت ذلك من خلال الدعم والمساهمة والشراكة مع كل الدول الأفريقية إيمانا منها بأن افريقيا هي العمق الاستراتيجي للعالم العربي خاصة وان هناك 10 دول عربية عضوة في الاتحاد الافريقي ومن هنا جاء تأكيد دولة الكويت في البيان الرئاسي لمجلس الامن 2019/5 بشأن أهمية التعاون والتنسيق ثلاثيا بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بشأن قضايا السلام والأمن الإقليمية.

وكما أكد بجلاء تقرير الأمين العام السابق السيد كوفي انان بشأن “أسباب الصراع في افريقيا وتعزيز السلام الدائم والتنمية المستدامة فيها” بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلم بدون تنمية ولا يمكن أن يكون هناك تنمية بدون سلم فان هذه الرؤية تتسق مع أحد المبادئ والركائز الأساسية لسياسة دولة الكويت الخارجية وعلى وجه الخصوص السياسة التنموية التي ينتهجها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ عام 1961 حيث بلغت مساهمات الصندوق التنموية لعدد 51 دولة افريقية ما يناهز 10 مليارات دولار.

وقد أكدت الكويت في العديد من المناسبات أنها ستستمر في جهودها في دعم تحقيق اهداف التنمية المستدامة في أفريقيا سواء كانت عبر التعاون الحكومي أو الشعبي أو من خلال المؤسسات التابعة للصندوق الكويتي للتنمية العربية والاقتصادية الذي يعتبر افريقيا الساحة الكبرى لأنشطته التنموية في كل المجالات (الصحة والطاقة والتربية والمياه والبنية التحتية). كما ان مشاركة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كضيف شرف في أعمال قمة الاتحاد الافريقي التي عقدت في اديس ابابا في عام 2012 كأول زعيم عربي من خارج دول الاتحاد الافريقي تأتي تجسيدا لما توليه دولة الكويت من أهمية لهذه القارة بشكل عام ولمنظمة الاتحاد الافريقي بشكل خاص وتدلل على متانة علاقة دولة الكويت بدول الاتحاد ككل وترسخ متانة العلاقة والشراكة القائمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي التي ترجمت بعد ذلك في استضافة دولة الكويت للقمة العربية الافريقية الثالثة في نوفمبر 2013 تحت شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) والتي تعهدت دولة الكويت خلالها بتقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار اضافة الى مبلغ مليار دولار للاستثمار في البنى التحتية تحت اشراف الهيئة العامة للاستثمار.

وعلاوة على ذلك إعلان سيدي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه عن مبادرة إنسانية سامية بتخصيص جائزة مالية سنوية لدعم الأبحاث التنموية في مجالات الغذاء والصحة والتعليم في افريقيا بقيمة مليون دولار أمريكي تحمل اسم (جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية في افريقيا) كمساهمة من دولة الكويت لتشجيع ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الموارد البشرية في القارة الافريقية. وختاما تعول دولة الكويت على الأمم المتحدة وأجهزتها بأن تعمل على تعزيز قدرة الدول الأفريقية على تنفيذ مبادرة إسكات البنادق في افريقيا 2020 والتي سبق وان أكد أهميتها مجلس الامن في قراره 2457/2019 بالإضافة إلى تحقيق أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 والتي تتواءم وتتسق مع اهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 وذلك بالتعاون مع الدول المانحة.

وستواصل دولة الكويت من خلال عضويتها كمراقب في الاتحاد الافريقي وبالتعاون مع دوله تعزيز قدرة الاتحاد على تجسيد رؤية السلام والتقدم والرخاء ومنع نشوب النزاعات وحلها وصون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية مع تأكيد أهمية (الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية). شكرا السيد الرئيس”.
وقد ضم وفد دولة الكويت كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.

Exit mobile version