وزير الخارجية يؤكد التزام الكويت بنهجها الدائم بمد العون للأفراد الأكثر ضعفاً حول العالم

(كونا) – أكد وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالله اليحيا التزام دولة الكويت بنهجها الدائم بمد يد العون للأفراد الأكثر ضعفا حول العالم سعيا للوصول إلى عالم لا يترك فيه إنسان بلا مأوى.

جاء ذلك في كلمة للوزير اليحيا اليوم الخميس بمناسبة الاحتفال بـ(يوم اللاجئ العالمي) بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي أقيم بمقر (صندوق التنمية) في الكويت بحضور الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي والمدير العام للصندوق بالوكالة وليد البحر وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية لدى البلاد.

وقال اليحيا إن هذه المناسبة التي تقام تحت شعار (كويت التنمية والإنسانية) تأتي تأكيدا تضامن الكويت والمجتمع الدولي مع محنة اللاجئين حول العالم والاهتمام بايجاد الحماية والملاذ الامن والمستقبل الأفضل لهم.

وأضاف أن العالم اليوم يشهد أزمات إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة أدت لزيادة عدد النازحين حول العالم بأرقام قياسية فاقت ال120 مليون انسان لاجئ و”الرقم مستمر في الارتفاع” مؤكدا حاجتهم إلى الدعم والمساندة بما فيها المساعدات الأساسية المنقذة للحياة.

وبين أن الصراعات والحروب تفاقمت في منطقتنا العربية على وجه الخصوص ما أدى إلى كوارث إنسانية واجتماعية هائلة ونكوص التنمية بشكل كبير ونزوح الملايين من البشر داخليا وخارجيا.

وأشار إلى أن من أبرز تلك الأحداث ما يقع في السودان وسوريا واليمن وفي فلسطين المحتلة اذ تستمر مأساة الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكثر من 76 عاما موضحا أنه بحسب بيانات وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فإن حوالي 6 ملايين فلسطيني مسجلين كلاجئين.

وذكر اليحيا أن التاريخ “سيسجل أن اكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في قطاع غزة يتعرضون في هذه اللحظة ومنذ أكثر من 250 يوما للتنكيل والتجويع والإبادة الجماعية أمام أنظار العالم ويعد ذلك علامة فارقة في تاريخ اللجوء تحتاج إلى تضامن البشرية كلها لرفع الظلم عنهم”.

وأفاد بأن الكويت تنشط عبر الذراع التنموي والإنساني لها وهو الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وبالعديد من الجهات الرسمية والأهلية الفاعلة في تقديم الدعم الإنساني المباشر لملايين المتضررين من الصراعات والكوارث الطبيعية حول العالم وبشكل خاص عبر العمل الاغاثي في الحالات الطارئة وتنفيذ المشروعات التي تخدم اللاجئين في مناطق لجوئهم سعيا وراء تحسين معيشتهم وتوفير سبل العيش الكريم.

وذكر على سبيل المثال دعم دولة الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي للتنمية وجهات أخرى لأزمة لاجئي سوريا خلال الفترة السابقة دعما انسانيا بلغ حوالي مليار و900 مليون دولار أمريكي تم تنفيذها من خلال الشراكات والتنسيق والتعاون مع الشركاء في مجال العمل الانساني إذ استفاد من ذلك الدعم ملايين الأفراد حول العالم.

وأعرب عن فخر الكويت بشراكتها القوية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مشيرا إلى أن تلك الشراكة مكنتها من تقديم التمويل اللازم لبناء المساكن وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية للاجئين والنازحين داخليا والمجتمعات المستضيفة لهم في مختلف بؤر الصراع حول العالم بما يسهم في ايجاد الفرص الحياة الكريمة للملايين.

ولفت إلى أن تلك الشراكة تمكن (الصندوق الكويتي) والمفوضية من تغطية احتياجات اكثر من 200 الف لاجئ شمال العراق وتطوير الخدمات الصحية لأكثر من 100 ألف لاجئ في الأردن وايضا دعم النازحين داخليا في اليمن وغيرها من المشاريع والمساعدات.

وأكد الوزير اليحيا في ختام كلمته مواصلة الكويت للوقوف إلى جانب أولئك المنكوبين بسبب ويلات الصراع والكوارث الطبيعية أينما كانوا.

من جانبها قالت ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دولة الكويت نسرين ربيعان في كلمة مماثلة إن شعار يوم اللاجئ العالمي هذا العام (كويت التنمية والإنسانية) جاء لدور دولة الكويت البارز في المجالين وانه يوم خصصته الامم المتحدة في ال20 من يونيو من كل عام لتسليط الضوء على التحديات التي يمر بها اللاجئون وصمودهم وعزيمتهم وإنجازاتهم.

وأضافت ربيعان ان العالم شهد على مدى السنوات ال12 الماضية زيادات سنوية في اجمالي النزوح القسري وكل منها رقم قياسي جديد مشيرة إلى وجود خطر من أن “شعور الامبالاة يترسخ وان النزوح واللجوء يتم نسيانه”.

وأفادت بأن يوم اللاجئ العالمي هو ايضا وقت للاعتراف بسخاء البلدان المضيفة التي أبقت حدودها وقلوبها مفتوحة لمن هجرتهم الظروف مرغمين وهو ايضا تعبير عن إنسانيتنا المشتركة “إذ يعيش الغالبية العظمى من اللاجئين في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تتطلب المزيد من الدعم لضمان عيشهم بكرامة”.

ونوهت بشراكة المفوضية الاستراتيجية مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية التي اثمرت عن مساعدة اكثر من 700 الاف لاجئ ونازح في شمال العراق واليمن والأردن بمشاريع إنسانية متنوعة وريادية في مجال البنية التحتية ومشاريع مستدامة لمجالات المأوى ورصف الطرق والإضاءة على الطاقة الشمسية والمياه والصرف الصحي والصحة.

Exit mobile version