وزير الخارجية يترأس وفد الكويت بالاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في باكو

كونا – ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقدة اليوم الأربعاء في عاصمة جمهورية أذربيجان باكو.

وينعقد الاجتماع اليوم تحت عنوان حركة عدم الانحياز متحدة وحازمة في مواجهة التحديات الناشئة ويندرج هذا الاجتماع الذي تستضيفه جمهورية أذربيجان بحكم رئاستها الحالية لحركة عدم الانحياز ضمن الاستحقاقات الدورية التي تهدف إلى تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول الأعضاء حول مختلف القضايا والتحديات المستجدة على الصعيدين الدولي والإقليمي وتبادل وجهات النظر حيالها.

وقد ألقى وزير الخارجية كلمة في أعمال هذا الاجتماع جاء نصها على النحو التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، السيد الرئيس ،،، أصحاب السمو والمعالي والسعادة ،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، يطيب لي في البداية أن أتوجه بجزيل الشكر وعميق الامتنان لجمهورية أذربيجان الصديقة حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى ما تم توفيره من أسباب لنجاح مؤتمرنا هذا.

كما يسرني أن أعرب عن بالغ التقدير للجهود الصادقة والمخلصة التي بذلتها جمهورية أذربيجان تجاه تعزيز العمل متعدد الأطراف من خلال قيادتها الرصينة لحركتنا العتيدة والتي مارستها على قدر كبير من المهارة والدقة.

السيد الرئيس،،، نجتمع اليوم في ظل ظروف صعبة واستثنائية تفرض علينا التحلي بروح الحكمة والمسؤولية في سبيل الخروج بحلول عادلة وواقعية متسلحة بما استقر في وجداننا من قيم وأعراف وقواعد دولية نعتبرها جميعا الوسيلة المثلى للتحكم في تسارع الأحداث وتجنب التصعيد المنذر بأوخم العواقب.

حيث أن شعوبنا أضحت منهكة من دواعي عدم الاستقرار والكوارث والنزاعات المنتجة للمآسي وخيبات الأمل … وهي الآن تتطلع إلى مستقبل أفضل تتنفس فيه رئتيها هواء الحرية والسلام والكرامة … مما يحتم علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى بذل قصارى الجهود وحشد الطاقات وتكثيف العمل لتحقيق ما تصبو إليه شعوب دولنا والعالم أجمع من خلق بيئة صلبة تمكننا سويا من مواجهة كافة تحديات التنمية والأمن والسلام.

فليس هناك أمامنا أي خيار لتلبية تطلعات وآمال شعوبنا المستحقة سوى تجسيد عنوان مؤتمرنا هذا “فالوحدة باتت ملحة والصمود أضحى واجبا … إن كنا نريد حقا مواجهة التحديات العديدة المحيطة بنا”.

السيد الرئيس،،،، كانت ومازالت القضية الفلسطينية القبلة السياسية للعرب والمسلمين وجميع أحرار العالم في كافة المحافل الإقليمية والدولية … ولا يمكن أن نتخلى عن سعينا الدائم إلى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعة الدولية… والذي لن يتحقق طالما بقيت اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال وأمعنت في الاستمرار ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم … وصولا إلى تضييع كل الفرص المتبقية لإرساء الحلول التي ارتضيناها سبيلا وحيدا لمنح الشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه المشروعة.

السيد الرئيس،،، رغم القلق الذي يعترينا جراء تطور الأوضاع في السودان الشقيق إلا أننا على يقين تام بحكمة الأخوة الأطراف في تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية على ما سواها من المصالح والأجندات الضيقة.

مؤكدين بذات السياق استمرار دولة الكويت في المشاركة الفاعلة في كافة الجهود الإقليمية والدولية التي من شأنها ضمان الاستقرار في جمهورية السودان وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق.

السيد الرئيس،،، لقد كان التضامن الدولي المترجم عبر اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة وبتوافق الآراء للقرار 254 والمعنون (اليوم العالمي لمكافحة ظاهرة الاسلاموفوبيا) شاهدا على الضرورة المتزايدة لتضافر الجهود الدولية نحو اتخاذ خطوات جادة للحد من خطاب الكراهية خاصة مع تزايد سلسلة من أنماط الكراهية والتحريض ضد المسلمين والتي كان آخرها ما قام به متطرف بحرق المصحف الشريف في استوكهولم تلك الأعمال الشاذة باتت تتطلب أن تكون محل إدانة واستنكار دولية وعليه نجدد استنكار وشجب دولة الكويت الشديدين لهذه الأعمال الشاذة. ونطالب بمحاسبة مرتكبيها وعدم تكرارها مستقبلا. ونطالب أيضا المجتمع الدولي باعتماد قوانين دولية تجرم الإساءة إلى الأديان والمعتقدات.

ختاما السيد الرئيس،،، إن تحقيق طموحاتنا وأهدافنا المشتركة يظل رهنا بتعزيز دور حركتنا واسهامها الفاعل في تغيير أوضاع عالمنا المتقلب الملبد بغيوم مثقلة بتحديات وصعاب متعددة وتفعيل سيادة القانون والتمسك الصادق بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة… بما يكفل لنا تحقيق مستقبل مزدهر لشعوبنا وأجيالنا القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

Exit mobile version