أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط رئيس المجلس الأعلى للبيئة الدكتور عماد العتيقي، أن الإفراط في استخدام الشواطئ بأغراض الأنشطة البشرية غير المنضبطة، أدى إلى تدهور تدريجي لموائل الشعب المرجانية، والتي تعمل تلقائياً لحماية الشواطئ من آثار العواصف والأعاصير البحرية.
وقال العتيقي في كلمته أمس ألقاها في مقر المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة الإقليمي، تحت شعار «آثار تدهور الشعاب المرجانية على الأحياء البحرية والشواطئ»، أن المنظمة تبنت الشعار، تأكيداً على أهمية الدور الملقى على عاتقها، للحد من المخاطر التي تتعرض لها بيئة المنطقة البحرية، والبحث في المجالات التي تعمل على تطوير السياسات الخاصة بمخاطر هذا التعدي.
وبيّن أن «الشعاب المرجانية التي وهبها الله لنا، لم تعد كما كانت، حيث طالتها يد الإنسان بالتدمير والتخريب، إضافة إلى العوامل الخارجية الأخرى وأهمها التغير المناخي».
وأوضح أن الشواطئ أصبحت من أبرز مظاهر التعدي على الحياة البحرية، بسبب ما تقذفه من نفايات البلاستيك والأجسام الصلبة التي تؤدي إلى تكسير الشعاب المرجانية، مؤكداً أن فقدان الشعاب في منطقتنا البحرية، بسبب العوامل الطبيعية، كالتغير المناخي أو بوسائل بشرية مختلفة، كالصيد الجائر والتلوث البحري، أو بسبب التدمير المتعمد الناجم عن رسو بعض القوارب واليخوت فوقها، أدى إلى إتلاف الشعاب المرجانية وبالتالي فقدان التنوع الأحيائي من نباتات وأحياء بحرية متنوعة.
وحذر العتيقي من أن اختفاء الشعب المرجانية، سوف يؤدي إلى تعرض الشواطئ لخطر النحر والقضاء على الأنظمة الساحلية، إضافة إلى أن صناعات صيد الأسماك المختلفة ستنهار، وبالتالي ستزداد نسبة البطالة والفقر، مؤكداً أن فقدانها أيضا سيؤدي إلى توقف الدراسات والأبحاث الطبية، لأن الشعاب المرجانية تحمل مفاتيح لعلاجات جديدة لمجموعة من الأمراض، مثل السرطان والزهايمر وأمراض القلب.
واختتم العتيقي بضرورة حماية الشعاب المرجانية حيث تقع المسؤولية في ذلك على الحكومات والجهات المعنية بحماية البيئة ومؤسسات المجتمع المدني.
من جانبه، كشف الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور محمد الأحمد، أن أكثر من 40 في المئة من إنتاج النفط العالمي يستخرج من البيئة البحرية، و52 في المئة من حركة الشحن لناقلات النفط والناقلات الأخرى تمر عبر مياهها.وأكد الأحمد في كلمته خلال الحفل، أن نحو 58 في المئة من الشعاب المرجانية ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية، أصبحت مهددة، بسبب تعرضها لكثير من الضغوطات والمؤثرات في السنوات الأخيرة، بسبب انشاء المزيد من المشاريع الساحلية وتلوث مياه البحر الناتج من الأنشطة البحرية كالمصانع ومياه الصرف الصحي وغيرها.
واعتبر أن تدهور الشعاب المرجانية، تهديد خطير على البيئة البحرية والشواطئ، يقود استمراره إلى خطر فقدان التنوع الإحيائي وما سينعكس حتماً بآثاره على المنطقة اجتماعياً واقتصادياً.
5 تحديات
كشفت المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، عن 5 تحديات تواجهها المنطقة هي:
1 – التلوث
2 – الصيد الجائر
3 – ارتفاع درجات الحرارة
4 – الانسكابات النفطية
5 – تطوير الساحل
الشعاب تدعم 200 نوع من الأسماك
أكدت المنظمة أن هناك ما بين 40 إلى 60 نوعاً من الشعاب المرجانية، تدعم أكثر من 200 نوع من الأسماك، بالإضافة إلى المئات من الأنواع البحرية الأخرى المستفيدة، وتغطي في منطقة «ROPME البحرية»، أكثر من 2000 كيلومتر مربع.