إن ثقافة أي شعب من شعوب العالم تعبيرا خالصاً عن هويتهم الفكرية واللغوية والعقائدية والتاريخ الذي عاشه هذا الشعب.
ثقافة الشعوب هي تعبيرٌ خالصٌ عن المقاومة للاحتلال الفكري والنفسي، قد نرى اليوم بعض الحضارات والثقافات، رغبتهم لفرض الوصاية الفكرية والثقافية ومحو هوية الشعوب الاخرى؛حتى يصبحوا ظل تابع لثقافتهم وحضارتهم منزوعين الهوية الثقافية والفكرية والعقائدية، إنها حرب نفسية علي الإنسان، تنزع منه الانتماء تحت مسمى التطور العالمي المجتمعي.
“الإنسان للإنسان”، ولكن علي المستوى التطبيقي والعملي، تغرق الكلمات فى بحر الأوهام والتصورات الخيالية الحالمة. طمس ومحو الثقافة المجتمعية والمحلية ودعوة إلى الثقافة العالمية “التي تحذف ما تشاء وتترك ما تشاء تحت مسمى حرية الإنسان فى التعبير الفكري”.
تناقضات يغرق فيها الإنسان، ولكن الثقافة المجتمعية هي النكهة التي تعطي للشعوب تميزها واختلافها وتفردها. وهي استمرار لأجيال قادمة تكتب لها الكرامة وتترك لهم إرثهم الثقافي الذي عليهم ان يكملوا عليه الخطوات، عبر خلق ثقافة جديد تخدم فئة من المجتمعات الأخرى، التي كانت فى يوم من الأيام تشكل تصادم ولكن ها هي الآن يتم فرضها على باقي المجتمعات كحق مكتسب.
نشر ثقافة جديدة لم يعد صعبا كما فى الماضي، فبفضل التقدم التكنولوجي، أصبحنا جميعنا نعيش فى نفس الفقاعة الثقافية الهشة التي تسمح لأي شئ بالظهور وإن كان يخالف الطبيعة
البشرية التي قد فطرنا الله عليها.
“الفكرة تحارب الفكرة “، يجب أن تتمسك الشعوب بأخلاقها وثقافتها وهويتها دون الانسياق لأي عبارات زجاجية تلمع ولكنها تكسر سريعا، ويجب أن تتعلم الشعوب أن تتفكر ولا تأخذ أي فكرة بأنها واجبة.
“التفكير والنقد” وولا يكون هذا دعوة للتحجر الفكري و عدم التطور ولكنها دعوة إلى إعادة التفكير،فيما يتبناه الشعوب .