أحيت الحسينيات والمساجد الليلة السادسة من محرم أول من امس، التي خصصت لحبيب بن مظاهر وأصحاب الحسين عليهم السلام، فرسان الصفا والهيجاء، الذين استشهدوا بجواره يوم عاشوراء.
وأجمع خطباء المنبر الحسيني على ان أنصار الحسين سجلوا الكثير من المواقف العظيمة في كربلاء، وارتقوا بتلك المواقف إلى آفاق المثل العليا، وجاءت هذه المواقف حافلة بالوعي والتفاني والإخلاص، إذ صدرت عن الصغار والشباب والكبار والنساء من أهل بيت الإمام الحسين وأقاربه وأصحابه عليهم السلام.
وذكروا أن أصحاب الحسين عليهم السلام كانوا من طراز فريد قلما يجود الدهر بأمثالهم، فهم بلغوا أعلى درجات الكمال والوعي والبصيرة، وكان قتالهم مع الامام عليه السلام نابعا عن عقيدة خالصة لا تشوبها شائبة، لافتين الى انهم رجال امتحن الله قلوبهم بالإيمان، فلم يكن دافعهم لنصرته، عصبية قبلية أو لأغراض نفعية، بل إنهم دخلوا الحرب وهم يعلمون بأنهم سينالون شرف الشهادة.
ولفتوا إلى أن هذه المجموعة التي ناصرت الإمام يوم عاشوراء، كانت على علم ويقين بأن الحسين عليه السلام قد خرج من أجل الحق، والدفاع عن أصول الدين والأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية، وهذا ما جعلهم يبذلون مهجهم في سبيل الله ومن أجل هداية الناس.
وأكد الخطباء، أن أصحاب الامام الحسين تحلوا بالشهامة والسمو وقوة الايمان، والصدق والوفاء والإيثار والتواضع والزهد، وقد قدّموا دروساً في الدفاع عن حرمة رسول الله، في واقعة الطف، بحيث تستفيد منها البشرية لاحقا.
وفي الحسينية الهاشمية بالصليبخات، شدد الشيخ فاضل الدريع على اهمية الاقتداء بالرسول الاكرم واهل البيت عليهم السلام، فيما يتعلق بالالتزام في اداء الصلوات وعدم التأخر في اي فريضة، مستشهدا بعدد من الاحاديث والروايات التي تشير الى ان الصلاة تعتبر هوية المؤمن الحقيقي.
وذكر الدريع ان اول الاعمال التي ينظر لها فور وفاة اي انسان، هي صلاته، والتي لا تسقط باي حال من الاحوال، مبينا انه يمكن ايجاد حلول شرعية لعدم الصيام او عدم اداء الخمس والزكاة او الجهاد، الا عن الصلاة، مضيفاً ان لها اشتراطات واجب توافرها لضمان صحتها، كالخشوع والركوع والسجود والطهارة والتأني وعدم الاستعجال.