‏5 أبعاد أجبرت العالم على التعاطف مع «أطفال الكهف» فى ⁧‫تايلاند

بينما كان العالم يشاهد باهتمام وشغف عملية إنقاذ الإثنى عشر طفلا العالقين في أحد كهوف تايلاند، والتى أسدل الستار عنها بخروج الأطفال ومدربهم سالمين بعد 17 يوما من المعاناة وأمر ملك تايلند بتكريم الغواص المنقذ التايلندي الذي توفي خلال محاولته انقاذ الاطفال بجنازة ملكية ، تساءل الكثيرون عن السبب وراء عدم التركيز بشكل مماثل على نظرائهم من الأطفال الذين يعانون في مخيمات اللاجئين ومناطق الحروب والصراعات حول العالم، وبدا الأمر كما لو أن وسائل الإعلام والجماهير تجاهلوا محنة ملايين الأطفال للتركيز على القصة التايلاندية.

رأى البروفيسور باري بروميت، رئيس قسم دراسات الاتصالات في جامعة تكساس بولاية أوستن الأمريكية، أن البلاغة في سرد أبعاد الحدث هى التى جعلت قصة أطفال الكهف مختلفة عما سواها.

وأوضح بروميت في مقال بصحيفة دالاس مورنينج نيوز، اليوم الثلاثاء، أن تحليل الخطاب يفسر ما هو فريد في قصة “أطفال الكهف”، مسلطا الضوء على خمس أبعاد حول كيفية عمل الإعلام وتفاعله مع تلك المحنة.

البعد الأول، يتمثل فى أن القصة التايلاندية ليست مشحونة سياسيًا ولا محفوفة بالمخاطر، مثل قصة الأطفال السوريين الذين يحاولون الوصول إلى النمسا أو أولئك القادمين من أمريكا الوسطى والساعين إلى دخول الولايات المتحدة، لافتا إلى أن القصص الإنسانية تحظى بالاهتمام حينما لا نشعر فيها بالسياسة.

أما عن البعد الثانى، فيتعلق بكون قصة أطفال الكهف محددة بدقة من حيث الزمان والمكان، وبالتالى فهى تتجه نحو نتيجة محددة، على عكس مأساة اللاجئين في أماكن أخرى والتى تجسد حالة من الحزن الذي لا نهاية له.

ويتمثل البعد الثالث، فى توافر اهتمام دولي منذ البداية، حيث تجمع الناس من جميع أنحاء العالم للمساعدة، فكان أمام الكهف ما يمكن تسميته بنموذج مصغر للأمم المتحدة، وفي عالم يبدو أنه على خلاف دائم مع نفسه، فإن رؤية العديد من الدول تبادر نحو المساعدة لإنقاذ الأطفال، كان أمر مشجعا على متابعة الحدث.

أما عن البعد الرابع، فيتصل بكون الأزمة تناشد الشعور بالحاجة للإبداع التكنولوجي أو التقني وهو أمر جذاب في عصرنا الحالى، فالوضع فريد من نوعه، ولابد من إيجاد حلول أثناء التعامل مع الموقف، وتجسد ذلك فى تكليف رجل الأعمال الكندى الأمريكى إلون مسك الرئيس التنفيذى لشركة سبيس إكس (المتخصصة بصناعات تكنولوجيا الفضاء والرحلات الفضائية) ، لمهندسيه ببناء غواصة بحجم صبى لإخراج الأطفال، وقد تم الانتهاء منها خلال 4 أيام، وهو زمن قياسي.

البعد الخامس والأخير، فيتمثل فى أن القصة التايلاندية تميزت بأنها تروى معاناة أمثلة محددة جدًا للأطفال، حيث تم تداول صور عالية الجودة لكل طفل، وهذا الأمر عامل جذب يفوق تماما أي وصف للمعاناة الجماعية.

فبالإمكان الحديث عن معاناة “أطفال الحدود” في الولايات المتحدة، لكن ذلك لا يمكن أن يتنافس مع 12 صورة فعلية لأطفال الكهف. فضلا عن الدراما التى كانت غارقة في تفاصيل القصة، كنوعية الطعام الذى أراده الأطفال خلال وجودهم داخل الكهف حين طلبوا إرسال وجبات “دجاج مقلى”، ورسائلهم إلى معلميهم حين طالبوهم بتكليفهم بأداء واجبات مدرسية يسهل عليهم إتمامها فى منازلهم، بجانب رسائلهم المؤثرة لعائلاتهم وذويهم.

Exit mobile version