قال مسئول رفيع المستوى فى منظمة “اليونيسف” إن أكثر من 400 ألف طفل فى لبنان قد نزحوا فى الأسابيع الثلاثة الماضية، محذرا من جيل ضائع فى البلد الصغير الذى يعانى من أزمات عديدة، والآن فى خضم حرب.
وكانت إسرائيل قد صعّدت من حملتها ضد حزب الله، بما فى ذلك الغزو البرى بعد عام من عدوانها الوحشى المستمر على قطاع غزة، وقد دفع القتال في لبنان نحو 1.2 مليون شخص من منازلهم، لأغلبهم فروا إلى بيروت وأماكن أخرى فى الشمال على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية منذ التصعيد.
وكان تيد تشيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسيف للإجراءات الإنسانية، قد زار المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء لاستضافة العائلات. وقال تشبيان لأسوشيتدبرس إن ما أذهله هو أن هذه الحرب بدأت قبل أسابيع فقط، وأن الكثير للغاية من الأطفال قد تأثروا.
وأضاف أن هناك اليوم 1.2 مليون طفل محرومون من التعليم، وأصبحت مدارسهم العامة لا يمكن الوصول إليها أو دمرتها الحرب أو يتم استخدامها كمراكز إيواء. وأشار إلى أن أخر ما تحتاجه لبنان بالإضافة إلى كل ما تخوضه، هو خطر جيل ضائع.
وفى حين أن بعض المدارس الخاصة فى لبنان لا تزال تعمل، إلا أن نظام المدارس العامة قد تضرر بشدة، إلى جانب الفئات الكثر ضعفا فى البلاد، مثل اللاجئين السوريين والفلسطينيين.
وأوضح تشيبان أن ما يقلقه هو أن هناك مئات الآلاف من الأطفال اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين فى خطر فقدان تعليمهم.
من ناحية أخرى، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس، بأن الإحصاءات تشير إلى أنه منذ بداية الأحداث في أكتوبر العام الماضي في غزة، وقع نحو 25 ألف طفل فلسطيني بين قتيل وجريح، إلى جانب أكثر من 127 طفلا في لبنان قتلوا بسبب العنف وأصيب نحو 900 آخرين.
وقال متحدث “يونيسيف” – في مداخلة مع قناة “الحدث” الإخبارية – “إن الأطفال يعانون بعد عام من العنف في قطاع غزة والتصعيد الذي انتقل إلى حرب كاملة في لبنان، وينقصهم أساسيات الحياة خاصة في غزة التي تعاني من أوضاع صعبة”.
وأوضح أن هناك محاولات منذ عام لإيصال المساعدات وتقديم الخدمات، وتمكنت المنظمة من الوصول إلى بعض الأطفال، إلا أن الصعوبات الأمنية واللوجستية تشكل أعباء كبيرة على المنظمات الإنسانية، وما يمكن تقديمه هو بعض الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه وأدوات النظافة، في ظل انتشار الأمراض مثل الكبد الوبائي وشلل الأطفال والأمراض التنفسية والجلدية في قطاع غزة، وسوء أوضاع البنى التحتية خاصة المياه العادمة.