قُتل 41 شخصاً على الأقلّ، مساء الاثنين، في حريق أتى على مركز لعزل المصابين بفيروس كورونا في مستشفى في وسط مدينة الناصريّة الواقعة على بُعد 300 كلم جنوب بغداد، وفق ما أعلن مسؤول طبّي عراقي.
وعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنيّة للوقوف على أسباب وتداعيات حادثة حريق مستشفى الإمام الحسين في الناصرية في محافظة ذي قار.
وكان الناطق الإعلامي لدائرة صحّة ذي قار الدكتور حيدر الزاملي قال إنّ الحريق اندلع في مركز عزل مرضى «كوفيد – 19» ضمن المبنى الرئيسي لمستشفى الحسين التعليمي.
وبين الضحايا ممرّضة قضت في الحريق، فيما هرع مئات المتطوّعين لتقديم المساعدة لإنقاذ المرضى المحاصرين.
وأوضح الزاملي أنّ «20 مريضاً تمّ إنقاذهم خلال عمليّات الإخلاء التي جرت وشارك فيها عدد كبير من فرق الدفاع المدني».
وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة حال الطوارئ، فيما استدعت دائرة صحّة ذي قار الأطبّاء المجازين إلى الالتحاق بعملهم.
وبعد السيطرة على الحريق، خرجت تظاهرة صاخبة أمام المستشفى وهتف المتظاهرون «الله أكبر، الأحزاب حرقونا».
وقال رئيس مجلس النوّاب محمد الحلبوسي «فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيّين (…) وقد آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفشل الكارثي».
وأضاف أنّ «البرلمان سيحوّل جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى».
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل ألسنة النيران تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
وقالت المصادر إنّ الحريق سببه الإهمال المرتبط في أغلب الأحيان بالفساد، في بلد يبلغ عدد سكّانه أربعين مليون نسمة، ومستشفياته في حالة سيّئة وهاجر عدد كبير من أطبّائه بسبب الحروب المتكرّرة منذ أربعين عاماً.
وكان العراق معروفاً حتّى ثمانينيات القرن الفائت بمستشفياته في العالم العربي وبجودة خدماتها ومجّانيّتها. لكنّه بات اليوم يعاني تدهوراً على هذا الصعيد وسط ضعف تدريب كوادره الصحيّين وقلّة موارد وزارة الصحّة التي لا تتجاوز 2 في المئة من مجمل موازنة الدولة.
وأعلنت وزارة الداخليّة في نيسان اندلاع 7 آلاف حريق بين يناير ومارس، كان سببها احتكاك كهربائي في متاجر ومطاعم أو مبان، فيما تضرب البلاد حالياً موجة حرّ تجاوزت الخمسين درجة مئوية.
وفي أبريل الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى مخصّص لمرضى كورونا في بغداد، أسفر عن أكثر من 80 قتيلاً.