تقاعد “روبرت جونسون”، أستاذ المالية في كلية هايدر للأعمال بجامعة كريتون، من مهنته في التعليم المالي في عام 2018، لكنه أدرك أنه لم يكن مرتاحاً لقضاء سنوات تقاعده كما لو كان في إجازة دائمة.
يقول “جونسون” إنه رغم أن لعب الجولف، والقراءة من أجل المتعة، ووجود أيام غير منظمة تماماً، تبدو أنشطة رائعة، فإن الاهتمام بالأنشطة الجديدة يتلاشى بسرعة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يجدون هدفاً في عملهم.
هذا لا يعني أنه لا ينبغي عليك التفكير في التقاعد مبكراً، ولكن عليك تحديد كيفية شغل أيامك، يبدو التقاعد في الخمسينيات من العمر رائعاً من الناحية النظرية، ولكن قد يصاحب هذا بعض العقبات، أكبرها الملل، يقول “جونسون”: “السبب غير المالي الذي يدفع المرء لإعادة التفكير في التقاعد في الخمسينيات من عمره يتعلق بالغرض من التقاعد”.
علاوة على ذلك، إذا لم تخطط بعناية لتقاعدك المبكر، فيمكن أن تتحمل عبء العديد من النفقات الإضافية التي لن تتحملها إذا انتظرت.
ونستعرض في هذا التقرير 5 أسباب قد تدفعك إلى إعادة التفكير في تقاعدك المبكر.
1- تحقيق الذات
– يقول “تايلور جيسي” مدير التخطيط المالي ومستشار الاستثمار في شركة “تايلور هوفمان” Taylor Hoffman، إنه من المرجح أن تشعر بالملل بعد تقاعدك.
– ويتابع: “قد تستمتع بعدم القيام بأي شيء سوى احتساء المارجريتا على الشاطئ لمدة عام أو نحو ذلك، ولكن بعد انتهاء فترة “شهر العسل” الأولية، سأكون على استعداد للمراهنة على أنك تريد المزيد من الحياة”.
– يعتقد “جيسي” أن لدى البشر رغبة فطرية في إيجاد هدف في حياتهم من خلال عمل هادف.
– ويضيف: “ربما يعني ذلك تقليص ساعات عملك بدءاً من 55 عاماً أو تغيير مهنتك في الخمسينيات لمتابعة شيء ما أنت أكثر شغفاً به أو التطوع مع مؤسسة خيرية محلية”.
2- التأمين الصحي
– بمجرد أن نترك القوى العاملة، يفقد معظمنا التأمين الصحي المرتبط بالتوظيف.
– إذا تقاعدت في الخمسينيات من العمر، فهذا يترك فجوة كبيرة في تغطية الرعاية الصحية، وسيتعين عليك تحملها.
– لذا يجب أن تدرس جيداً قرار التقاعد مبكراً وحساب تكلفة التأمين الصحي، الذي قد تتكبدها مع تقدم العمر، وكيفية تمويل هذه الفجوة.
3- المدخرات
– يجب أن تدوم مدخراتك لفترة أطول إذا تقاعدت مبكراً، ربما لم تدخر ما يكفي لإعالة نفسك خلال فترة تقاعدك الطويلة.
– هذا يجعل عدداً كبيراً من الأشخاص القريبين التقاعد يشعرون بالقلق بشأن قدرتهم على تغطية النفقات الأساسية.
– إذا لم تكن متأكداً من مدخرات التقاعد الخاصة بك، فقد يكون من المفيد تأخير التاريخ لبضع سنوات على الأقل.
– العمل لفترة أطول يؤجل الحاجة إلى البدء في سحب مدخراتك ويمنحك المزيد من الوقت للمساهمة في زيادة مدخراتك.
4- الضمان الاجتماعي
– نظراً لأن مستحقات الضمان الاجتماعي تُحسب بناءً على متوسط الدخل خلال 35 عاماً، فمن المرجح أن يؤدي التقاعد المبكر إلى حرمانك من استخدام سنوات الربح الأعلى في حساب المستحقات الشهرية.
– في الوقت نفسه، سيقلل الضمان الاجتماعي استحقاقاتك إذا طلبت الحصول عليها قبل “سن التقاعد الطبيعي”، والذي يعتمد على العام الذي ولدت فيه.
5- عمر أقصر، وتراجع مبكر في القدرات المعرفية
– تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتوقفون عن العمل مبكراً يعيشون لفترة أقصر وتتدهور قدراتهم المعرفية مبكراً.
– تقول “ماريا شرايفر”، الصحفية ومؤلفة ومؤسسة حركة الزهايمر النسائية: “إن الاستمرار في العمل لفترات متقدمة من العمر، يبقيك نشيطاً ومنخرطاً في المجتمع، ما يؤخر تدهور قدراتك المعرفية”.
– وتضيف “شرايفر”: “تُظهر الدراسات أن العمل وصقل مهاراتنا مع تقدمنا في العمر يقلل من خطر إصابة الناس بالخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر”.
– وتتابع: “تساعد التفاعلات القسرية التي نواجهها في أماكن العمل، مثل اجتماعات الفريق والمحادثات الجانبية ومقابلة العملاء، على تعزيز سلامتنا وصحتنا العقلية، وهو أمر حيوي في أي عمر”.
المصدر: مجلة فوربس