تشتهر زراعة عشبة بلسم الليمون (Melissa officinalis) في شمال أفريقيا وأوروبا وغرب آسيا، وهو نبات عشبي معمر ينتمي للفصيلة الشفوية (Lamiaceae)، ويتميز بلسم الليمون برائحة قوية تشبه رائحة الليمون، وهي سبب التسمية، وأوراقه تشبه أوراق النعناع لانتمائه لنفس عائلة النعناع، ويعرف بلسم الليمون بعدة أسماء أخرى أكثر شهرة، منها عشبة المليسة أو الترنجان.
يجب الانتباه إلى عدم خلط عشبة بلسم الليمون مع نبات آخر يشتهر في الوطن العربي وخاصة في تونس ويطلق عليه أيضًا اسم الترنجان أو الطرنجية، لكن ذلك النبات شجيري وليس عشبي، وينتمي إلى الفصيلة اللويزية (Verbenaceae)، وأوراقه ضيقة وطويلة، ويطلق عليه أيضًا اللويزة الليمونية أو رعي الحمام الليموني (Lippia triphylla).
يستخدم بلسم الليمون منذ أكثر من 2000 عام في الطب التقليدي، وخاصة الأوراق المجففة ومستخلص الزيت العطري، وذلك لفوائدة الصحية المتعددة، وخاصة كعلاج للتوتر والإجهاد والأرق ولاضطرابات الجهاز الهضمي.
القيمة الغذائية لعشبة الليمون
يحتوي الزيت العطري لبلسم الليمون على أكثر من مائة مركب كيميائي، يعد حمض الروزمارنيك من أهمها، وهو المادة الفعالة لنباتات أخرى أيضًا، مثل إكليل الجبل والزعتر والريحان والمريمية.
يحتوي بلسم الليمون على فيتامين ج والثيامين (أحد فيتامينات ب المركبة)، ويحتوي أيضًا على نسب كبيرة من مركبات الفلافونويد، ومركبات التيربينات المضادة للأكسدة، كما يحتوي أيضًا على العفص وحمض البن (حمض الكافئيك) والأوجينول.
الفوائد الصحية لعشبة الليمون
1. الحد من القلق والتخلص من الشعور بالإجهاد
تشير دراسة أُجريت عام 2014 إلى أن إضافة مكملات بلسم الليمون الغذائية إلى الطعام تساعد على التخلص من أعراض القلق، مثل العصبية وسرعة التهيج.
تشير عدة دراسات أخرى إلى أن تناوُل جرعة واحدة فقط من مكملات بلسم الليمون، أو إضافة بلسم الليمون إلى الطعام يؤدي إلى الشعور بالسكون والطمأنينة، كما أنه يُحسن الذاكرة ويساعد على الانتباه.
قد يساعد بلسم الليمون أيضًا على الحد من مشاعر القلق التي تنتاب الأطفال قبل زيارة طبيب الأسنان.
2. التخلص من الأرق وعلاج اضطرابات النوم الأخرى
يستخدم عشب بلسم الليمون في الطب التقليدي لعلاج الأرق بسبب تأثيره المهدئ. وفي دراسة أُجريت عام 2006 على مجموعة من الأطفال أقل من 12 عام، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا (%70 – 80%) لعادات النوم بعد تناوُل خليط بلسم الليمون والناردين المخزني، لكن ما زالت النتائج بحاجة إلى المزيد من الدراسات.
يمكن تناول كوب من شاي بلسم الليمون والناردين المخزني قبل النوم، كما يمكن تناوُل مكملات غذائية تحتوي على مستخلص هذه الأعشاب.
3. علاج قرح البرد (بثور الحمى)
يستخدم بلسم الليمون بشكل موضعي لعلاج قرح البرد الناتجة عن الإصابة بعدوى فيروس الهِربِس (الحلا)، ويمكن استخدام كريم أو مرطب شفاه يحتوي على مستخلص بلسم الليمون.
4. دعم وتحفيز الوظائف الإدراكية
تشير بعض الدراسات إلى أن تناوُل 300 – 600 مليجرام من مكملات بلسم الليمون بشكل يومي لمدة أربعة أشهر قد يساعد على الحد من الشعور بالتشوش والاضطراب، كما قد يساعد على تحسن أعراض مرض الزهايمر. وما زالت هذه النتائج بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة.
5. علاج بعض اضطرابات الجهاز الهضمي
تشير الدراسات إلى أن التركيبات التي تحتوي على توليفة من بلسم الليمون والنعناع والكراويا والكاموميل والعرقسوس يمكنها الحد من أعراض العديد من المشكلات الهضمية، مثل سوء الهضم والانتفاخات وتقلصات البطن وارتجاع المريء والغثيان والقيء.
يمكن تناوُل شاي بلسم الليمون الساخن عند الحاجة، أو إضافة ملعقة صغيرة من مسحوق بلسم الليمون إلى الأكل.
6. الحد من التقلصات أثناء الحيض
تشير دراسة أُجريت عام 2015 على حوالي 100 فتاة إلى أن تناوُل مكملات غذائية تحتوي على بلسم الليمون بشكل يومي قد يساعد على الحد من أعراض المتلازمة السابقة للحيض، كما أنه يحد من الآلام المصاحبة للحيض.
7. تخفيف الشعور بالألم
يمكن استخدام بلسم الليمون للحد من آلام الصداع، وخاصة الصداع الناتج عن الشعور بالإجهاد، كا يساعد على استرخاء العضلات، وتوسيع الأوعية الدموية التي قد تساهم في حدوث الصداع.
يمكن أيضًا استخدام زيت بلسم الليمون بشكل موضعي لعلاج وتسكين آلام الأسنان.
طريقة استخدام عشبة الليمون
تستخدم أوراق بلسم الليمون المجففة أثناء الطهي، كما تستخدم لتحضير شاي بلسم الليمون الدافئ.
يُستخدم زيت بلسم الليمون العطري بشكل موضعي في تحضير الكريمات أو مرطب الشفاه، كما يستخدم لعلاج آلام الأسنان.
تتراوح الجرعات الدوائية من مكملات بلسم الليمون بين 300 – 600 ملليجرام ثلاث مرات يوميًا تبعًا للحاجة، ويجب عدم استخدام هذه المكملات لأكثر من أربعة أشهر متواصلة.
المصدر: صحتك