تمر على ذاكرة الشعوب الكثير من الأحداث المفرح منها والمؤلم، أحداث انتصار وأحداث انكسار. في ذكرى الانتصار، تذكر الشعوب هذا اليوم بفخر وترفع منتشية أعلام الظفر. أما في الذكرى المؤلمة، تذكر الشعوب هذا اليوم بألم وكأن الجرح لم يندمل.
على الرغم من مضي 28 عاما على ذكرى الغزو العراقي الغاشم، إلا أن هذه السنوات لم تكن كافية تماما لتطوِ صفحة مثقلة بفاجعة كبيرة، لا نزال نتذكرها بحزن وألم يعتصران قلوبنا، لاسيما الأحداث المريرة التي تمر على خاطر الكثيرين كرؤيا العين.
قد أصبح ذلك النظام الغاشم مجرد فصل مؤلم في كتب التاريخ، وعادت العلاقات بين الجارتين (الكويت والعراق)، وكعادتها أخذت الكويت تمد يد العون للجار “المنكوب”، لكننا لن ننسى.
لن ننسى الغدر، لن ننسى الألم، لن ننسى بكاء الأطفال، ودموع الفتيات والأولاد، لن ننسى نحيب الأمهات والزوجات، ولا قهر الآباء والرجال. لن ينسى كل ذلك الكثير من الأفراد لكننا لن ندع الألم يكبلنا ولن ندع الذكريات المرة تعيق تحركنا، بل سنأخذ من عَبرتِنا العبرة ونعبر فوق الألم لنصنع كويت متألقة. كأفراد في هذا الوطن المعطاء سنواصل مسيرة العطاء مسيرة شهداءنا الأبرار، بالجد والعمل والاجتهاد، ولا بد أن تكون هذه الذكرى المؤلمة حافزا لنا لجعل “كويتنا” أقوى، ولتكن دافعا لنا للتقدم نحو الأفضل.
دانة محمود النوري