نعيش في مجتمع تختلف فيه الأراء و تزداد الجماعات ، ولكل جماعة رأيها المتمسكة فيه ، مما يؤدي إلى انتشار ثقافة أنا و أنت و على أحد منا أن يكون الرابح .
دعونا نتخيل لو استطعنا نشر ثقافة العصا الناطقة في مجتمعنا ، كيف ستكون النتائج ؟
لعلكم تسألون وماهي العصا الناطقة : هي من أرقى الأدوات المستخدمة في النقاشات وهي عادة قديمة لسكان أمريكا الأصليين و تعتبر رمز التواصل السلمي فطالما ظل المتحدث يحمل العصا الناطقة في يده لا يحق لغيره من الحاضرين أن يقاطعه إلا بعد أن يشعر بأن الجميع سمعه وفهم ما قاله .
و هذا يعني أن نسمع جميع الأطراف أولا وليس أي استماع بل هو استماع متفهم بنية استيعاب الآخر وفهمه ، لا أن أستمع وعقلي يفكر في مجموعة ردود تضعف موقف الطرف الآخر .
فالاستماع المتفهم يجعلك تقدر ما يشعر به الطرف الآخر وما يفعله فهو ليس خصم بل انسان له كل الاحترام ، حين يستمع كل منا للآخر نستطيع أن نتوصل الى بديل ثالث بعيدا عن أنا و أنت بل هو بديل يجمعنا ويحقق لنا أفضل من ما كنا نوده لأنفسنا .
لنجعل هذا الأسلوب توجه لنا في حياتنا نستخدم العصا الناطقة ليعبر كل منا عن نفسه وما يشعر به لتخرج جميع الأطراف ناجحة وراضية ، دون الخوض في جدالات عقيمة يحاول الكل فيها اثبات أنه هو الذي على صواب دون الوصول إلى أي فائدة لأن هذا الأسلوب يلزم أن يكون أحد الطرفين خاسر .
نور العجمي