أفغانستان: أكثر من 500 قتيل خلال الربع الأول من 2020 بينهم أطفال ونساء

أشارت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إلى مقتل أكثر من 500 مدني، بينهم أكثر من 150 طفلا، نتيجة الصراع الدائر في البلاد، خلال الربع الأول من عام 2020.

وأفاد تقرير صادر عن البعثة، اليوم الاثنين، بوقوع 1،293 إصابة في صفوف المدنيين (533 قتيلا و760 جريحا) في أفغانستان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.

ولاحظ التقرير “زيادة مقلقة” في العنف خلال شهر آذار/مارس، في الوقت الذي عُقدت فيه الآمال على إطلاق مفاوضات السلام بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان، والبحث عن سبل لنزع فتيل النزاع  وإعطاء الأولوية للجهود المبذولة لحماية جميع الأفغان من آثار جائحة كـوفيد-19.

وأعربت البعثة عن قلقها، بشكل خاص، إزاء تصاعد العنف خلال شهر آذار/مارس وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، مشيرة إلى أن ما يثير الدهشة والاستغراب هو أن التصعيد أعقب فترة “انخفاض العنف” الواقعة بين 22 و28 شباط/فبراير بين القوات الموالية للحكومة وطالبان، وكذلك اتفاقية 29 شباط/فبراير الموقعة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

ضحايا العناصر المناهضة للحكومة والقوات الموالية لها

وبحسب يوناما، ظلت العناصر المناهضة للحكومة مسؤولة عن غالبية الضحايا المدنيين ( 55%)، خلال الربع الأول من السنة، مما تسبب في 710 من الضحايا في صفوف المدنيين (282 قتيلا و428 جريحا). ونسبت بعثة الأمم المتحدة مقتل 39% منهم إلى طالبان، و13% قتلوا على يد تنظيم داعش والباقي إلى عناصر مناهضة لم تتحدد.

وتشكل هذه النسب ارتفاعا بـ 22% في الربع الأول من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، ويرجع ذلك أساسا إلى زيادة عمليات القتل المستهدف وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون.

أما على الجانب الحكومي، فقد كانت القوات الموالية للحكومة، مسؤولة عن مقتل 32% من مجموع الضحايا المدنيين خلال الربع الأول من عام 2020، مما تسبب في 412 ضحية مدنية (198 قتيلا و214 جريحا).

وتقول بعثة يوناما في بيانها:

“من دواعي القلق، أن القوات الموالية للحكومة مسؤولة عن إصابات بين الأطفال أكثر من القوات المناهضة للحكومة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وأكثر من ضعف عدد وفيات الأطفال.”

وأرجعت البعثة ذلك إلى الغارات الجوية وإطلاق النار العشوائي أثناء الاشتباكات البرية.

ونسبت بعثة الأمم المتحدة 21% من إجمالي الخسائر في صفوف المدنيين إلى قوات الأمن الوطنية الأفغانية، و8% إلى القوات العسكرية الدولية والباقي إلى الجماعات المسلحة الموالية للحكومة وعناصر لم تحدد.

الأطفال والنساء ضحايا العنف

وعلى الرغم من أن بعثة الأمم المتحدة قد وثقت انخفاضا في عدد الضحايا المدنيين الذين أصابتهم قوات الأمن الوطنية الأفغانية في الربع الأول من عام 2020، إلا أنها أعربت عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في شهر آذار/مارس نتيجة لعمليات قوات الأمن، بشكل رئيسي بسبب الاشتباكات البرية، ولا سيما إطلاق النار العشوائي، والغارات الجوية.

ولا يزال الأطفال والنساء يتأثرون بشكل غير متناسب بالعنف. حيث وثقت بعثة الأمم المتحدة، بين 1 كانون الثاني/يناير إلى 31 آذار/مارس من عام 2020، وقوع 417 من الضحايا الأطفال بين قتيل وجريح (152 قتيلا و265 جريحا) و168 ضحية وسط النساء (60 قتيلة و108 جريحة).

دعوة لتركيز الجهود لمحاربة الجائحة بدلا من القتال

وأبرز تقرير بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان الحاجة الملحة إلى  قيام جميع أطراف النزاع بالمزيد لحماية المدنيين من التعرض للأذى، لا سيما في ضوء التهديد الذي يلوح في الأفق المتمثل في انتشار كـوفيد-19، الذي يهدد حياة جميع الأفغان.

ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما، ديبورا ليونز، جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة التي تتيحها دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم، وتركيز الجهود الجماعية على محاربة العدو المشترك المتمثل في فيروس كورونا، ولحماية عدد لا يحصى من أرواح المدنيين في أفغانستان وإعطاء الأمل من أجل مستقبل أفضل، “ولذلك من الضروري أن ينتهي العنف مع وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام.”

وعلى الرغم من تزايد مستويات العنف والخسائر المدنية في شهر آذار/مارس، فإن العدد الإجمالي للضحايا المدنيين في الربع الأول من عام 2020 يمثل انخفاضاً بنسبة 29% مقارنة بالربع الأول من عام 2019، وهو أدنى رقم في الربع الأول منذ عام 2012.

Exit mobile version