عند تصفّحك حاليًا لأيِّ منصة من منصات التواصل الاجتماعي، سترى حجم التسويق الضخم لفيلم باربي الذي تم البدء في عرضه خلال الأيام القليلة الماضية، لكنْ ما تأثيرات هذا كله على صحة طفلك النفسية؟ لا سيما إذا كان مراهقًا
مخاطر الهوس بالصورة النمطية للجمال
يمكن أن تكون فكرة باربي، بمعاييرها الجمالية البرَّاقة والجمال المثالي، وسيلة مُلْهِمة للإبداع والتعبير عن الذات، ومع ذلك، هناك مخاطر محتَملة مرتبطة بالهَوَس المُفْرِط بهذه الجمالية، لا سيما فيما يتعلق بالصحة العقلية.
زيادة الرغبة بالكمال: يتمثل أحد الأخطار المهمة في الرغبة المتزايدة بالجمال المثالي، وهي سمة نفسية تتميز بالسعي وراء معايير خالية من العيوب، والإفراط في ذلك، يمكن لمعايير الجمال غير الواقعية المصوَّرة في فيلم وألعاب باربي أن تضخِّم هذه السمة لدى الأشخاص المُعرَّضين بالفعل للإصابة بهوس الكمال.
القلق: يمكن أن يؤدي السعي الدؤوب لتحقيق الكمال إلى إثارة القلق، لأن المصابين بذلك يسعون جاهدين لسد الفجوة بين مظهرهم الحقيقي وصورة باربي المثالية، ويمكن أن يؤدي الضغط المتزايد للتوافق مع معايير الجمال هذه أيضاً إلى تدني احترام الذات، وقد يشعرون بعدم الكفاية أو عدم القدرة على تلبية هذه التوقعات.
التركيز على المظهر الخارجي: بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز المكثف على المظهر الجسدي الذي تروِّج له جمالية باربي قد يُلقِي بظلاله على الجوانب الأساسية الأخرى لهوية الفرد، مثل المهارات والمواهب والسمات الشخصية، ويمكن أن يكون لهذه الصورة الذاتية تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والنمو الشخصي.
ما الذي يمكن للأهل القيام به لتقليل تأثيرات باربي النفسية؟
يلعب الآباء دوراً مهماً في تشكيل تصوُّرات أطفالهم، ويمكنهم اتخاذ عدة خطوات للتخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة على الصحة العقلية المرتبطة باللعب مع دمى باربي، أو عند مشاهدة الفيلم:
شجِّع طفلك على التواصل المنفتح، وحافِظ على حوار مفتوح وداعم مع طفلك فيما يتعلق بصورة الجسم، واحترام الذات، ومعايير الجمال.
اشْتَرِ مجموعة متنوعة من الألعاب التي تُمثِّل أشكالاً وقدرات مختلفة، مما يعزز الشمولية والتنوع.
ركِّز على الصفات الداخلية، وأَرْشِد طفلك لإعطاء الأولوية لقيم مثل: اللطف والذكاء والتعاطف، بدلًا من المظاهر السطحية.
تعامل مع التعرض للوسائل الإعلامية، وتحكَّمْ في كمية ومحتوى الوسائط الاجتماعية التي تعزز مُثُل الجمال غير الواقعية، وتُشجِّع على إجراء مقارنات غير عادلة.
شجِّع طفلك على قبول الذات، وساعده على تطوير صورة ذاتية صحية من خلال تعزيز قبول ذاته كما هي، والتأكيد على صفاته، ونقاط قوته الفريدة.
وفِّر له أدوات التعليم التي تمكّنه من التمييز والقياس، واشرح له مدى التلاعب بالصور والطبيعة غير الواقعية للتصوير الإعلامي، لكي تساعد طفلك على التمييز بين الخيال والواقع.
اطلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر، وإذا لاحظتَ علامات مستمرة على تدني مستوى احترام الذات أو الثقة بالنفس، أو النظرة السلبية تجاه الجسم لدى طفلك، فاستشِر اختصاصيّ الصحة النفسية المتخصص في العمل مع الأطفال والمراهقين.