حذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن هجوماً إسرائيلياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح “في الأفق القريب”، مضيفة أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستغل التقدم “التدريجي” في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير عملية.
وناشد الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش، الدول صاحبة النفوذ لدى إسرائيل “بذل كل ما في وسعها” لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح، حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح فلسطيني.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح، بغض النظر عن رد حركة حماس على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث في بيان: “إن العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح، لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب”، وأضاف “الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات”.
وتعهدت إسرائيل قبل شهر تقريباً بتحسين وصول المساعدات، بعد أن طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن باتخاذ خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة التي يقطنها نحو 2.3 مليون نسمة، قائلاً إن واشنطن يمكن أن تضع شروطاً على الدعم إذا لم تتحرك إسرائيل.
وقال غوتيريش للصحافيين إن: “تقدماً تدريجياً أُحرز نحو تجنب مجاعة من صنع الإنسان، يمكن تفاديها كلياً في شمال قطاع غزة، لكن توجد حاجة ملحة لبذل المزيد من الجهد”، وتابع “هذه التحسينات في إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، لا يمكن استخدامها للتحضير أو تبرير هجوم عسكري شامل على رفح”.
ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد، إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود الإسرائيلي والأردن، والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.
وأوضح للصحافيين أيضاً “العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة، هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملين والأشخاص المحتاجين أهدافاً”.
لا بديل عن المعابر البرية
وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس (آذار) الماضي، أن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول مايو (أيار) الجاري في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليو (تموز) المقبل.
وقال غوتيريش “في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفاً، من الأطفال المرضى إلى أصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض”.
وحين سئل عن الضغط الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على حليفتها إسرائيل، لتعزيز وصول المساعدات وتجنب الهجوم على رفح، قال غوتيريش: “من المهم جداً، ممارسة كل الضغوط الممكنة لتجنب ما يمكن أن يكون مأساة مدمرة تماماً”.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم الأربعاء، الإجراءات التي ما زال يتعين على إسرائيل اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.
وتابع غوتيريش “أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة حماس على التوصل الآن إلى اتفاق.. بدون ذلك، أخشى أن تتفاقم بشدة الحرب، بكل عواقبها في غزة وفي أنحاء المنطقة”.
وتجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة لإنشاء رصيف عائم، للسماح باستقبال مساعدات بحرية قادمة من قبرص إلى غزة. وقال غوتيريش: “نرحب بتوصيل المساعدات جواً وبحراً، لكن لا بديل عن الاستخدام المكثف للطرق البرية”.
وقال نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جوناثان ميلر، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل واصلت “تعزيز وتكثيف” دعمها للمساعدات، وقد تحققت نتائج جوهرية مع “زيادة كبيرة” في حجم المساعدات خلال الأشهر القليلة الماضية.