بدأ رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد الرد على محاور الاستجوابين، مؤكدا في مستهل كلامه أن الاستجواب لا يرهبني وأرحب به، وأكدت بعد القسم أمام عدد من النواب أنني سأواجه الاستجوابين فلا إحالة لـ «الدستورية» ولا لـ«التشريعية» ولا «للسرية».
وأشار الى ان محاور الاستجوابين نوقشت في استجوابات سابقة لوزراء التربية والمالية والداخلية وتدخل في اختصاص وزراء محددين، ولا يجوز استجواب رئيس الوزراء إلا على الأمور اللاحقة لتوليه وهذا ما جاء في قرار المحكمة الدستورية.
وقال: هذه الحكومة هي الأقصر عمرا في تاريخ الكويت ورئيسها ووزائها جدد، واليوم اقف لأدافع عن القرارات وعن الناس الذين واجهوا الأزمة الصحية، ورغم ذلك لم تتخل الحكومة عن الإنجازات التنموية.
وأوضح الخالد: بعد تشكيل الحكومة بأسبوع اغتيل قاسم سليماني وهو حدث مزلزل في المنطقة وكنا نتابع الوضع ونسعى لنزع فتيل الأزمة.. فهناك ضمانات لعدم خوض أي أعمال عسكرية ولكن من يضمن عدم الانزلاق إلى الهاوية؟
وأضاف: الحكومة التي عمرها 10 أشهر ودخلت في أزمة تلد أخرى لم تغفل الأمور التنموية.. لولا العزيمة التي تحلى بها أبناء الكويت لما وقفنا 7 أشهر في مواجهة أزمة كورونا وقد كان كان التحدي الأول صحيا بخصوص توفير العلاج والأسرة وأجهزة التنفس للمواطنين والمقيمين، وأشكر وزير الصحة وفريقه فقد خططوا منذ شهر يناير وقمنا بالمسحات وهناك دول نامية ومتقدمة لم تكن تعرف المسحة البلعومية.
وتابع: التحدي الثاني أن لدينا 3 ملايين وافد ومسألة الحظر وما إذا كان سيؤدي إلى انفلات أمني فضلا عن تحديات أخرى كالمخزون الغذائي والمنافذ.
وقال: نعترف أننا نخطئ ومن يعمل يخطئ.. لدينا دليل إرشادي لأي وضع فمثلا لو حدث انفلات أمني نلجأ إلى الأحكام العرفية وقد عمل بذلك في 67 وبعد التحرير. وأشار الى ان العالم كله يتكلم عن موجة ثانية لكورونا والوفيات أقل الآن لأن هناك رعاية. و أشكر رئيس مجلس الامة والنواب لأنهم نقلوا نبض الشارع، كما قام الرئيس بتوجيه الدعوة لرئيس الوزراء والوزراء للاجتماع وعملنا كفريق واحد.
وأوضح: كسرنا اليوم حاجز الـ 100 ألف إصابة وحالات الوفاة لدينا (584) وهي متدنية جدا قياسا بدول العالم، مبينا ان مجلس الوزراء شكل لجانا وفرقا لمواجهة كورونا ويجب أن نعي أنها جائحة غير مسبوقة وعدد الإصابات عالميا تجاوز 81 مليونا، كما ان الجائحة كشفت الضعف والانهيار الصحي لدول متقدمة.
وقال الخالد: «صلو في رحالكم» كنا نسمعها 5 مرات في اليوم وهذا من القرارات الصعبة التي تم تقييمها من قبل وزارة الصحة فالناس أمانة في رقابنا . وأوضح: شحت الأجهزة الطبية في العالم وأصبح هناك قرصنة للحصول عليها، فكم طائرة وباخرة تغيرت وجهتها؟
وأشار الخالد الى ان هناك أثرا كبيرا لهذه الأزمة الصحية على التعليم، وأنا لا ألوم أعضاء المجلس عندما استجوبوا وزير التربية 3 مرات فكلنا قلقون على مستقبل أبنائنا. وأضاف: أهنئ أبنائي وبناتي الذين تخرجوا السبت وسعدنا بالنتائج والأرقام.. ووزارة التربية نجحت في التجربة.
ولفت الى ان ما يحسب لوزارة الصحة وللدكتور باسل هو وضع نظام بأياد وطنية تدخل من خلاله المعلومات لحصر حالات الإصابات والوفيات ولا يمكن التلاعب به.
وأشار الى أننا شهدنا تعطيل المدارس وإغلاق المساجد وفرض الحظر 160 يوما وعزل المناطق وتشييد المستشفيات الميدانية وعزل المباني الموبوءة.. فقد اتخذت كل هذه الإجراءات وكل الشكر للمواطنين والمقيمين.
وتابع: ما رسخ في بالي هو إلغاء صلاة الجمعة حيث اتصل بي وزير الصحة في 13 مارس الساعة 11:20 صباحا، حيث وجدوا وفقا لمعلومات التقصي الوبائي إنه من السهل تتبع المواطن ولكن من الصعب تتبعه في المسجد الذي صلى به وتم اتخاذ قرار إغلاق المساجد وإلغاء صلاة الجمعة وأنا كنت حينها مستعدا للذهاب للصلاة في ذلك اليوم، وقمنا بتحرك سريع وقلنا لوزارة الداخلية وقالوا إن تأمين المساجد جاهزة لإبلاغ القرار ووزير الأوقاف أبلغنا أن هناك رخصة في إلغاء الصلاة للحفاظ على صحة الناس، وتم اعتماد توصية وزير الصحة بخطورة الاختلاط في المساجد، واستطعنا أن نوقف الصلاة في 50 بالمئة من المساجد في ذلك اليوم، والمرء يفخر انه مسلم دينه يحافظ على صحة الناس.
وقال الخالد إن اللبس الواقي في مستشفيات دول راقية كان «كياس قمامة» وهذا لم نقبله ووفرنا لأطبائنا جميع الاشتراطات الوقائية لحمايتهم.
وكشف الخالد عن تجهيزات الحكومة مضيفا«قدرتنا في بدء الأزمة 168 سريرا والآن 3211.. ووحدات العناية المركزة ارتفعت من 235 إلى 925.. وأجهزة التنفس من 1293 إلى 3206 حاليا، وكان لدينا مصنع كمامات واحد ينتج 25 ألفا في اليوم والآن 9 مصانع تنتج 5 ملايين والمعقمات زادت من 8 مصانع إلى 14 مصنعا»، مشيرا إلى الحرص على توفير المعدات الطبية وزيادة المخزون الدوائي واستخدمنا سلاح الجو لتعزيزه.
وبين الخالد أن الحكومة حجزت للحصول على اللقاح متى ما اعتمد عالميا، متسائلا: هل هناك دولة لم تخطئ بشأن فيروس «كورونا» وتصحح الخطأ؟، لافتا إلى أن إجراءات الكويت أفضل من إجراءات نيوزلندا.
مشددا على أن الحكومة تتحمل فشلها إن وجد لكن يجب تشجيع المواجهين للأزمة.
وأضاف الخالد «كنت قاسيا على الدكتور باسل في فكرة زيادة أجهزة التنفس وطلبنا ما يتوافر في السوق واستعنا بعدد من الدول التي كان لديها فائض طبي مثل باكستان والأردن».
وأكد الخالد أن الجائحة كان لها أثر كبير على الناتج المحلي لكثير من الدول وتسببت في ركود اقتصادي لم يحدث من 80 سنة، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي في الكويت زاد 7 في المئة ونمو ودائع القطاع الخاص 42 في المئة ونمو الائتمان 45 في المئة.
وبين الخالد أن الكويت تفادت أزمة غذائية «ووفرنا احتياجاتنا جوا»، منوها بأن قيود النقل والسفر رفعت أسعار الشحن وسببت شحا في السلع ورفعت أسعارها.
وحول التحول التقني للحكومة قال الخالد إن الجهود في الجانب التقني خلال الجائحة رفعت ترتيب الكويت وفقا لتقرير الأمم المتحدة 7 في المئة.
ووجه سمو رئيس مجلس الوزراء الشكر إلى المتطوعين لافتا إلى أن 24 ألف شخص سجلوا كـ«متطوعين» عبر الموقع المخصص.