الناجية الوحيدة لـ هدى حسين.. غموضاً غير معتاد رؤيته

أطلت الفنانة هدى حسين في شهر رمضان المبارك بمسلسل «الناجية الوحيدة»، لتنافس هذا العام، بمادة درامية مختلفة شكلاً ومضموناً، وفي كل مرة تقدم حسين دوراً جديداً تبهر متابعيها باختياراتها لأدوارها وللقصص المختلفة.

إذ طرحت قصة اجتماعية مشوقة جداً ضمن أحداث صادمة ومفاجئة، لاسيما وأن «الناجية الوحيدة» قصته تحمل غموضاً غير معتاد رؤيته في المسلسلات الخليجية، ولكن تتخلله أحداث غير واقعية إلى حد ما.

ويبدو أن الكاتبة منى النوفلي عمدت إلى الخروج عن النمطية والرتابة في الدراما الخليجية، حيث أثارت الأحداث حول سيدة اسمها «وصايف»، وتكون البداية بحادث حريق في منزل وينتج عن ذلك موت جميع أفراد الأسرة ماعدا «وصايف» التي تتعرض لصدمة كبيرة نتيجة لموت زوجها وأبنائها واحتراق منزلها بالكامل ويؤدي ذلك إلى فقدان ذاكراتها ومن خلال أحداث المسلسل تظهر المفاجآت الصادمة غير المتوقعة للمشاهدين… ولأنها الناجية الوحيدة من الحريق، تحوم الشبهات حولها لتتحول حياتها إلى جحيم.

أيضاً، لا نغفل براعة المخرجة هيا عبدالسلام في تصوير الأحداث والتنقل بكاميراتها في مواقع مختلفة، واختياراتها الموفقة في التقاط الزوايا المهمة، متداركة مغبة الوقوع في مصيدة الأخطاء الإخراجية، فقد أبدعت في لقطة الحريق الذي تم تصويره بصورة مغايرة عما تعودنا عليه في الدراما الكويتية، وكان مشهد احتراق منزل «وصايف» الذي تلعب دورها هدى حسين في المسلسل وموت زوجها واحتراق أبنائها، كفيلاً بأن تكون حديث الجمهور، وتتلقى الإشادات على قوة المشهد وتنفيذه.

وعلى الصعيد الفني، أبدع الفنان محمد العلوي، فشخصية «عدنان» الذي يذهب إلى المستشفى من أجل زيارة زوجة خاله وصايف، ويوصي والدته «فايزة» التي تلعب دورها الفنانة فاطمة الطباخ، بألا تسمعها كلاماً قاسياً، وعندما يدخلان عليها (وصايف) يجدانها تدندن وتمشط شعرها وكأن شيئاً لم يكن، ولكن بعد فترة تسألهم وصايف «من أنتم؟»، ما يعطي انطباعاً أنها فقدت الذاكرة، لكن «فايزة» تقول إنها لم تفقد ذاكرتها، بل تحاول أن تهرب من الجريمة التي اقترفتها، ولكن بالفعل تكون «وصايف» قد فقدت ذاكرتها وهذا ما سيزيد من التشويق في المسلسل.

ولم يأت جمال الردهان بجديد إلى الآن، فشخصية «نواف»، وهو مدير مكتب زوج هدى حسين وهناك اتفاقات خفية بينه وبين «وصايف» ولم تظهر ملامحها حتى الآن.

بدورها، تؤدي إيمان العلي شخصية «منيرة»، وهي زوجة شهاب حاجيه «مبارك» الذي أدى دوره ببراعة، والتي تحوم الشبهات حول زوجها الذي انقطع عن أخته «وصايف» منذ فترة وبعد خروجه من السجن ومعرفته للحادث يحاول أن يشاهدها من بعيد وغير معروف إن كان له صلة بالحادث أم لا حتى الآن.

ويعتبر دور العلي تحولاً كبيراً في مشوارها، فهي حريصة كل الحرص على انتقاء أدوارها بدقة بالغة، لتكون ضمن المستوى الذي تحافظ من خلاله على مشوارها الفني.

يضم العمل الدرامي العديد من الأدوار المميزة، أهمها دور الفنانة لمياء طارق والتي كان لها حضور لطيف في العمل، إذ إنها تتحدر من عائلة سجن والدها لفترة بقضية متعلقة بالأموال، وتتفاجأ بأن لديها عمة لم تتعرف عليها منذ ولادتها وهي «وصايف» التي قاطعت والدها شهاب حاجيه.

ولأن الموسيقى التصويرية لعبت دوراً مهماً في الحبكة الدرامية، فمن الواجب أن نشيد بالموسيقار حسام يسري الذي نجح في توظيف موسيقاه في كل حدث.

لا يزال العمل في بداياته، وسيكون لنا قراءة نقدية شاملة ريثما تتضح ملامحه بصورة نهائية، وسوف نستعرض بكل شفافية وموضوعية كل الإيجابيات والسلبيات التي قد تتضمنها الأحداث المقبلة.

المصدر: الراي

Exit mobile version