يشكل خط الحافلات الرقم 8 في بانكوك نموذجا عن كثافة الحركة المرورية وخطورتها في العاصمة التايلاندية، إذ تسوده الفوضى وتكثر فيه الحوادث، وتراهن السلطات جزئيا على الحافلات الكهربائية لتوفير السلامة والأمان في وسائل النقل العام.
وفي الأعوام الأخيرة، تطرقت الصحافة إلى خط الحافلات الرقم 8 حتى إنه أصبح ظاهرة في مواقع التواصل، بسبب وقوع شجارات بين السائقين العاملين فيه أو تسجيل حوادث على الطرق أو تجاوزات حافلاته لإشارة المرور الحمراء، فضلا عن عدم التزام السائقين بقانون السير، وغير ذلك من المخالفات، وفق “الفرنسية”.
ويقول أفيساك سودموي، وهو سائق إحدى حافلات الخط رقم 8، إن الوضع “مشابه للسباقات”. وكان سودموي يتحدث من داخل حافلته القديمة وغير المكيفة وذات الأرضية الخشبية، التي يتولى قيادتها منذ عشرة أعوام.
وفيما لم يتعرض لأي حادث سابقا، خاض بعض المواجهات مع شاحنات “بيك أب” على طول الطريق التي تبلغ 30 كيلومترا ويسلكها مرات عدة خلال اليوم، وتمتد من ضفاف نهر تشاو فرايا إلى الضواحي الشرقية للعاصمة.
ومنذ 2011، قتل ثلاثة أشخاص في حوادث متصلة بخط الحافلات الرقم 8، ما أظهر الخلل القائم في نظام النقل العام في المدينة الكبيرة، التي تضم نحو عشرة ملايين نسمة.
وتعرضت الشركات الخاصة المشغلة لخطوط النقل في المدينة لانتقادات بسبب دفعها السائقين، الذين يتلقون مردودهم استنادا إلى عدد الركاب، للعمل على رفع عدد الزبائن على حساب السلامة العامة.
ويقول المتخصص في قضايا النقل سوميت أونجكيتيكول “حتى داخل الشركة نفسها، يتنافس السائقون بين بعضهم لتسجيل العدد الأكبر من الركاب”.
وإضافة إلى راتب يومي ثابت يراوح بين 150 و200 باهت “أي نحو 4,96 دولار”، يتلقى أفيساك سودموي عمولة 10 في المائة على تذاكر النقل المبيعة.