تشهد هايتي عمليات عنف غير مسبوقة ضد الأطفال، حيث يقتل أو يجرح في كل أسبوع من الأشهر الستة الأولى من عام 2024، خمسة أطفال، نتيجة وقوعهم في مرمى نيران العصابات المتحاربة.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية، بيانات الأمم المتحدة يشأن قتل وجرح ما لا يقل عن 131 طفلاً حتى الآن هذا العام في هايتي بزيادة قدرها 47% عن الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023 عندما تم توثيق 89 حالة، حيث أصيب معظمهم برصاص طائش عندما شنت عصابات مسلحة هجمات بالرشاشات على أحيائهم أو اشتبكت مع جماعات مسلحة أخرى والشرطة في شوارع هايتي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، تعرض عدد صغير في هايتي ولكن متزايد من هؤلاء الأطفال للاستهداف بشكل نشط بسبب الاشتباه في دعمهم لجماعة محلية للدفاع عن النفس أو عصابة منافسة أو الشرطة، وتعرض آخرون للشنق على يد العامة بعد اتهامهم بارتكاب جرائم بسيطة، فيما تسيطر العصابات المسلحة على نحو 80% من العاصمة بورت أو برنس، وتعاونت هذه العصابات في مارس الماضي للإطاحة برئيس الوزراء المؤقت أرييل هنري، فحاصرت المطار الدولي وأحرقت مراكز الشرطة والمستشفيات.
ويؤمد محللون أن قوة المهام ستحتاج إلى تعزيزات لمواجهة العصابات، كما أعربت الجماعات المحلية عن مخاوفها من أن صفوفها مليئة بالأطفال الذين يتم تجنيدهم لاختطاف ونهب وقتل.
من جانبها قالت شانتال سيلفي إمبو، مديرة مكتب هايتي في المنظمة: “لا نجد الكلمات للتعبير عن المعاناة التي لا يمكن تصورها التي يعيشها الأطفال في هايتي. فقد أحرقت أحياء بأكملها، وانتشرت عمليات الاختطاف والاعتداءات الجنسية، وأصبح الأطفال مستهدفين بشكل مباشر أو يقعون في مرمى النيران المتبادلة”.
من جانبها تؤكد جماعات المجتمع المدني أن الفقر المدقع المتفشي في هايتي يجعل من السهل إقناع الأطفال بحمل السلاح أو العمل كمخبرين، وفي ظل معاناة طفل واحد من كل طفلين من الجوع بشكل منتظم وإغلاق المدارس في كثير من الأحيان، فإن تقديم الطعام بشكل منتظم قد يكون كافيا.