لم يعد الموت الغامض أو الانتحار حدثا مفاجئا بين نجوم كوريا الجنوبية، خاصة بعد الرحيل المأساوي لثلاثة من النجوم المشهورين في المشهد الفني الكوري، ومحاولة فاشلة للانتحار من الرابع، ولعل الرحيل الصادم والمأساوي لمطربة الكي بوب باراك بورام مساء الخميس الماضي 11 أبريل/نيسان الجاري، هو الأحدث بين تلك الحالات والأكثر إثارة للتساؤلات حول الأسباب التي تدفع نجوم شباب للرحيل سواء بالانتحار أو بأزمات قلبية.
أزمة قلبية
ملابسات وفاة بارك بورام لا تزال غامضة وقيد التحقيق، حيث فوجئ الوسط الفني في كوريا الجنوبية بوفاة مطربة الكي بوب الكورية ذات الـ30 عاما بشكل مفاجئ بعد تعرضها لسكتة قلبية أنهت حياتها في عمر الثلاثين.
وشكل رحيل المطربة المحبوبة صدمة للوسط الفني الكوري، وبحسب وسائل الإعلام الكورية والأجنبية، كانت بارك بورام قضت ليلة الخميس الماضي بصحبة أصدقائها، ثم ذهبت إلى المرحاض في تمام الساعة (9:55 مساء) وبقيت لفترة، ثم قرر أصدقاؤها تفتيش المنزل.
عثر أصدقاء المطربة عليها متكئة على حوض الحمام وفاقدة للوعي، فاتصلوا بالسلطات، وحاولوا إنعاشها قبل نقلها إلى مستشفى جوري بجامعة هانيانغ، ليعلن عن وفاتها، بعدها بحوالي ساعة ونصف. قررت السلطات تشريح الجثة في محاولة لتحديد سبب الوفاة.
وبحسب الصحف الكورية، قالت الشرطة في سيول إن بارك كانت مع امرأتين أخريين في منزل أحد الأصدقاء عندما عثر عليها مصابة بسكتة قلبية وتم نقلها إلى المستشفى، لكنها توفيت الساعة (11:17 مساء بالتوقيت المحلي)، وذلك بعد حوالي ساعة من وصولها، وتحقق الشرطة في السبب الدقيق لوفاتها، خاصة أن المطربة الراحلة لم تكن لديها مشاكل صحية معروفة.
وكانت وكالة “زنادو” للترفيه الكورية أصدرت بيانا بشأن وفاتها جاء فيه “تركتنا بارك بورام فجأة. جميع الفنانين والمديرين التنفيذيين في الشركة ينعون بشدة الفنانة الراحلة بحزن شديد” وكشف البيان أنه سيتم تحديد موعد الجنازة بعد مناقشة أسرتها.
وبارك بورام واحدة من نجوم “الكي بوب” الشباب في السنوات الأخيرة، فقد لفتت الانتباه بعد ظهورها عام 2010 في مسابقة الغناء في البرنامج الموسيقي “سوبر ستار كي 2”.
وكان أول ظهور رسمي لها كمطربة بعدها بـ4 سنوات من خلال أغنيتها “جميل”، وعبرت بورام من خلال الأغنية عن الضغوط التي تتعرض لها للتوافق مع معايير الجمال.
وتابعت النجمة الكورية الراحلة النجاحات بتقديمها العديد من الأغنيات، فكانت أول أغنية مطولة لها بعنوان “المشاهير” (Celebrities)، وبعدها قدمت “القمر البرتقالي” (Orange Moon) في عام 2017، ومن أغنياتها المنفردة أيضا “جميل يا صديقي” (Pretty Bae)، “حب عادي” (Ordinary Love)، “آسف” (Sorry)، “الحب الديناميكي” (Dynamic Love)، “ستكون بخير” (Will Be Fine)، “إذا أنت” (If You).
وكانت آخر أغنياتها “أفتقدك” (I Miss You) والتي طرحتها في الثالث من أبريل/ نيسان الحالي، وكانت الأغنية تمهيدا لطرح ألبوم غنائي كامل خلال الفترة المقبلة، وهو الألبوم الأول في مسيرتها بعد الأغنيات المنفردة التي حققت من خلالها شعبية كبيرة.
لي أريوم
أما مطربة البوب لي أريوم لم تنجح في التخلص من حياتها بعد محاولة انتحار كانت تقصد بها لفت الأنظار إلى حجم الظلم الواقع عليها من زوج يسيء إليها وإلى أطفالها، إذ تركت لي أريوم رسالة لجمهورها عبر حسابها على “إنستغرام” قبل محاولتها الانتحار قالت فيها “الصورة من اليوم الذي تعرضت فيه للضرب المبرح على يد ذاك الشخص أمام طفلين. التقطت هذه الصورة بعد أن هربت إلى منزل والدي، لقد تمزق فستاني وتعرضت لكدمات هنا وهناك، وانكسرت عظمة أنفي وأصبت بكدمات”.
وقالت المغنية إنها لم تتمكن من الذهاب إلى المستشفى للحصول على شهادة طبية تثبت تعرضها للاعتداء، فقررت أن تكشف لجمهورها عما يقلقها في وقت تحاول فيه أن تعيش حياة أقوى وحماية أطفالها.
واختتمت رسالتها قائلة “رغم أنني محطمة جدا وضائعة بعض الشيء وغير قادرة على الكلام، سأكون ممتنة لو أمكنكم النظر إليها (الصور).. الآن حان وقت العقاب”.
وكانت “لي” تحدثت في الإعلام عن إساءات زوجها السابق الجسدية لها ولأطفالها، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لاعتداءات تسببت في جروح وكدمات، كما كشفت تعرضها للتنمر والاحتيال.
وتزوجت مغنية البوب الكورية البالغة من العمر (29 عاما)، في عام 2019 من أحد رجال الأعمال ورزقت بطفلين، قبل أن تعلن انفصالها في ديسمبر/كانون الأول 2023، وتكشف عن نيتها الزواج مرة أخرى بعد الانتهاء من إجراءات الانفصال الرسمية.
وانضمت “لي أريوم” إلى فرقة “تي-آرا” عام 2012، وشاركت أول مرة في الألبوم السادس للفرقة “يوم بعد يوم” (Day by Day)، قبل أن تغادر المجموعة بعد عام، وتصبح مطربة منفردة. كما أعلنت قبل أسابيع استعدادها للتمثيل وطرح أول ألبوم غنائي منفرد لها.
انتحار وابتزاز
الكشف عن تعاطي بطل فيلم “باراسايت” “لي سون” للماريغوانا جلب له العار، وتسبب في إلحاق الضرر بسمعته، وكان ذلك هو السبب المباشر لانتحاره، حيث وُجد “لي سون” البالغ من (48 عاما) ” فاقدا للوعي في سيارة بحديقة وسط سول، بعد أن أبلغت زوجته الشرطة بأنه غادر المنزل، وعثرت على ما يبدو أنها رسالة انتحار”، طبقا لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وكانت الشرطة تحقق مع لي سون للاشتباه بتعاطيه الماريغوانا وغيرها من المخدرات غير المسموحة في منزل مضيفة تعمل في حانة راقية في منطقة غانغنام بالعاصمة سيول في مناسبات عدة منذ بداية العام.
ووفق الوكالة، “ادعى الممثل -حينها- أنه تعرض للخداع ومحاولة الابتزاز من قبل المضيفة، وأنه لا يعرف ما الذي كان يتناوله”.
وعام 2019، لعب لي سون دور البطولة في فيلم “باراسايت” للمخرج بونغ جون هو، والذي نجح في حصد 4 جوائز بحفل الأوسكار الذي أقيم في العاشر من فبراير/شباط 2020، متفوقا بذلك على فيلم “1917” وحتى فيلم “الجوكر” ومطيحا بهيمنة الأفلام الأميركية عامة والأفلام الناطقة بالإنجليزية خاصة.
الموت كذبا
عار الكذب هو ما دفع نجم البوب تشوي سونغ بونغ إلى التخلص من حياته، عثرت الشرطة في كوريا الجنوبية على جثته في منزله بمنطقة يوكسام-دونغ في سول، عن عمر ناهز (33 عاما).
وقالت التحقيقات -حينها- إن النجم الكوري، البالغ من العمر (33 عاما)، قام بإنهاء حياته، وذلك بعد عامين من زعمه إصابته بالسرطان، وطلبه من المعجبين التبرع بالمال من أجل علاجه، وهو ما اعتذر عنه في وقت لاحق، ووعد بأن يعيد هذه الأموال، كما اعتذر عن خداع محبيه، حسب ما ذكرته صحيفة كوريا تايمز.
ورجحت الشرطة أن تشوي مات منتحرا بسبب رسالة قام بنشرها عبر صفحته على إكس (تويتر سابقا) معتذرا عن أخطائه التي وصفها بالحمقاء، وشكر معجبيه على دعمهم لمسيرته المهنية، كما أضاف أنه منذ عام 2011 وحتى الوقت الحاضر تلقى الاهتمام والحب من كثيرين.
وذكر المغني الكوري أنه ليس نادما على رحلة الحياة التي عاشها ببراعة، إذ عاش بأفضل ما في وسعه، وحاول أن يحصل على السعادة كل يوم، واعتذر عن عملية الاحتيال التي قام بها قبل عامين، وقال “أنا آسف بصدق على أخطائي الحمقاء ومن أصيب بأضرار بسببها”.
وتابع “ارتكبت أخطاء مرارا وتكرارا وعلى مدار العامين الماضيين قمت بإعادة التبرعات لكل من طلب إعادة هذه التبرعات”.
بدأ تشوي مسيرته الفنية عبر المشاركة في برنامج “غوت تالنت” عام 2011، وهو في عمر (22 عاما)، وتفوق على منافسيه، لكنه خسر في المرحلة النهائية بفارق قليل في الأصوات ليحصل على المركز الثاني في البرنامج.
لكن المغني الشاب نجح في الوصول إلى قلوب الجماهير، بسبب انتشار مقاطع فيديو غنائية له أثناء مشاركته في البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وصلت نسب مشاهدة لأغنية “إنيو موريكوني نيلا فانتازيا” (Ennio Morricone’s Nella Fantasia) بأداء أوبرالي إلى 21 مليون مشاهدة على يوتيوب، وتلقى إشادات من العديد من النجوم مثل جاستن بيبر الذي كتب على صفحته على فيسبوك تعليقا على غناء تشوي سونغ بونغ “رائع ونتمنى له التوفيق.. قصة مؤثرة”.
وخلال أداء اختبارات تشوى في غوت تالنت، كشف عن أن أسرته تركته في دار للأيتام وهو في الثالثة من عمره، وهرب منها بعد أن تعرض للضرب في عمر الخامسة، وعاش منذ ذلك الحين بلا مأوى، ولكن بعد رحلة قصيرة من التوهج الفني قرر التخلص من حياته ليمحو أخطاء الماضي، حسب ما رجحت التحقيقات.