تقرير: خسارة بولسونارو تمنح أزمة المناخ بصيصاً من الأمل

يرى غريغ سارجنت وبول والدمان الكاتبان في صحيفة “واشنطن بوست”، أن خسارة اليميني المتطرف جايير بولسونارو في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، منحت العالم بصيصاً من الأمل فيما يخص أزمة المناخ التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

وأشار الكاتبان في تقرير تحليلي إلى أهمية هذا الحدث الذي انتهى بانتصار اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الذي تعهد بالحفاظ على غابات الأمازون التي تساعد بالتحكم في محتوى الكربون في الغلاف الجوي للكوكب بأكمله، عكس سياسات إزالة الغابات التي اتبعها بولسونارو ، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كمية ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

الطاقة النظيفة
يقول جيسي جينكينز، خبير المناخ والطاقة في جامعة برينستون، إن “نتائج هذه الانتخابات إلى جانب الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة بشأن المناخ، تأثيرهما معاً على مستقبل الطاقة يمكن أن يكون ضخماً”، مشيراً إلى أن “أكبر كتلتين الولايات المتحدة وأوروبا، تضاعفان من عملية الانتقال للطاقة النظيفة، والآن نضيف البرازيل”.

وسلطت تقرير سارجنت ووالدمان الضوء على سياسات بولسونارو الذي “عيّن وزيراً للخارجية منكراً لأزمة المناخ، ورافضاً لمخاوف الاحتباس الحراري، التي وصفها بأنها مؤامرة من قبل الماركسيين الثقافيين لتعزيز ميزة الصين ضد الغرب، كما رفض البيانات الواردة من وكالات حكومته بشأن إزالة الغابات ووصفها بأنها أكاذيب، بل وسخر من مخاوف المناخ ووصفها بأنها ذهان بيئي”.

وأضاف التقرير “كما قطع بولسونارو التمويل لإنفاذ القوانين البيئية، وارتفعت نسبة عمليات إزالة الغابات في عهده. على النقيض من ذلك، شهدت فترة ولاية لولا دا سيلفا السابقة تراجعا كبيرا في إزالة الغابات”.

 تقدم دا سيلفا
خلال حملته الانتخابية، اقترح لدا سيلفا أجندة خضراء طموحة للعمل من أجل عدم إزالة الغابات أو تحويلها، مع تعزيز الزراعة المستدامة وتقليل استخدام الوقود الأحفوري. وعلى الرغم من أنه سيواجه عقبات في الكونغرس، إلا أنه يمكنه إحراز تقدم حقيقي من خلال التطبيق الصارم للقوانين البيئية الحالية في البرازيل، كما يقول التقرير.

التقرير أشار أيضاً إلى أزمة الطاقة التي تعاني منها أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها خصوصاً تلك المتعلقة العقوبات المفروضة على روسيا، “إذ سارعت الدول الأوروبية إلى إيجاد بدائل قصيرة المدى للغاز الطبيعي الروسي، وأعلنت أنها ستُعجل انتقالها إلى الطاقة النظيفة”.

 تحركات ديمقراطية
وفي الولايات المتحدة، يقول التقرير إنه “من المرجح أن يضعنا قانون الحد من التضخم بالقرب من هدف خفض انبعاثات الاحتباس الحراري بمقدار النصف عن مستوياتها لعام 2005 بحلول عام 2030”. ووفقاً لجينكينز “هناك لاعبون ديمقراطيون يدفعون نحو استراتيجية ستؤتي ثمارها عندما تصبح الفرص الاقتصادية واضحة جداً في التحول الأخضر”.

 ونقل سارجنت ووالدمان عن الكاتب في مجال البيئة والسياسة اليمينية المتطرفة نيلز جيلمان، قوله: “على الرغم من أن هناك استجابة للحركات التقدمية السلطوية التي تنكر أزمة المناخ، إلا أن التحركات الديمقراطية تسير في الاتجاه الصحيح”.

Exit mobile version