اتخذ الكاتب د. حمد الرومي قراره بالابتعاد عن الموسم الدرامي المقبل، بعد 3 سنوات متتالية حقق فيها خلال رمضان حضوراً قوياً. الرومي تحدث من المحجر الصحي بالخيران، حيث يمارس عمله كطبيب، وأحد جنود الجيش الأبيض لمواجهة فيروس «كورونا»، وكان هذا نص الحوار:
• بداية، حدثنا عن أجواء المحجر الصحي بالخيران، حيث تزاول عملك كطبيب؟
– بالتأكيد أجواء خطيرة، يملؤها الحذر والحيطة، فتعاملنا كأطباء مع بعضنا البعض يتم وفقا لأعلى إجراءات السلامة الصحية، كما نتعامل مع الحالات الخاضعة للحجر الصحي وفق تعليمات طبية واحترازات وقائية تكافئ حجم الخطر وقوة الفيروس، وخاصة أن «كورونا» حتى الحين لا يزال مجهولا من حيث الطبيعة، باعتباره فيروسا جديدا خاضعا للتحليلات العلمية بمراكز العدوى العالمية.
أحلك الظروف
• تمارس عملا مشرفا وإنسانيا، لكن ما تأثير هذه التجربة على نفسك؟
– لا شك أني كطبيب وإنسان أشعر بالفخر، كما أؤدي دوري ورسالتي بالحياة التي لا يمكن التراجع عنها، في ظل أحلك الظروف. وفي المقابل التجربة لها تأثير كبير على نفسي، في ظل ساعات طويلها أمضيها في الحجر تصل إلى 24 ساعة عمل، في مقابل 24 ساعة راحة محفوفة بالقلق والمخاوف على أهلي وأسرتي وأبنائي من الإصابة بالعدوى. لذلك، أنا أتبع أعلى إجراءات الوقاية داخل منزلي، حيث أقضي ساعات الراحة في مكان منعزل داخل بيتي، ولا أتعامل مع أهلي أو أبنائي منذ بداية الأزمة، لضمان سلامتهم، وأنا سعيد بما أقدمه من خدمة لوطني وأهلي، حتى تنزاح الغمة قريبا بإذن الله.
• كفنان قد تكون محظوظا بمعايشة الأزمة من الداخل ما يساعدك إلى تحويلها لعمل درامي؟
– بالتأكيد مَن يعايش الأزمة، وخاصة كطبيب أو فريق علاجي، ليس كمن يشاهد من الخارج، فالواقع أشد قسوة من الدراما، ولا أستبعد تحويلها إلى عمل درامي، حيث ناقشت من قبل أزمة تجار الإقامات في مسلسل «عبرة شارع» رمضان 2018، وحقق نجاحا كبيرا، إذ تمت معالجة الأزمة بقوة ودون حواجز، لكن أزمة «كورونا» فكرة ثقيلة وتحويلها إلى عمل درامي مسؤولية ويحتاج لسنوات لا تقل عن 3 أو 4 أعوام، حتى تكتمل التجربة وتختمر في الأذهان، وأي فنان يسرع لتقديمها سيكون نوعا من ركوب الموجة لتحقيق أرباح.
• دخلت الدراما من بوابة الموسم الرمضاني… فلماذا التوقف هذا العام؟
– العمل في رمضان يسبِّب ضغطا كبيرا على الفنان الذي يسعى إلى ترك بصمته، فالجميع يستطيع أن يكتب، لكن التحدي أن تكتب بعمق، وكنت محظوظا بأني خلال 3 أعوام متتالية حجزت مقعدا في الدراما الرمضانية، بمشاركة كبار النجوم، فقدمت: «إقبال يوم أقبلت»، وفي العام التالي «عبرة شارع»، والعام الماضي «أنا عندي نص» و»موضي قطعة من ذهب». النجاحات المتتالية التي حققتها دفعتني للحذر، وليس لمجرد التواجد، ولديَّ نصوص أعمل عليها، لكنني لستُ مستعجلا في هذا الشأن.
• وما سبب إصرارك على التعاون مع منير الزعبي مخرجا لكل أعمالك؟
– بيننا تفاهم كبير، وحققنا معاً نجاحات متتالية دفعتني للأمام في استكمال مشواري الفني، ولا يعني ذلك أنني لا أسعى للتنوع والتعامل مع كل الأفكار والرؤى الإخراجية، لكني سعيد جدا بالتعاون مع الزعبي، الذي يمتلك حسا فنيا عاليا وقدرة كبيرة على إدارة فريق العمل وإخراج نصوصي بأعلى مستويات الإنتاج الفني والإبداعي.
الجريدة