أشار تقرير لخبراء بشأن حالة المناخ في أوروبا عام 2023 إلى أن أوروبا عانت من “عدد كبير” من الظواهر المناخية المتطرفة، حيث تعرضت القارة العجوز لموجات حارة وحرائق غابات وجفاف وفيضانات، حيث كان أحر أو ثاني أحر عام تشهده القارة على الإطلاق.
وبين الخبراء أن الطقس المتطرف أثر على صحة البشر وتسبب في خسائر اقتصادية بالمليارات، وسيصبح أكثر تكرارًا وشدة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وتناول التقرير، الصادر عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والخدمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، تفاصيل آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، بما في ذلك موجة الحر البحرية “المتطرفة” قبالة سواحل المملكة المتحدة وأيرلندا.
وتتزايد الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا، وفقد 63 شخصًا حياتهم بسبب العواصف، و44 بسبب الفيضانات، و44 بسبب حرائق الغابات في عام 2023، كما قدرت الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالطقس والمناخ بنحو 4ر13 مليار يورو (3ر14 مليار دولار)، بسبب الفيضانات.
وكان شهر يونيو من العام الماضي هو الأكثر دفئًا على الإطلاق في منطقة شمال غربي أوروبا، في حين تعرض جزء كبير من أوروبا لموجات حارة خلال “الصيف الممتد” من يونيو إلى سبتمبر.
وضربت الحرارة المحيطات، حيث بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحار في أوروبا أعلى مستوى على الإطلاق.
كما ارتفع هطول الأمطار في جميع أنحاء أوروبا بنسبة 7 % عن المستويات المتوسطة، مع تجاوز ثلث شبكة الأنهار عتبات الفيضانات “العالية” وشهد 16% تدفقات أعلى من عتبة الفيضانات “الشديدة”، بما في ذلك العديد من الأنهار في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وعلى مدى العامين الماضيين، فقدت الأنهار الجليدية في جبال الألب حوالي 10% من حجمها المتبقي.
وخلص التقرير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، التي تعتمد جميعها على الظروف المناخية، ولدت نسبة قياسية من الكهرباء في أوروبا، بنسبة 43 %، حيث عززت العواصف والأمطار إمكانات الطاقة الكهرومائية من الرياح وتدفقات الأنهار، في حين كانت هناك صورة متباينة بشأن الطاقة الشمسية.