تسارع دول الناتو لمد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة لتعزيز صمودها أمام الجيش الروسي الذي يتقدم في باخموت، وأعلنت هولندا اليوم عن عزمها تسليم أوكرانيا عدداً من دبابات ليوبارد الألمانية بأسرع وقت ممكن، وسط مطالبات من زيلينسكي برفع الحواجز من طريق تسليح كييف.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اليوم الجمعة، إن الدفعة الأولى من الدبابات القتالية من طراز “ليوبارد 1 إيه 5” التي تشتريها هولندا والدنمرك وألمانيا لصالح أوكرانيا سيتم تسليمها إلى الدولة التي تمزقها الحرب في أقرب وقت ممكن.
وأبلغ روته الصحفيين في كييف، وبجواره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، “بمجرد أن تصبح الدفعة الأولى (من دبابات ليوبارد) جاهزة للعمليات القتالية، سيتم تسليمها إلى أوكرانيا، نريد القيام بذلك في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف روته أن هولندا مستعدة لاستضافة محكمة جديدة للنظر في أفعال الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الدعم لتحقيق ذلك.
وقال زيلينسكي من جهته، إنه ينبغي ألا يكون هناك محظورات فيما يتعلق بتوريد الأسلحة لأوكرانيا لأنها بحاجة إليها للدفاع عن سيادتها.
وصرح زيلينسكي، “لدينا تفاهم مشترك مع هولندا بأنه ينبغي ألا يكون هناك محظورات في توريد الأسلحة والدعم لجيشنا.. لأوكرانيا، لأن هذا يدعم ويحمي سيادتنا”.
ودعا الرئيس الأوكراني مراراً حلفاءه الغربيين إلى تزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة وسرعة تسليمها لمواجهة القوات الروسية التي غزت بلاده في فبراير (شباط) من العام الماضي. وتريد أوكرانيا تحديداً طائرات مقاتلة ومزيداً من الدبابات والأسلحة بعيدة المدى لصد القوات الروسية.
وتعارض روسيا بشدة الدعم الغربي لأوكرانيا، وتتهم الولايات المتحدة بالتورط في الحرب من خلال دعمها لكييف، واليوم الجمعة حذرت الخارجية الروسية واشنطن من الانخراط بشكل مباشر في الصراع لأن “المجانين” يحلمون بهزيمة موسكو.
كانت موسكو ترد على تصريحات لفيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية التي قالت فيها، إن بلادها ترى أن القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، يجب أن تكون منزوعة السلاح على الأقل.
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا للصحفيين، عندما سئلت عن تصريحات نولاند، “الآن ذهب دعاة الحرب الأمريكيون إلى أبعد من ذلك: إنهم يحرضون نظام كييف على تصعيد الحرب أكثر”.
وقالت زاخاروفا، “إنهم يزودون أوكرانيا بأسلحة بكميات ضخمة ويقدمون معلومات استخباراتية ويشاركون بشكل مباشر في التخطيط للعمليات القتالية”، مضيفة أن بعض المسؤولين الأمريكيين يحلمون مثل المجانين بهزيمة روسيا”.
وينظر دبلوماسيون غربيون وروس إلى شبه جزيرة القرم، التي تضم ميناء سيفاستوبول حيث يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي، على أنها أكبر نقطة اشتعال محتملة في حرب أوكرانيا.
وقالت نولاند لمؤسسة كارنيغي للسلام في واشنطن، “بغض النظر عما يقرره الأوكرانيون بشأن شبه جزيرة القرم من حيث المكان الذي يختارون القتال فيه إلى آخره، فإن أوكرانيا لن تكون آمنة ما لم تكن شبه جزيرة القرم على الأقل منزوعة السلاح”.
ورداً على سؤال حول مخاطر التصعيد في حرب أوكرانيا، قالت نولاند إن لدى روسيا مجموعة من المنشآت العسكرية المصيرية في الصراع. وأضافت “هذه أهداف مشروعة.. أوكرانيا تستهدفها ونحن ندعم ذلك”.