قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ إن الكويت تحرز تقدما ملحوظا في مجال الوقاية ومؤسساتها الطبية تقوم بعملها تماشيا مع الإرشادات العالمية ومنظمة الصحة العالمية في هذا المجال.
وأضاف الشيخ في كلمته خلال افتتاح مؤتمر (إيجاد وتحسين أماكن صحية في دولة الكويت) اليوم الأربعاء أن الكويت اتخذت خطوات جادة في إيجاد نظام موحد يتسق مع النظام العالمي في تحويل المناطق إلى مدن صحية التي تمثل أحد المنهجيات الفعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولا سيما مساهمتها المباشرة في تحقيق الهدف الثالث والهدف ال11.
وأوضح أن الكويت تتميز بإشراكها القطاع الخاص في خططها مما يساهم في بناء المراكز الاجتماعية في مختلف مناطق الكويت تحت إشراف وزارة الصحة وأيضا تقوم بالاستثمار الضخم في مجال الصحة حيث توفر الرعاية الطبية المجانية للجميع لافتا الى ان الصحة إحدى الركائز الأساسية للتنمية الشاملة المستدامة وعنصر أساسي لتحقيق الرفاه والحياة الكريمة للشعوب.
من جانبه قال ممثل منظمة الصحة العالمية في دولة الكويت الدكتور أسد حفيظ إن هناك إرادة عامة ودافعا مشتركا لتحويل الأماكن العامة في الكويت إلى أماكن صحية لافتا الى أن مفهوم الأماكن الصحية سيؤدي إلى الحد من الأمراض غير السارية المنتشرة في الكويت.
وأضاف الدكتور حفيظ أن الهدف من المؤتمر وضع خطة عمل محددة المعالم والعمل والتعاون معا للمضي قدما بالإجراءات الرامية إلى إيجاد أماكن أكثر صحة في الكويت لتحقيق الهدف الثالث من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الخاص بتعزيز الصحة والرفاهية.
وأوضح أنه في إطار الدعوة إلى إيجاد أماكن صحية في الكويت تستند هذه الحملة إلى الفعالية الخاصة بمبادرة منظمة الصحة العالمية للمستشفيات المراعية للأطفال التي عقدت في أكتوبر الماضي وتهدف إلى زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية عن طريق تهيئة بيئة مواتية تراعي الأمهات المرضِعات في المباني العامة.
ولفت الى أنه تماشيا مع خطة منظمة الصحة العالمية لتحقيق الصحة في جميع البيئات وإدراكا بأن محددات الصحة تتجلى في جميع جوانب المجتمع استضاف مكتب المنظمة هذا المؤتمر لإذكاء الوعي والفهم بمفهوم الأماكن الصحية مع التركيز على الأماكن التي تراعي المرأة والطفل والأماكن التي يحظر فيها التدخين ومشاركة الشباب والمشاركة المجتمعية.
وقال الدكتور حفيظ إن هذه الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على السياسات والآليات المعمول بها وتساعد في التحول إلى الأماكن الصحية وتبادل الدروس المستفادة والممارسات الجيدة من خلال دراسات الحالة عن إيجاد أماكن صحية في القطاع الخاص.
ولفت الى انها تهدف أيضا الى تحديد العقبات التي قد تعوق تبني وإيجاد أماكن صحية في القطاع الخاص وتسهم هذه الدروس المستفادة في نهاية المطاف في وضع استراتيجية نظام إيكولوجي صحي تساعد في تجاوز العقبات.
وأشار الى قيام مكتب المنظمة الإقليمي في الكويت بعمل شراكة مع الجهات المعنية المحلية لتنفيذ عدد من الأنشطة التي تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية وما لها من فوائد صحية على الأم والطفل معا.
وأوضح أن المنظمة تواصل العمل مع الدول الأعضاء لزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية لتصل إلى 50 بالمئة على الأقل بحلول عام 2025.
من ناحيتها قالت مدير ادارة العلاقات الصحية الدولية في وزارة الصحة الدكتورة رحاب الوطيان إن الوزارة تلتزم بتعزيز الصحة والرفاهية للجميع في جميع الأماكن تماشيا مع رؤية الكويت 2035.
وأشارت الوطيان الى أنه من خلال العمل عن كثب مع منظمة الصحة العالمية فإنها تتصدى للمحددات متعددة الأبعاد للصحة في الكويت بما في ذلك تأثير البيئة وضمان رأس مال بشري ملائم للصحة وخلق مساحات صحية تعمل بمثابة بيئات مواتية للجميع.
وقالت إن الوزارة تقود أيضا العمل المنسق عبر الحكومة لضمان أن المجتمع بأسره يعمل على تحقيق رؤية مشتركة للصحة والرفاهية في الكويت لافتة الى ان العمل مع مسؤولي مختلف القطاعات جزء واحد من النظام البيئي الصحي وهو جزء مهم آخر من هذا النظام البيئي.
وأوضحت أن المناقشات اليوم تعتبر فرصة لمشاركة السياسات لكنها أيضا فرصة للاستماع من القطاع الخاص والمجتمع المدني حول الممارسات الجيدة الناجحة بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في إنشاء مساحات صحية.
وأكدت التزام الوزارة بالعمل مع منظمة الصحة العالمية وجميع أصحاب المصلحة في هذا النظام البيئي لتحسين النتائج الصحية للجميع في الكويت مشيرة الى أنها على ثقة من أن هذا سيكون الأول في مناقشة مستمرة حول كيفية تشكيل هذه المساحات الصحية بشكل جماعي.