دفعت جائحة كورونا والتدهور الاقتصادي في العالم بالكثيرين إلى دوامة الفقر المدقع، حيث أفادت آلاف الأسر اللاجئة والنازحة في المنطقة عن خسارتها لمصدر رزقها اليومي والوحيد، ويواجهون الآن مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.. وهو الأمر الذي دفع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت لإطلاق حملة إغاثة الروهينغا قبل 10 أيام من شهر رمضان الكريم بالتعاون مع الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير لتوفير احتياجات اللاجئين في بنغلاديش للعام الثاني على التوالي وذلك لتأمين المأوى والطعام والماء النظيف والتعليم، خاصة بعد الحادث الذي وقع منذ 10 أيام في مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش وتمثل في الحريق الذي أتى على مخيماتهم وترتب عليه نزوح 42 ألف لاجئ، ومقتل 115 روهينغيا.. وإلى التفاصيل في السطور التالية:
في البداية، قال مسؤول شركات القطاع الخاص في مفوضية اللاجئين د.نادر النقيب إنه تقرر تدشين حملة لمساعدة الروهينغا النازحين هذا العام، مثلما حدث في العام الماضي، مشيرا إلى أنه عندما بدأ التجهيز للحملة منذ نحو 3 أشهر، لم نكن نعلم أن هناك كارثة ستحل على مخيمات الروهينغا في بنغلاديش «عشية شهر رمضان الكريم»، والتي تمثلت في حريق هائل أتى على نحو 10 آلاف خيمة أو «بيت قش».
وأضاف د.النقيب خلال لقاء مع جريدة «الأنباء» الكويتية: «حقيقة الأمر هناك حاليا 50 ألف عائلة من الروهينغا مضطرون للعيش في خيم أخرى مع آخرين، في ظل وجود وتفشي وباء فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أن حملة رمضان هذا العام ستركز على إغاثة هذه العائلات، الذين هم فعلا في حاجة إلى كل ما يتخيله أي شخص، لأنه عندما يحترق بيت النازح المصنوع من القش يحترق معه كل ما يملكه، حتى الملابس لم يعد يملكها.
إغاثة الروهينغا
وأوضح النقيب أن المفوضية تعمل على إيجاد المأكل والمشرب خلال شهر رمضان الكريم للروهينغا النازحين، لذا ستركز الحملة على هؤلاء الأشخاص الذي يحتاجون بالفعل إلى المساعدة والإغاثة، وذلك مع العلم بأن الحريق عندما نشب لم يحرق فقط المخيمات وبيوت القش، فقد حرق أيضا مراكز العلاج والمستوصفات، وحرق أيضا مراكز التعليم، وكل شيء، فقد أتى الحريق على الأخضر واليابس.
ولفت مسؤول شركات القطاع الخاص في مفوضية اللاجئين إلى أن الحملة أيضا ستركز أيضا على إيجاد مقومات الحياة، من خلال إغاثتهم وتوفير أماكن لإقامتهم وتوفير المأكل والمشرب، وبعد ذلك سيتم العمل على إنشاء مراكز العلاج والتعليم، لأن المفوضية تعمل قدر استطاعتها على توفير حياة لهم تكون أخف وطأة عليهم من الذي يعيشونه الآن بسبب الحريق، مشيرا إلى أنه منذ أن نشب الحريق فتحت المفوضية مخازنها لإعانة المتضررين، بداية من الإسعافات الأولية والتعافي من الحريق وتوفير المأكل والمشرب إلى آخره.
وأوضح أن هناك أشياء أخرى تتعلق بالحياة النفسية، فالمفوضية تقوم بمعالجة المتضررين سواء الأطفال أو العاجزين، كما تقوم بمساعدتهم حتى تمر أيامهم أخف وطأة من ذي قبل، لافتا إلى أن هناك 60% من النازحين حول العالم هم من دول التعاون الإسلامي، لهذا السبب تم تأسيس صندوقا للزكاة، وبالفعل حصلت المفوضية على 10 فتاوى من المرجعيات الدينية حول العالم حتى تستطيع أن تتلقى الزكاة، مؤكدا أن المفوضية هي صلة وصل للمستحقين للزكاة من اللاجئين، وبين المزكين. وأكد أن صندوق الزكاة التابع للمفوضية يعمل منذ العام 2019، وكل عام يساعد أشخاص أكثر من العام الذي قبله.
آلية التبرع
وقال مسؤول شركات القطاع الخاص في مفوضية اللاجئين إنه عندما يكون المال خاص بالزكاة يكون معفى من أي مصاريف إدارية، بمعنى أن المصاريف الإدارية الخاصة بمشروع الزكاة، تتحملها المفوضية كاملة من دون أي اقتطاع من مال المزكين، والدينار من مال المزكي يصل دينارا كاملا لمستحقي الزكاة من اللاجئين، في أي مكان حول العالم.
لافتا إلى أن هناك من 100 ألف إلى 150 ألف لاجئ من الروهينغا وأسرهم، هم المستفيدين من هذه الحملة، ويوجد رابط على موقع جمعية التنمية، مؤكدا أن هذه الحملة موجودة لإغاثة أهلنا من الروهينغا، كما أنه من الممكن أيضا التبرع للحملة من خلال تطبيق «منصة give».
ولفت النقيب إلى أنه كشخص يعتبر نفسه جديدا على الكويت، حيث مكث فيها منذ عام تقريبا، كما أن فخور جدا بأنه يعمل بالعمل الخيري في الكويت، لأنه لم ير مجتمعا بأكمله خيّراً بهذا الشكل، مثلما رأى في الكويت وبه عطاء ويركض حتى يساعد أينما وجدت المشاكل والأزمات.
بلد الخير
وأشار إلى أنه يتلقى الكثير من الاتصالات من أهل الكويت عند حدوث أي أزمة يرغبون في المساعدة، ويسألون عن كيفية وطرق المساعدة، ويعلنون رغبتهم في عمل الخير ومساعدة المستحقين للمساعدة، فعلى سبيل وقت انفجار مرفأ بيروت تلقى اتصالات كثيرة من الكويت من أشخاص يرغبون في المساعدة، وكذلك بالنسبة للأزمات التي يشهدها اليمن، والأزمات التي تشهدها سورية، مؤكدا ان شعب الكويت شعب معطاء وخير بشكل لا يوصف، وانه فخور بأن جزء من هذه المساعدات يذهب من خلال المفوضية إلى اللاجئين حول العالم، لأنهم فعلا يستحقون المساعدة، وفعلا الكويت بلد الخير وأهل الخير.
شراكة عميقة
من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير د.ناصر العجمي إن مشاركة الجمعية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي مشاركة للعام الثاني على التوالي، وبالطبع سبب اختيار الجمعية للمفوضية في هذه الشراكة العميقة، هو مدى ثقة الجمعية وتفاؤلها بأن المفوضية ستوصل المساعدات والتبرعات إلى عمق الأراضي التي تحتوي على اللاجئين من الروهيغنا في بنغلاديش.
وأوضح العجمي أن مساهمة الجمعية تساعد الأسر المحتاجة، والعمالة المتضررة من جائحة فيروس كورونا المستجد، وتساعد أيضا من خلال المشاريع الموسمية المعتادة، بداية من «إفطار الصائم»، من خلال توزيع وجبات ساخنة مباشرة، ووفقا للإجراءات الاحترازية، وأيضا توزيع السلال الغذائية الخاصة بالأسر والعائلات، والتي تكفي العائلة لمدة شهر كامل، حيث تحتوي هذه السلة على العديد من البنود تقدر بـ 22 بندا جميعها لها علاقة بالوجبات الغذائية الخاصة بالأسر التي تحتاج إلى مساعدة.
وأوضح أن هناك أيضا مساهمة في تقديم المساعدات المالية، مثل دفع الإيجارات المتأخرة، والمساعدات المالية للأسرة المحتاجة، بالإضافة إلى الكفالات التي تقوم بها الجمعية، مؤكدا أن الشيء الذي جعل الناس يثقون في الجمعية، هو التقرير السردي للمشاريع التي تبرع لها المحسنون والمحسنات الكرام، وكلها تتم وفقا لتقارير مصورة وأيضا تقارير مكتوبة.
ولفت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير، إلى أن هذه التقارير تكون لكل مشروع، ويتم عرضها على الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية، وكذلك يتم إرسالها كرسائل نصية، ورسائل على «الواتساب» للمتبرعين الكرام، التي توجد بياناتهم في الجمعية. وأكد العجمي أن حملة إغاثة لاجئي الروهينغا في بنغلاديش هذا العام هي الحملة الثانية، فالحملة الأولى كانت وفقا 4 مراحل، أما الحملة الثانية فبدأت قبل 10 أيام من بدء شهر رمضان الكريم على 5 مراحل تتضمن المراحل الـ 4 نفسها الموجودة في الحملة الأولى بالإضافة إلى المحور الخامس الخاص بإنشاء قرى الإيواء النموذجية.
ولفت إلى أن الحادث الذي وقع منذ 10 أيام في مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، والذي تمثل في الحريق الذي أتى على مخيماتهم ترتب عليه نزوح 42 ألف لاجئ، ومقتل 115 روهينغا جراء الحريق، وبالتالي بادرت الجمعية بإطلاق الحملة بشكل مبكر قبل بدء شهر رمضان المبارك بـ 10 أيام، وكل مرحلة من هذه الحملة تقدر بـ 100 ألف دينار، مشيرا إلى أن المتبرعين الكرام تجاوبوا مع المرحلة الأولى، وقاربنا على الانتهاء من المرحلة الأولى بنحو 90% من المبلغ الخاص بها، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير أنه سيتم إطلاق المرحلة الثانية وهي مرحلة توفير المياه الصالحة للشرب وتمديد شبكات الصرف الصحي، وأيضا تقدر بـ 100 ألف دينار، وكذلك المرحلة الثالثة التي تتمثل في توفير الدواء للاجئين من الروهينغا في بنغلاديش، خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وفي ظل الأوبئة والأمراض التي تجتاح الروهينغا في بنغلاديش، بسبب عدم توافر المقاومات الأساسية للرعاية الصحية هناك.
وأوضح انه فيما يتعلق بالمرحلة المرحلة الرابعة، والتي تأتي بعد اكتمال المراحل الثلاث وتوفير الأمور الأساسية لهم، سيتم البدء في تجهيز المراكز التعليمية لأبناء الروهينغا النازحين في بنغلاديش، وبعد ذلك سيتم إطلاق المرحلة الخامسة والأخيرة، التي تتمثل في إنشاء قرى الإيواء النموذجية، التي تحتوي على كل المراحل الأربعة سالفة الذكر، من توفير مركز تعليمي، ومركز رعاية أولية صحي، ومركز تدريب، بالإضافة إلى توفير مشاريع التدريب الخاصة بالأهالي لتوفير مشاريع متناهية الصغر لهم يعملون بها ويكسبون منها رزقهم.
وقال العجمي: أنتهز هذه الفرصة وأتقدم بالشكر الجزيل إلى إخواني المتابعين، فهناك عبارة لم يجانبها الصواب، حيث يقولون إن جمعية التنمية هي التي فعلت، فأنا أقول لا، فجمعية التنمية هي الوسيلة التي اتخذها المتبرعون الكرام من خلال أموالهم وزكاتهم وصدقاتهم، وقامت الجمعية بدورها بإيصال هذه الأموال إلى مستحقيها بإذن الله تعالى.
الركائز الأساسية لصندوق الزكاة للاجئين في المفوضية
قال مسؤول شركات القطاع الخاص في مفوضية اللاجئين د.نادر النقيب إن الركائز الأساسية لصندوق الزكاة للاجئين في المفوضية تتمثل فيما يلي:
1 ـ مصداقية: شريك عالمي موثوق لتوزيع أموال الزكاة.
2 ـ التزام: 100% من أموال الزكاة تصل إلى مستحقيها من اللاجئين.
3 ـ كفاءة: تقديم المساعدات النقدية والعينية للأشخاص الأكثر احتياجا.