روبوت طبيب نفسي يحتاج للعاطفة

يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي الآن أن تهزمنا باستمرار في لعبة الشطرنج وألعاب الفيديو متعددة اللاعبين، وإنشاء صور لوجوه بشرية لا يمكن تمييزها عن الوجوه الحقيقية، وكتابة مقالات إخبارية وحتى قصص الحب، وقيادة السيارات بشكل أفضل من معظم المراهقين.

لكن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً.

كتبت كارين براون هذا الأسبوع في ساينس تايمز، عن Woebot هو تطبيق للهواتف الذكية يعمل بالذكاء الاصطناعي ويهدف إلى تقديم استشارات نفسية منخفضة الكلفة، باستخدام الحوار لتوجيه المستخدمين من خلال التقنيات الأساسية للعلاج المعرفي السلوكي. لكن العديد من علماء النفس يشككون فيما إذا كان بإمكان خوارزمية الذكاء الاصطناعي التعبير عن نوع التعاطف المطلوب لإنجاح العلاج بين الأشخاص.

وذكرت ليندا مايكلز، وهي معالجة نفسية في شيكاغو، لصحيفة التايمز أن التعاطف طريق ذو اتجاهين، ونحن البشر لا نعرض الكثير منه للروبوتات. لقد وجدت العديد من الدراسات أنه عند وضع الأشخاص في موقف يمكنهم فيه التعاون مع الذكاء الاصطناعي الخيري، فإن احتمالية تعاونهم أقل مما لو كان الروبوت شخصاً حقيقياً.

وذكرت أوفيليا ديروي، الفيلسوفة في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ: «يبدو أن هناك شيئاً مفقوداً في ما يتعلق بالمعاملة بالمثل، حيث إننا نتعامل مع الشخص الغريب بشكل أفضل من الذكاء الاصطناعي».

وتوصلت الدكتورة ديروي وزملاؤها إلى أن الناس تقل احتمالية تعاونهم مع الروبوت حتى عندما يكون الروبوت حريصاً على التعاون. ليس الأمر أننا لا نثق في الروبوت، بل لأن الروبوت مضمون، خيري، لذلك نحن نستغله.

عندما نفكر في الذكاء الاصطناعي، فإننا نميل إلى التفكير في أليكسا وسيري في عالمنا المستقبلي، والذين نشكل معهم نوعاً من العلاقة الحميمة الزائفة. لكن معظم تفاعلاتنا ستكون لمرة واحدة، وغالباً ما تكون لقاءات بلا كلمات.

هناك عواقب مماثلة للذكاء الاصطناعي أيضاً. إذا عاملهم الناس معاملة سيئة، فإنهم مبرمجون للتعلم مما يختبرونه.

إليكم الأمر: عندما تبدأ السيارة ذاتية القيادة في التزمير بقوة من الخلف لأنك قطعتها، ستعرف أن البشرية قد وصلت إلى قمة الإنجاز. بحلول ذلك الوقت، نأمل أن يكون الذكاء الاصطناعي متطوراً بما يكفي لمساعدة السيارات ذاتية القيادة في حل مشكلات إدارة الغضب. 

Exit mobile version