هل عندما نخطئ نحتاج الى فرصة أخرى ؟؟؟ وهل كل خطأ يتدارك باعتذار أو كلمة تطيب الخاطر ؟؟ هل كل الاخطاء أخطاء أم زلة لسان وردة فعل متهورة ؟؟ هل لابد من الاعتذار تلو الآخر في حال الخطأ ؟؟؟ وما المقياس البشري في تحديد حجم الخطأ وجبره ؟؟ هل كل الاخطاء مغفورة ؟؟ وهل هنالك خطأ غير مغفور أبداً ؟؟
ان أول خطأ وقع في البشرية كان من آدم عليه السلام ولكنه ندم وتاب الى الله فقبل الله توبته ، فالأخطاء كثيرة وعديدة ولكننا أحياناً نبالغ في تقبلها ونكابر في ردات أفعالنا ، وأعتقد جازمة أن المعالجة الشخصية لكل موقف تختلف من شخص الى آخر بحسب عدة أمور وعوامل لعل منها التربية الفردية والتعليم المختلف والكثير من الامور الاخرى فكلها تساعد في رؤية الخطأ وتقديره والتعامل معه كل بحسب تصوره .
نتعرض للكثير من المواقف ونخالط العديد من البشر فنرى ما يسر العيون ونلقى ما يخالف الطبيعة البشرية لكل واحد منا ، ولكن متى يعد ما ظهر من أي شخص بمرتبة الوقوع في الخطأ ؟؟؟ هل يشترط المعرفة الشخصية التامة حتى نقيم أفعالهم بالصواب والخطأ ؟؟ وهل كل الاشخاص ندخلهم في دائرة المقربين الذين اذا وقع منهم الخطأ فذلك أمر جلل ؟؟ لأن المعرفة الحقة تراعي الأخلاقيات وتحافظ على الود والاحترام المتبادل كلما مرت السنين .
لكل منا مواقف تعرض بها لاحداث تصنف من جهته بأنها خطأ لابد من مواجهته بالاعتذار أو بالتبرير وأحيانا بالشرح وان كان موجزا ً حتى تتضح الرؤية ويستقيم التعامل بنفوس طيبة وخواطر مجبورة بلا أي عتب أو سوء فهم ، وكلما زادت المكانة قرباً ومحبة كان الخطأ أوقع وأكبر إذ أن الخطأ اذا وقع فإن النفس تقع في حيرة واستغراب حاملة في عقلها ألف سؤال وألف عتاب وألف ألف بحث عن السبب إن لم تتم المبادرة الفورية في معالجة الموقف كل بحسب تقييمه .
ولكن هل كل المواقف تحتاج الى ردات فعل كبيرة مما يعد خطأ فادحاً لابد من مواجهته ؟؟ ، أم هنالك مواقف أخرى نستطيع التعامل معها بكل بساطة واعتدال ؟؟ بمقياسي الشخصي أرى أن المعرفة الشخصية هي المحرك الاساسي لاي علاقة فمن يعرفك حق المعرفة لن يقع أساساً في أي موقف يعرضه للاعتذار أو المحاولة لاعادة المياه لمجاريها أو تكدير الخواطر أو الوقوع في أي موقف مماثل .
واذا وقع الخطأ فهل كل خطأ مغتفر ؟؟؟ أم أن مجرد الخطأ كاف لقطع العلاقة ونسيان الماض المشترك ؟؟؟
وهل الاعتذار يعد تخفيفاً وجبراً ويكفي لبداية جديدة لمستقبل قادم ، وهل ” الفرصة الاخرى ” مطلوبة دائماً من باب الخطأ من طبيعة البشر ، ومن باب أن الود لابد أن يبقي على الحق بالتبرير ومعالجة الموقف بأي وسيلة كانت ، ومن باب عدم الندم في اعطاء الفرصة الاخرى إذ أن المواقف قد تتضح فيزول اللبس وتختفي الغمة ، وقد يكون هنالك أيد أخرى عابثة قد أثارت الوقيعة وشحنت البغض بين الاطراف المعنية .
وقد تسبق الاقدار الاشخاص فيقع الفراق ويتم البعد النهائي مما يوجد في النفس غصة ، ويترك في الروح أثراً لا يمحى ، فالمبادرة في مواجهة المواقف كلها هو عين الصواب وكل الخير ، والاسراع في لملمة الشتات وترك العبث في النفوس هو السير في الطريق الصحيح فليست الفرصة دائماً سانحة لمرة أخرى .