تابع الآلاف حول العالم بثا مباشرا على موقع “فيسبوك” Facebook، لجراحة تهدف إلى إزالة كتلة من الأوعية الدموية المتشابكة من مخ فتاة وهي مستيقظة، داخل مركز طبي بمدينة دالاس الأمريكية.
وبث مركز “ميوديست دالاس” الطبي على الهواء مباشرة، الأربعاء، وقائع الجراحة للطالبة جينا سكاردت التي فوجئت بعجزها عن الكلام أثناء عملها، وتم تشخيصها بوجود كتلة من الأوعية الدموية المتشابكة داخل الدماغ.
وكان الأطباء اكتشفوا وجود تلك الكتلة في دماغ سكاردت (25 عاما)، وحاولوا علاجها بالدواء، ولكنه لم يجد نفعاً، فأوصى الطاقم المعالج بإجراء الجراحة لإزالة كتلة الأوعية الدموية من دماغها.
واستغرقت العملية نحو 45 دقيقة، وشاهدها أكثر من 100 ألف شخص، ولجأ الأطباء بداية إلى تخدير الفتاة حتى يتمكنوا من فتح جمجمتها، ثم أيقظها الطبيب المشرف على العملية وطلب منها التحدث ببعض الكلمات لضمان عدم تأثر أجزاء من دماغها بشكل سلبي أثناء الجراحة، وشوهدت الفتاة خلال البث وهي تتحدث مع الأطباء أثناء إجراء العملية.
وقالت الطبيبة لوران نيرغارد، إن كتلة الأوعية الدموية كانت تقع في منطقة من المخّ مسؤولة عن التحكم في النطق، لذا كان على الأطباء أن يحددوا بدقة بالغة المكان الآمن للعمل ضمنه ما يضمن عدم تعرّض سكاردت إلى إصابات تؤثر على عملية التواصل، لذا أجرى الأطباء العملية لمراقبة استجاباتها وهي مستيقظة وتتكلم، وفق “يورونيوز”.
ونقلت صحيفة “دالاس مورنينج نيوز” عن الدكتور نيمش باتل، رئيس قسم جراحة الأعصاب في المستشفى، الذي قاد الجراحة خلال البث المباشر: “لدينا نظام تتبع GPS للدماغ، ونحن بحاجة إلى إيجاد الأماكن التي يجب تجنبها”، كما تناول أسئلة المشاهدين الذين بدأوا بطرح أسئلتهم من خلال البث المباشر.
وأوضح أن الدماغ يحتوي على عدد قليل جداً من مستقبلات الألم، لذلك فهو منيع تماماً للإحساس، حتى عند طمسه بالأدوات المعدنية، وبعبارة أخرى، لم تشعر جينا بانزعاج إلا لكون رأسها مثبتة بقوة.
ونشر المستشفى، عبر حسابه على “فيسبوك”، صور الفتاة بعد العملية وهي تبتسم برفقة والديها، وكتب قائلا: “الصور الأولى لجينا بعد العملية.. وهي لا تزال تبتسم كما كانت في غرفة العمليات”.