قال الرئيس التونسي قيس سعيد، في موكب تعيين رئيس الحكومة الجديد أحمد الحشاني، الأربعاء، إن من أهم التحديات مواجهة “إرهاب الكرتلات” أو عصابات الاحتكار، في إشارة إلى أزمة نقص عدد من المواد الاستهلاكية في الأسواق.
وأقال الرئيس سعيد رئيسة الحكومة نجلاء بودن في وقت يتزايد فيه السخط في الشارع بشأن أزمة غياب المواد الاستهلاكية الأساسية وارتفاع الأسعار، واستمرار مشاهد الطوابير الطويلة أمام المخابز.
والخبز مادة حيوية في الغذاء لدى غالبية العائلات التونسية، وطالما ارتبط باضطرابات سابقة شهدتها البلاد أشهرها “ثورة الخبز” وسط ثمانينيات القرن الماضي.
وقال سعيد “إن من بين أهم التحديات هي مواجهة الإرهاب ولكن أيضاً مواجهة نوع آخر من الإرهاب الذي تسعى إليه الكرتلات المتخفية لتجويع الشعب”.
وألقت الحرب الروسية في أوكرانيا بظلالها على الغذاء والتزود بالحبوب في تونس.
لكن كثيراً ما وجه الرئيس التونسي اتهامات إلى المعارضة و”محتكرين” في السوق بتأجيج الأوضاع الاجتماعية عبر التحكم في الأسعار، وفي سلاسل التزويد لعدة مواد استهلاكية باتت نادرة مثل البن والسكر والدقيق والسميد والأرز.
وقال سعيد: “ما يعيشه الشعب اليوم هو محاولة لتأجيج الأوضاع الإجتماعية من ترتيب هذه اللوبيات”.
وتابع “لا مجال للتسامح مع هؤلاء أبداً ولا بد من محاسبتهم. من يتلاعب بقوت الشعب وبالسلم الأهلي الداخلي لتونس سيدفع الثمن باهظاً بناء على القانون وفي ظل محاكمة عادلة”.
وسيكون رئيس الحكومة الجديد، وهو خبير متقاعد في القانون ومن كوادر وزارة المالية والبنك المركزي، أمام مهمة التعاطي مع الأزمة المتفاقمة، وشح السيولة وإدارة العلاقات مع الشركاء الأوروبيين بشأن ملف الهجرة الشائك.
كما يتعين على الحشاني أيضا التوصل إلى أرضية تفاهم مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج قرض بقيمة 1.9 مليار دولار أمريكي معلق منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب الخلاف حول حزمة الإصلاحات ولا سيما مراجعة أو إلغاء نظام الدعم.
وتحتاج تونس بشدة للقرض لإنعاش النمو وتمويل خزينة الدولة.