قد تكون الأمسيات في الهواء الطلق هي الخيار الأفضل عندما يتعلّق الأمر بعطلة صيفية ممتعة، ولكن، يحذّر الخبراء من كون الأشهر الأكثر دفئًا تجلب خطرًا إضافيا على أعيننا – والفشل في حمياتهم قد يؤدّي إلى الالتهاب والإصابة.
ويقول طبيب العيون د.أمير حميد من (أوبتيجرا لرعاية صحة العين) إن “عيوننا تتأثر بشكل خاص في الصيف، من أشعة الشمس الساطعة التي يمكن أن تسبب حروق الأشعة فوق البنفسجية إلى الجفاف غير المريح الذي تسببه الحرارة ومرور الليالي بلا نوم.”
وتابع “لكن مع القليل من الدراية، فإنه من السهل تفادي أكثر فظائع الأعين الموسمية شيوعا.” – لذلك، مالذي نحتاج لمعرفته؟
حساسية حبوب اللقاح
يقول حميد “أن عدد حبوب اللقاح في الصيف أكثر وهذا يمكن أن يسبب رد فعل تحسسي في الأعين، تماما مثل حمى القش. ونسمي هذه الحساسية بالرمد ومن علاماتها عيون دامعة، ملتهبة، و حاكة. بالإضافة إلى سيلان الأنف.”
ويضيف “الجميع حسّاس لأنواع مختلفة من حبوب اللقاح، ومن المرجح أن تشعر بهذه الآثار إن كنت تعاني من الربو أو الإكزيما.”
وتابع أن “من الصعب تجنب حبوب اللقاح، لكن في الأيام التي تكون الحساسية فيها أسوء ما يمكن فإنه بإمكانك التفكير في إغلاق جميع النوافذ والأبواب”.
ولتخفيف هذه الأعراض، فإن قطرات مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية تعمل بشكل جيد. ويمكنك دمجهم مع أقراص مضادات الهيستامين لمعالجة السبب وتوفير الإغاثة العلاجية.
ويشير التقرير إلى أنه “يمكن تهدئة التعب مع قطرات العين المرطّبة، التي تعمل كمادة تشحيم.”
جفاف الأعين
يوضح حميد “قد يكون من الصعب الانجراف والبقاء نائما عندما ترتفع درجة الحرارة، لكن يعرضّك التعب وقلة النوم لجفاف الأعين.”
فعندما تنام فإن جسمك – بما في ذلك عينيك – يتجدد. وخلال اليوم فإن عضلاتنا تتمزق وتموت الخلايا، ولذلك، ونحن بحاجة إلى تلك الراحة بين عشية وضحاها لاستعادة وإعادة ضبط كل شيء لليوم التالي.
ويضيف حميد ويقول “الحصول على 8 ساعات من النوم في الليل مطلوب للعقل المثالي، ولجسم وعينين صحيين.”
ويقول حميد “اعمل على بيئة نومك للتأكد من أنك تمنح نفسك أفضل فرصة ممكنة للنوم الجيد ليلاً. ودرجة الغرفة المثالية هي 18.5 سيليزيوس، لذلك ابذل قصارى جهدك لتبريدها. افتح نافذة وباب الغرفة، واستثمر في مروحة جيّدة، ويمكن أن يساعد أيضًا استبدال البيجامات المصنعة بالقطن القابل للتنفس واللحاف الثقيل بغطاء واحدة.
الحروق الحرارية
يقول الدكتور حميد “الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مهمّة جدا لعينيك كما هي مهمّة لبشرتك. وتعتبر شبكة العين مثل كاميرا فيلم في أعيننا. والضرر الحاد – الحرق الحراري – يمكن أن يحدث إذا نظرت مباشرة إلى الشمس.”
ويضيف قائلا “لا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك عندما يحدث سوى الانتظار حتى تشفى. ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الرؤية، وفي بعض الحالات، يسبب الألم.”
ويكمل “التعرض الطويل لضوء الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن يسبب أيضا ضرر تراكمي. وهذا يمكن أن يسبب تغيرا بعدسة أعيننا، وأيضا الإضرار بصحة الجزء الخلفي من أعيننا.”
ويشر إلى أن ” النظارات الشمسية مع الحماية المناسبة من الأشعة فوق البنفسجية عنصر أساسي في الصيف لكلا من البالغين والأطفال. التعليم الجيّد حول عدم النظر بشكلٍ مباشر نحو الشمس – حتى كجزء من لعبة – أمر بالغ الأهمية عندما يأتي الأمر للصغار. وعند اختيار زوج من النظارات الشمسية، أنظر للعلامة، ملصق، أو وصف يقول “حماية 100% من الأشعة فوق البنفسجية”، “UV400” أو ما يشابه. إن الأمر يستحق أن تدفع أكثر بقليل عليهم لأجل حماية عينيك.”
الحروق الكيميائية
يقول الدكتور حميد: “عندما يدخل كريم الشمس إلى أعيننا، يمكن أن تحترق.” و “لحسن الحظ، فإن معظم المواد الكيميائية الموجودة في الرعاية الشمسية آمنة، طالما أنك تضمن صنع كريم الشمس الخاص بك من قبل شركة مصنعة ذات سمعة طيبة. من غير المحتمل أن تسبب ضررًا كبيرًا إذا كانت آمنة بما يكفي لتطبيقها على الجلد، بعد كل شيء. ومع ذلك، يمكن أن تلدغ وتتسبب في جري الدموع.”
وأضاف”إشتر دائما واقي الشمس الخاص بك قبل السفر، لتعلم لذا فأنت تعلم أنك تحصل على المنتج المعلن عليه على الملصق و ليس مزيفًا” ويضيف ” ضع الكريم على يدك بدلاً من وضعه مباشرة على وجهك، بهذه الطريقة يمكنك أن تكون أكثر دقة بشأن المكان الذي تضعه فيه. ابدأ بعيدًا عن العين، وعندما تقترب منهم، تأكد من أن لديك القليل في أطراف أصابعك. اختر صيغ لطيفة للأطفال، حيث تميل هذه الصيغ إلى أن تحتوي على كميات أقل من المواد الكيميائية التي يمكن أن تلدغ العين.”
الخدش القرنية
يقول حميد ” عندما نذهب إلى الشاطئ، نصنع القلاع الرملية مع الأطفال ونسير على طول الشاطئ، فبذلك من السهل ركل الرمال في عينيك أو جلدها في أعينهم بفعل الرياح.” ويضيف “الأمر غير مريح ويمكن أن يخدش عينيك، ومع هذه الخدوش هنالك دائما احتمال الإصابة. وهذا لأن السطح الأمام من الأعين مثل الجدار المغلق”.
ويضيف قائلا “طالما أنها سليمة فأنت على ما يرام، لكن إذا كان لديك تلف، فإن الطفيليات والبكتيريا الدخول إلى الطبقة العميقة في العينين.”
وكما يقول حميد ” من المحتمل ألا تسبب كمية صغيرة من الرمال مشاكل، ولكن يجب التعامل مع كمية كبيرة بسرعة. لا تغسل عيناك بماء البحر أو حتى ماء الصنبور إن كنت تستطيع المساعدة. بدلا من ذلك، اختار المحلول المعقّم. خذ زجاجة صغيرة في عطلة معك داخل مجموعة الإسعافات الأولية العادية.”
وتابع : “يبدو أن أمسيات الصيف تستمر إلى الأبد، ولكن بعد ليالي طويلة من العصائر في التجمّعات الصيفية، فإنه من السهل أن تنسى إزالة العدسات اللاصقة قبل النوم.”
وأضاف “لكن نسيان إزالتها قد يؤدي إلى تلف في العين. فالسطح الأمامي للعين – القرنية – يعتمد على التغذية من دموعنا.
ونوع إلى أن “الوقت المقترح لارتداء المستلزمات الطبيعية الاعتيادية يوميا هي فقط 8-10 ساعات. لذلك إن وضعت عدساتك عند استيقاظك الساعة 8 صباحا، فإنه يجب أن تنزعها بين 4 أو 6 مساءً”.
ولفت إلى أن “غالبيتنا لا تفعل هذا، بالطبع، لكن يمكن أن يسبب هذا الارتداء الزائد عن اللزوم بنمو الأوعية الدموية في العين من الأطراف”.
وأكمل “هذا هو الأوعية الدموية الجديدة القرنية. وعندما يحدث ذلك، يمكن أن يتسبب الالتهاب وعدم الراحة وانخفاض الرؤية وعدم تحمل ارتداء العدسات اللاصقة.”
وتابع “حاول ارتداء نظاراتك الطبية خلال النهار إن كنت تنوي ارتدائها لوقت متأخر من الليل – بعض الأشخاص يشعر بالراحة أكثر بارتداء النظارات الشمسية الطبية أكثر من النظارات الطبية العادية، المثالية عندما تكون في عطلة. وتأكد من إخراج العدسات كل مساء قبل النوم.” ويضيف “تذكر أن تغسل يديك وتنشيفهم قبل إخراج عدساتك حتى لا تنقل الأوساخ والبكتيريا إلى العين. وفي أثناء وجودك في الحفلات، لا تقف قريبًا جدًا من الدخان الناتج عن حفلة شواء لأن هذا سيجفف عينيك.”
واستدرك القول “إن كنت ترتدي عدساتك في حمام السباحة، البحر، أو حوض الحمام الساخن، كن على علم أنه يوجد طفيليات تسمى الشوكمبية في ذلك النوع من المياه.”
ويضيف “يسبب هذا الطفيلي عدوى في الجزء الواضح من عينك – القرنية. والعدسات اللاصقة هي وسيلة حضانة مثالية.”
وواصل القول “في الأساس، يأكل الطفيلي جزءًا من العين وصعوبة هذا النوع من العدوى مقارنة بالآخرين هي أنه لا يستجيب للأدوية بسهولة. ويمكن أن يسبب ندوب دائمة.”
وقال “تخيل لوحًا من الزجاج – بدلاً من أن يكون نافذة صافية على العالم، يكون متجمدًا أو شفاف تمامًا”
ويشير دكتور حميد إلى أن “العملية الجراحية لإزالة وتبديل القرنية ممكنة، لكن يمكن أن تتكرر الطفيليات. لذلك، فإنه من الأفضل منع العدوى من الحدوث في الأساس. وتذكر أن تنزع عدساتك قبل ذهابك للسباحة.”
واختتم القول “ارتدي نظارات طبية. وإذا شعرت بشيء خاطئ، فاطلب العناية الطبية بسرعة.”