نشرت مجلة “دونا موديرنا” الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن التمارين التي تساعد المرء على تحسين صوته.
وعادة ما يعتبر الصوت إحدى الوسائل التي تستخدم للتعبير عن الحالة النفسية للإنسان، فضلا عن التواصل والتحاور مع بقية الأفراد.
وقالت المجلة، في تقريرها إن الصوت يساهم في تحديد شخصية الإنسان، حيث يعد بمثابة البوابة للتعرف على السمات المميزة له. علاوة على ذلك، يعكس الصوت مشاعر الإنسان، ويسمح له بإيصالها إلى الطرف الأخر. كما يساهم صوت الإنسان في تعزيز التواصل الوجداني مع الآخرين. لذلك، من المهم أن يولي المرء قدرا من الاهتمام بتحسين صوته من خلال ممارسة بعض التمارين.
وأوردت المجلة أن من بين التمارين التي تساعد الإنسان على تحسين صوته، الحرص على التنفس بعمق أو التنفس عن طريق منطقة الحجاب الحاجز. ومن المثير للاهتمام أن الطفل يتنفس من خلال الحجاب الحاجز عند الولادة. ولكن فيما تتغير آلية التنفس، يشرع الإنسان في استخدام الجزء العلوي للرئتين فقط. ولذلك، من الضروري أن تعكف على التنفس من البطن فضلا عن التنفس من خلال الصدر.
وأضافت المجلة أن طريقة الوقوف أو الجلوس تلعب دورا هاما فيما يتعلق برثة الصوت وطريقة التحدث مع الآخرين. حيال هذا الشأن، يجب على الإنسان أن يحرص دوما على الجلوس في وضعية مستقيمة ويمشي بصورة متزنة. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال ممارسة تمرين وضع الكتاب على الرأس والمشي في أنحاء المنزل دون أن السماح بسقوطه. ويساعد هذا التمرين على تحسين جودة الصوت.
أشارت الصحيفة إلى أن التثاؤب يعد بمثابة تمرين للفم، والحلق والحنجرة، حيث يساهم فتح الفم على هذا النحو في استرخاء عضلات الحجاب الحاجز. كما يعمل التثاؤب على جعل الصوت أكثر وضوحا، ويساعد على تدريب العضلات التي يستخدمها الإنسان عند الكلام. كما يمنح التثاؤب الإنسان شعورا بالأمان ينعكس على نبرة الصوت. يمكن أداء تمرين التثاؤب من خلال فتح الفم بشكل كبير، ومن ثم التنفس، من خلال الشهيق والزفير ببطء. إلى جانب ذلك، يعمل التثاؤب على توسيع منطقة الحلق، ما يساهم في تعزيز نبرة الصوت.
وأكدت المجلة على ضرورة أن يحمي المرء حباله الصوتية من الإرهاق. ولذلك، يتوجب على الإنسان أن يتجنب الصراخ والبكاء بصوت عال. علاوة على ذلك، يؤثر الاكتئاب والتوتر والحزن على الحبال الصوتية.
في هذا الصدد، من الأفضل أن يطبق المرء التدريبات التي يعتمدها المطربون لإتقان الغناء، لعدة دقائق في اليوم.
وأقرت المجلة أن نبرة الصوت العذبة تعزز ثقة المرء في نفسه، كما تجعل كلامه مؤثرا أكثر على من حوله. وبالتالي، يتعين على الإنسان اتباع بعض الخطوات، على غرار التكلم بوضوح ودون تسرع. كما ينبغي التأني حتى يتسنى للفرد تنظيم أفكاره، والتحدث بكل طلاقة. وفي نهاية المطاف، سيمكنه ذلك من ترك انطباع جيد لدى الآخرين.
وأحالت المجلة إلى أنه، على صعيد آخر، يواجه بعض الأشخاص مشكلة كبيرة تتمثل في أن الطرف الآخر قد لا يبدي أي رغبة في الاستماع لهم. حيال هذا الشأن، يتعين على المرء أن يتجنب الكلام عبر الأنف أو من الحلق، وإخراج الصوت انطلاقا من الصدر عوضا عن ذلك. من جهة أخرى، لا بد أن يركز الإنسان في كلامه على نقطة مهمة تتمثل في ضبط قوة الصوت من خلال تجنب الحديث بصوت مرتفع؛ نظرا لأن ذلك يعيق عملية التواصل.
في الأثناء، يكسب الحديث بترو خطاب الإنسان قوة وأهمية. ومن هذا المنطلق، يمكن الجزم بأن الصراخ لا يعد الوسيلة الأنسب للتواصل، في حين أن الحرص على التزام الهدوء يجعلك في موضع قوة.
وبينت المجلة أنه، وفقا لعلم النفس، يعد الصوت بمثابة المفتاح لمعرفة شخصية الإنسان، حيث تكون نبرة الصوت في الكثير من الحالات دليلا واضحا وبارزا على الحالة النفسية التي يعيشها. فعلى سبيل المثال، تجد المرأة، التي تمتلك صوتا ضعيفا، صعوبة في فرض نفسها داخل المجتمع والتعبير عن رغباتها وآرائها بكل أريحية وحرية.
وأكدت المجلة أن كل الرجال يتفقون على أن الصوت الناعم يعكس الأنوثة والرقة، الجانب الذي لا يمكن أن يغفل عنه الرجل عند الحكم على جمال المرأة، لما في الصوت الناعم الرفيع من أثر كبير في أسر قلبه وتحريك مشاعره. ولذلك، يتعين على المرأة أن تمارس بعض التمارين التي تمنحها صوتا رقيقا، من خلال قراءة قصيدة لمدة سبع دقائق يوميا أمام المرآة بمنتهى الإحساس، ما سيساهم في تغيير نبرة الصوت الخشنة إلى نبرة أنثوية.
وفي الختام، أوردت المجلة أن الصوت يلعب دورا أساسيا في تحديد طبيعة العلاقات في المجتمع، حيث يعد الوسيلة الأولى للتعبير عن العاطفة، والأداة الأساسية للتحاور بين الأفراد. ويمكن للصوت فقط أن يجرد الحديث من جوهره أو يسلط الضوء عليه، ويجعل منه خطابا مؤثرا على الآخرين.