قد يبدأ الكثير منا يومه بتناول فنجان أو اثنين من القهوة، لقد اعتادت أجسادنا على هذه العادة. ككبار بالغين نعرف ما يمكننا التعامل معه، فنحن نشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين للاستيقاظ وإعادة تنشيط أنفسنا وربما لمجرد أننا نحب طعم ما نشربه، ولكن هناك سبب يجعلنا نشربه.
لكن ماذا عن الأطفال والمراهقين؟ هل يمكننا جعلهم يحتسون معنا هذا المشروب المفضل؟ أم عليهم الانتظار حتى سنٍّ معين؟ سنتناول في هذا المقال الجرعات المسموح بها للأطفال والمراهقين، وأهم الآثار الجانبية التي قد تؤثر عليهم.
ما هو الكافيين؟
الكافيين منبه طبيعي موجود في القهوة والشاي والشوكولاتة وغيرها من الأطعمة والمشروبات، فهو يحفز الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر على الأطفال والبالغين بشكل مشابه، وحتى في مستوياته الدنيا، ويمكن أن يجعل الناس يشعرون بمزيد من اليقظة والنشاط والتركيز الشديد.
ومن المعروف أن الأطباء يستخدمون الكافيين على الأطفال المبتسرين (الذين يعانون من توقف في التنفس) لتحفيز أدمغتهم ومراكز تنفسهم.
الكمية الآمنة الموصى بها بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء هي 400 ملليغرام من الكافيين يومياً، أي حوالي أربعة أكواب من القهوة، ويختلف محتوى الكافيين الفعلي في المشروبات اختلافاً كبيراً، خاصة بين مشروبات الطاقة نفسها، لذلك من المهم التحقق من الملصقات ومعرفة ما يشربه ابنك.
ما هي الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين؟
ينتج الكافيين بشكل طبيعي في أوراق وبذور العديد من النباتات، كما أنه يصنع ويضاف إلى بعض الأطعمة، ويحصل الأطفال على معظم الكافيين من المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، ولكنه موجود أيضاً بشكل خفي في الآيس كريم أو الزبادي المجمد، بالإضافة إلى مسكنات الألم والأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية، وحتى الشاي المثلج يمكن أن يحتوي على الكثير من السكر والكافيين مثل الصودا.
آثار الكافيين على الجسم
في الواقع لا يتفاعل شخصان بالطريقة نفسها مع الكافيين، وهذا هو السبب في أنك قد تكون قادراً على شرب كوبين كبيرين من القهوة في ساعة واحدة من دون الشعور بأي اضطراب، في حين أن زوجتك أو طفلك يمكن أن يشرب أحدهما بعض الرشفات وتتسرع ضربات قلبه أو يشعر بالدوخة.. إذن ما هي التأثيرات الفسيولوجية للكافيين التي تساعدك على الاستيقاظ أو تجعلك تبقى في حالة يقظة؟
يؤثر الكافيين على الجهاز القلبي الوعائي من خلال زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومن المهم أن نلاحظ أيضاً أن الكافيين يمكن أن يكون له نصف عمر من 4 إلى 6 ساعات، وهذا يعني أن المنشط لا يبقى تأثيره في جسمك إلا لبضع ساعات بعد تناوله، وقد لا تسمح المشروبات المتعددة والاستهلاك السريع لجسمك بإخراجه بسرعة منه، وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب أو السكتة القلبية، خاصة عند استهلاك كمية كبيرة من الكافيين، إلى الوفاة.
ويزيد الكافيين – بجرعاته العالية – من مستوى الأدرينالين في الدم، وعندما تكون متحمساً أو متحفزاً من مادة مثل الكافيين، فهذا يعني زيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتقلصات القلب، كما يرفع الكافيين أيضاً مستويات الكورتيزول، وهو هرمون معروف بتأثيره على الإجهاد.
عادة ما يكون نبض القلب بين 60-100 نبضة في الدقيقة، وعندما يمارس الشخص – أو يتناول الكافيين – يزداد تدفق دمه ويضخ قلبه بشكل أسرع.
عندما يتعلق الأمر بمشروبات الطاقة، التي تحظى بشعبية كبيرة بين المراهقين، فإن كل مشروب يحتوي على الكثير من السكر وبعضها يضيف الفيتامينات للمكونات، وقد يمنح الجمع بينها مزيجاً من الطاقة والشعور باليقظة، وهو ما يجعل العديد من الشباب يرغبون بتناول المزيد منه من دون فهمهم للعواقب الوخيمة لذلك.
آثار الإفراط بالكافيين؟
الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين موجودة في كل مكان، ولكن من الحكمة أن نقلل من استهلاك الكافيين إلى الحد الأدنى، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار؛ إذْ يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكافيين، سواء بالنسبة لكلٍ من الأطفال والبالغين، الآثار الآتية:
صعوبة في التركيز.
اضطراب المعدة.
القلق والتوتر.
الصداع.
المزاج العصبي؛ بسبب تأثيرات الدماغ.
الشعور بالغضب.
وجه متوهج.
لذلك يجب على الآباء التعرف على علامات الإفراط في الكافيين عند أطفالهم، وتقييم مقدار ما يحصلون عليه يومياً أو حتى في غضون ساعات قليلة، وإذا أظهر طفلك الأعراض السابقة، فقد يكون لديه مستويات عالية من الكافيين، ويفضّل الاتصال بطبيب الأطفال على الفور للحصول على المشورة الطبية.
ما المشاكل الأخرى التي يمكن أن تحدث للأطفال من تناول الكافيين؟
إليك بعض المشاكل الأخرى التي تجعلك تحد من استهلاك الأطفال للكافيين:
- غالباً ما يشرب الأطفال الكافيين الموجود في المشروبات الغازية العادية. فالأطفال الذين يشربون عبوّة واحدة أو أكثر من المشروبات الغازية المحلاة يومياً يزيد احتمال إصابتهم بالسمنة بنسبة 60٪.
- غالباً ما تحتوي المشروبات التي تتضمن الكافيين على سعرات حرارية فارغة، ولا يحصل الأطفال الذين يفضلونها على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها من مصادر صحية. وتناول الكثير من الصودا يعني فقدان الكالسيوم الذي يحتاجه الأطفال من الحليب لبناء عظام وأسنان قوية.
- يمكن أن يؤدي الكثير من المشروبات المحلاة والمزودة بالكافيين إلى تسوس الأسنان بسبب ارتفاع نسبة السكر وتآكل مينا الأسنان من الحموضة.
- يعد الكافيين مدراً للبول يؤدي إلى التخلّص من الماء المختزن في الجسم (من خلال التبول)، مما قد يساهم في الإصابة بالجفاف، لذلك من الحكمة تجنب الإفراط في تناول الكافيين في الطقس الحار، إذْ يحتاج الأطفال إلى تعويض السوائل المفقودة من خلال التعرق.
- قد يسبب التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين أعراض الانسحاب (مثل الصداع وأوجاع العضلات والتهيج)، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يستهلكون الكثير منه.
- يمكن للكافيين أن يجعل مشاكل القلب أو الاضطرابات العصبية أسوأ، وقد لا يعرف بعض الأطفال أنهم في خطر.
- يمكن أن يتداخل الكافيين مع النوم، مما يؤدي إلى دورة تعزز زيادة استخدام الكافيين في اليوم لتعويض قلة النوم في الليل، وقد يكون التأثير السلبي الأقل وضوحاً هو أن الكافيين المضاف إلى المشروبات الحلوة يمكن أن يزيد من استهلاك الأطعمة السكرية الأخرى، حتى لو لم يكن فيها الكافيين.
- عند الجرعات العالية (التي قد تكون في مستوى فوق 400 ملغ/ يوم للمراهقين، وحوالي 100 ملغ/ يوم للأطفال الأصغر سناً)، ترتفع المخاطر لعدد من الآثار السلبية الأخرى، مثل عدم انتظام ضربات القلب، والهياج والتهيج، وزيادة ضغط الدم والقلق.
المصدر: صحتك