تعرف الشخصية “السيكوباتية” علمياً باسم “الاعتلال النفسي”، وهو اضطراب في الشخصية، يتميز بعدم التعاطف والاندفاع والميل إلى الانخراط في السلوك المعادي للمجتمع، وغالباً يوصف المرضى النفسيون بأنهم ساحرون ومتلاعبون، لكن يمكن أن يكونوا أيضاً قساة.
ورغم ذلك، فيشاع أن الشخصية “السيكوباتية” قد تمتلك الكثير من المميزات، من خلال الألاعيب التي تستخدمها في حياتها اليومية والعملية؛ لزيادة فرصها في الحياة، لذلك علينا معرفة خصائص الشخصية “السيكوباتية”، وأعراضها، وكل ما يتعلق بها؟
ما الشخصية “السيكوباتية”؟
غالباً، يتم تشخيص “الاعتلال النفسي” باستخدام قائمة التحقق من الاعتلال النفسي، التي تقيس سمات، مثل: السحر السطحي والعظمة وعدم الندم أو الشعور بالذنب، ومن المعروف أيضاً أن المرضى النفسيين لديهم تأثير ضحل، ما يعني أنهم يواجهون صعوبة في تجربة العواطف.
وقد ينخرطون في سلوك محفوف بالمخاطر، مثل: تعاطي المخدرات أو النشاط الإجرامي، وغالباً يكون لديهم تاريخ من الاندفاع والعدوان، كما يمكن أن يكون للمرضى النفسيين تأثير كبير في المجتمع، حيث من المرجح أن ينخرطوا في السلوك الإجرامي، ويسببوا ضرراً للآخرين، وقد يكونون أكثر عرضة للتصرف دون اعتبار لعواقب أفعالهم، وقد يكون أيضاً من الصعب إعادة تأهيلهم أكثر من الأفراد الذين يعانون اضطرابات شخصية أخرى، وتم ربط “الاعتلال النفسي” بمجموعة من النتائج السلبية، بما في ذلك: جرائم العنف، وتعاطي المخدرات، والوفاة المبكرة.
أسباب الشخصية “السيكوباتية”؟
السؤال الشائع هو: ما الذي يسبب الاعتلال النفسي؟.. هذا سؤال لدى الكثير من الناس، وكما هي الحال بالنسبة لاضطرابات النمو الأخرى، لا يوجد سبب واحد للاعتلال النفسي، إذ ينتج “الاعتلال النفسي” عن مزيج معقد من العوامل الوراثية والبيئية، التي يمكن لأيٍّ منها زيادة المخاطر، ومن أبرز أسباب “الاعتلال النفسي”، ما يلي:
1. الضغوط النفسية:
تعد الضغوط النفسية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى “الاعتلال النفسي”، ويمكن أن تأتي الضغوط النفسية من مصادر مختلفة، مثل: العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن يؤدي الشعور بالضغط النفسي إلى الشعور بالتعب الشديد والقلق والاكتئاب، ولتجنب الضغوط النفسية يجب تعلم كيفية التخلص من الضغوط الزائدة، والحفاظ على توازن الحياة.
2. الجينات والعوامل الوراثية:
تشير الدراسات إلى أن الجينات والعوامل الوراثية يمكن أن تزيد خطر الإصابة بـ”الاعتلال النفسي”، وأن تورث بعض الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب والقلق، من الأجيال السابقة، لذلك يجب على الأفراد معرفة التاريخ العائلي لأي اضطرابات نفسية، والعمل على الوقاية منها بالمحافظة على الصحة النفسية والعلاج المناسب.
3. الإدمان:
إدمان المخدرات أو الكحول أو الأدوية يمكن أن يؤدي إلى “الاعتلال النفسي”، إذ يسبب الإدمان تغيرات في الدماغ والسلوك، ما يؤدي إلى القلق والاكتئاب والهلوسة. ولتجنب الإدمان، يجب الحد من تعاطي المواد التي تسبب الإدمان، والحصول على العلاج المناسب للتخلص منه.
4. الصدمات النفسية:
تؤدي الصدمات النفسية، مثل: الحوادث أو الحروب أو الاعتداءات، إلى “الاعتلال النفسي”، وبالتالي الإصابة بالقلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، وللتخلص من الصدمات النفسية يجب الحصول على الدعم النفسي والعلاج المناسب؛ للتعافي من تأثيرات الصدمة.
5. الخلافات العائلية:
تؤثر الخلافات العائلية في الأفراد بطرق مختلفة، وأحياناً تصل إلى حد الإصابة بمرض “الاعتلال النفسي”، نتيجة تسببها بالقلق والاكتئاب والضغط النفسي، ولتجنب الخلافات العائلية يجب التواصل المستمر، والعمل على حل المشكلات بشكل صحيح.
أعراض الشخصية “السيكوباتية”:
يعد الاضطراب النفسي، المعروف باسم “الشخصية السيكوباتية”، من أشهر الاضطرابات النفسية التي تؤثر في الصحة العقلية للفرد، وتتميز هذه الشخصية ببعض الأعراض، التي يتم تحديدها من قِبَل الأطباء والمختصين بالصحة النفسية.
– الشعور بالاضطهاد: يعاني أصحاب الشخصية “السيكوباتية” الشعور المستمر بالاضطهاد، حيث يعتقدون أن الناس من حولهم يراقبونهم، ويحاولون إيذاءهم أو إيذاء عائلتهم، أو أنهم مطاردون من قبل جهات خارجية أو حكومية، ويخشون الخطر الذي يمكن أن يتعرضوا له، ويزداد هذا الشعور بمرور الوقت.
– الهلوسة: تعد من أبرز الأعراض التي يعانيها أصحاب الشخصية “السيكوباتية”، حيث يتصورون أشياء غير موجودة في الواقع، ويشعرون بوجود أشخاص أو أصوات في غيابهم الفعلي، وتكون هذه الهلوسة مصدر قلق وضيق للمصابين، وقد تكون الهلوسة ذات طابع شديد الواقعية، ما يجعل المصاب يتصرف بشكل غير عادي، ويتعرض للاضطهاد من الآخرين.
– التفكير غير العقلاني: يعاني المصابون بالشخصية “السيكوباتية” التفكير غير العقلاني، الذي يجعلهم يعتقدون بوجود حقائق خاطئة وأفكار غير واقعية، ويتمسكون بها بشكل متزايد دون الاعتراف بالواقع الحقيقي، ويمكن أن يتعرضوا للشك والتردد في الأمور البسيطة والمعقدة، ويصعب عليهم اتخاذ القرارات السليمة في الحياة اليومية.
– الاختلال في السلوك والتصرف: يتميز المصابون بالشخصية “السيكوباتية” بالاختلال في سلوكهم وتصرفاتهم، حيث يظهرون سلوكاً غير ملائم في المجتمع، ويتصرفون بشكل غير سوي، كما يظهرون بعض الأعمال العدوانية، التي قد تؤذي الآخرين، أو أنهم يتعرضون للعنف الذاتي والانتحار، ويكونون بحاجة إلى دعم ومساعدة من الأفراد المقربين منهم.العلاج.. والوقاية:
تؤدي الأعراض، التي تصاحب الشخصية “السيكوباتية”، إلى تدهور صحة الفرد النفسية والعقلية، وتؤثر في حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية، ومن المهم الاهتمام بتشخيص هذا الاضطراب ومعالجته بالطريقة الصحيحة؛ بهدف الحد من آثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
يمكن الاستعانة بالأدوية والعلاج النفسي والجلسات الاستشارية، وغيرها من الطرق، للتعامل مع الشخصية “السيكوباتية”، وتحسين الصحة النفسية للفرد، كما تجب الوقاية من هذا الاضطراب عن طريق العناية بالصحة النفسية، والاهتمام بالراحة النفسية، والتواصل الاجتماعي الصحي والرياضة والتغذية السليمة.
هل ينجح أصحاب الشخصية “السيكوباتية” مهنياً؟
أصبحت الشخصية “السيكوباتية” منتشرة في الحياة بشكل كبير، حتى إن أصحابها تمكنوا من الوصول إلى مناصب عالية في بعض المجتمعات العربية والأجنبية. وفي ضوء ذلك، فسر أستاذ الطب النفسي، إيغور جالينكر، ذلك بأنه ناتج عن تشجيع الجماهير العريضة لهؤلاء الأشخاص وطريقتهم في الحياة، حيث يشعر الناس بالراحة لوجودهم، بسبب ثقتهم العالية بأنفسهم، وإيهام البعض بأنهم مصدر للحماية والقوة.
ووفقاً لذلك، يجذب الشخص “السيكوباتي” الناجح لحياته المهنية والعملية، خلال مسيرته، لامتلاكه “الكاريزما”، و”السحر”، في طريقة الإقناع والكلام والتأثير في المحيطين به، بالإضافة إلى أنه شخصية اجتماعية ومرحة في كثير من الأوقات.
المصدر: زهرة الخليج