قال الفنان محمد صفر إنه كان موفقا فيما حققه من تنوع خلال دراما رمضان، حيث قدَّم من خلال مسلسل “في ذاكرة الظل” دور “إبراهيم”، ذلك الشاب البسيط الذي يعاني وصمة العار التي خلفها دخول أخيه للسجن، وما ترتب على ذلك من تبعات اجتماعية واقتصادية ونفسية وخيمة على الأسرة، التي تضم الأم الفنانة عبير الجندي، والأخ السجين الفنان يعقوب عبدالله، والأخت فرح المهدي.
وأضاف صفر في تصريح صحفي، أن المسلسل حقق نجاحا كبيرا، والجمهور تعاطف مع شخصيته وأسرته بالكامل، التي عانت إهمال وجحود وظلم الأب، والذي كشفت عنه الحلقات أخيرا، ليتضح للمشاهدين أن “عبدالهادي”، ويجسِّده الفنان داود حسين، هو السبب فيما تحمَّلته تلك الأسرة من ظلم، كما ينكشف كيف أن الأخ الأكبر ضحَّى من أجل أسرته بمستقبله وسُمعته، ليُلقى به في السجن، في الوقت الذي يهرب الأب، ويتنصَّل عن مسؤولياته.
وأوضح صفر أن المسلسل شهد تحولات عدة كانت بمنزلة مفاجآت للمشاهدين، كما قدَّم برؤية مميزة ومثيرة المواجهة والصراعات بين الإخوة حول حقوقهم في الثروة الطائلة التي ينعم بها الأب وأبناؤه من زوجته الراحلة، وهما: أحمد إيراج وعبدالله عبدالرضا، في الوقت الذي تكشفت مؤامرة العمة، وتجسِّدها الفنانة شيماء علي، التي تسترت على أخيها، وساعدته في التنصل من زوجته وأبنائه.
وحول مشاركته الأولى مع الفنان داود حسين، عبَّر صفر عن سعادته وفخره بتلك المشاركة، مضيفا أن المشهد الأول الذي جمعهما ببداية التصوير شهد ارتباكه وتخوفه من المواجهة، لكن الفنان الكبير احتواه، وساعده على الهدوء والثقة، لخروج المشهد على أفضل مستوى.
وأوضح صفر أن “كأن شيئا لم يكن” شهد مشاركته الأولى مع الفنان فهد العبدالمحسن أيضا، وكان لهذه المناسبة وقع مهم في مشواره الفني ومحطاته المميزة التي جمعته بفنانين كبار لا يبخلون بالنصيحة ولا الرعاية لأي فنان شاب، كما يمدونه بطاقة ودعم، وهو ما أسهم في نجاح وصدارة أعماله لهذا العام.
وحول دوره في “كأن شيئا لم يكن”، أكد صفر سعادته بما حققه من استفزاز للجمهور، وخاصة من النساء، إلى جانب فئة كبيرة من المناصرين والمؤيدين لحقوق المرأة، مضيفا أن ما حصده من تعليقات سلبية حول مناهضة المرأة دليل كبير على اقتناع المشاهد بتقمصه الدور لحد استثارة مشاعرهم وإنكارهم لهذا المضمون السيئ، وهو نجاح يُحسب له.
وقال إنه على المستوى الشخصي يرفض العنف ضد المرأة، ويؤيد حريتها واستقلالها، وهو توجه يسود المجتمع منذ سنوات، ورغم ذلك فإن تقديمه لتلك الشخصية ليس ضربا من الخيال، حيث لا تزال هناك قلة قليلة في المجتمع تمارس أشكالا من العنف والقهر ضد المرأة، وهو ما يستحق تسليط الضوء عليه من خلال المسلسل.
وأضاف صفر: “أجسد دور (راشد)، ابن الفنان فهد العبدالمحسن والفنانة هبة الدري، وأتشرَّب من الأب وغيره من رجال العائلة ما يمارسونه من قهر للمرأة الأم والأخت والابنة، وأعد نموذجا مصغرا من أبي، وأوافقه في تلك الممارسات، وكأنها أجيال متعاقبة ومتوارثة لتلك المفاهيم الخاطئة التي تخالف الدين، الذي كرَّم المرأة، والمجتمع الذي منحها جميع الحقوق”.
واختتم بقوله: “نهاية المسلسل والتحولات التي شهدتها الحلقات الأخيرة من العمل تؤكد أن العنف والقسوة والظلم لها عواقب وخيمة على الأسرة والمجتمع، وتكشف أن العمل في جانب تأييد حقوق المرأة وحمايتها وكرامتها، ولكن برؤية فنية وإطار درامي جذاب وشيق”.
الجريدة