كان عام 2020 عاماً ملئ بالتحديات و المفاجئات التي لم تخطر على بال أحد في يوم من الأيام أن نواجه مصير واحد، حيث كل من حول العالم وقف أمام هذا التحدي.
لا أحب أن أقول عن 2020 عام مضى حمل معه من المرارة و الألم الذي عم علينا جميعا حول العالم، احببت أن اسميه انه عام مضى و لكن بث فينا ما اسميه بجرعة المفعول الإيجابي .
نعم انه عام كان ملئ بالإصرار و روح التحدي و الإيجابيه، عام اصبح الفرد منا يعيد حسابات كثيره بينه و بين الحياة، عام جعلنا نستشعر أن هناك نِعم كثيرة أنعم الله عز وجل علينا والبعض منا لم يكن لديه الوقت يستشعر بها او يشعر أنها حوله، منها نعمة الأهل والقرب منهم أكثر، لقد استنفر العالم من حولنا وأغلق كل شي كان يستنفذ وقت الفرد و يبعده عن استشعاره بالنعم التي حوله فقط من أجل الوصول إلى مبتغاه على حساب أمور أخرى فقدناها مع ضغوط الحياة.
عام مضى ولكن أوقفنا عند محطة استراحة مع الذات، تجمع عائلي ثمين استشعرنا به جعلنا نشعر بحديث الرسول ﷺ عندما وصانا وقال ” خيركم لأهله” ، عام مضى و لكن كشف لنا أهمية العمل على استثمار الدول لطاقات بشريه كانت في فتره لم تسنح له الفرص لإثبات وجوده، عام مضى اثبت وجود طاقات بشريه قويه لديها الإستعداد في مواجهة الأزمات والعمل بروح الفريق الواحد.
عام مضى جعلنا نعرف أهميه أن تكون لدينا روح المسئولية المشتركه تجاه الآخرين، والعمل على زرعها في نفوس الجيل الحالي والقادم متقيدين بما وصانا عليه رسولنا الكريم ﷺ ” كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته” .
عام مضى جعلنا نقف مع الذات، فتح لنا آفاق أن الإنسان بطبيعة الحال لديه نزعة الإستسلام، لكن مع ما مررنا به في عام 2020 وما شاهدناه ما حدث حول العالم أعتقد الكثير منا وقف مع ذاته والتأمل بما حوله أن الإستسلام ليس الحل الوحيد لمواجهة هذا الوباء، كان لابد المواجهة و روح التحدي و العمل ليل ونهار حتى تستمر الحياة و ننجح برجوع الحياة إلى طبيعتها، وكان ذلك تجلى بصور كثيره منها ما شاهدناه كيف اصبح العالم مع سياسة الإغلاق الكلي، اتجه إلى سياسة الإقتصاد الرقمي ، الاقتصاد الرقمي، و هو النشاط الذي ينتج عن الاتصالات اليومية عبر الإنترنت و هو العمود الفقري للاقتصاد الرقميين، هو الارتباط التشعبي مما يعني تزايد الترابط بين الأشخاص والمؤسسات، والآلات، وتكنولوجيا الهاتف النقال، وإنترنت الأشياء.
تعبير «الاقتصاد الرقمي» أصبح متداولاً بشكل متسارع في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا وظهرت أهميته كدور فعال أكثر في 2020 فتره الجائحة.
أتمنى أن لا نسمي ولا نلقب عام 2020 بمسميات سلبيه كما نسمعه بين الناس و كما نشاهده في مواقع التواصل الإجتماعي بين المشاهير الذين يصفون هذا العام بمسميات مليئة بأوصاف سلبيه وكأنها نهاية الكون.
لا تصفون الأعوام بهذه المنهجيه، و لا تنسون أن ليس من أخلاقنا كمسلمين أن نصف الأعوام بمسميات ليست من منهجنا في الدين الإسلامي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ): “قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار”. .
مرحبا” بعام مضى 2020 وأعطانا جرعة أمل وتفاؤل لمواجهة تحديات الحياه بكل إيمان و روحانية وإصرار ، و مرحبا بك 2021 بما يحمله لنا الله عزوجل كل خير و صلاح لنا جميعا” .
وأعلم أن حسن الظن بالله هو من حسن العباده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه. وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
أتمنى لكم عاما” مليئا بالخير و الصلاح والتفاؤل، وأتمنى أن نكون دوما” لدينا الشعور الروحاني بحسن الظن بالله و القادر على كل شي و خير الأمور بيده الواحد الأحد ، فأعلم أنه عام مضى وكان أعظم اختبار لنا من الله عز وجل ، و نحن الآن على مشارف عام جديد ملئ بعطايا الله عز وجل من خير و جبر خواطر عباده.. والحمدلله حمدا” كثيرا” طيبا”.